في سياق المتابعات المحمومة والرصد اللاهث لكل ما يتعلق بأول انتخابات رئاسية في مصر، بعد ثورة 25 يناير، الحدث الأهم والأخطر في حياة المصريين، ثمة مؤشرات يمكن قراءتها والبحث عن دلالاتها من خلال الاستطلاعات التي تجريها المراكز البحثية المتخصصة، ومنها مركز استطلاع الرأى بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، الذي أجرى استطلاعا لمعرفة الصورة الذهنية للمواطنين البالغين 18 عاما فأكثر عن رئيس الجمهورية القادم وأُسس اختيارهم له، وسط تنافس محموم وآمال عظيمة يحملها الناخبون لمرشحيهم. «ينبغى الإعلان عن مرتب الرئيس.. ولا يجب أن تتولى زوجته أو أبناؤه أى مناصب سياسية فى الدولة.. وحازم أبو إسماعيل كان أكثر المرشحين المعروفين فى الشارع».. النتائج التى أظهرها الاستطلاع مثيرة للاهتمام والتأمل وتطرح علامات استفهام كبيرة على رؤية المصريين ومزاجهم العام في تصورهم لرئيسهم القادم وصلاحياته والمدى المسموح به لأفراد أسرته (زوجته وأبنائه) في المشاركة فى العمل العام أو السياسي من عدمه.
نتائج الاستطلاع أوضحت أن المستوى العلمى والثقافى للمرشح وسمعته وخبرته وشخصيته من العوامل التى ستؤثر فى قرار أغلبية من شملهم الاستطلاع، وأن الأغلبية أيضا لم تسمع أو تقرأ أيا من البرامج الانتخابية للمرشحين حتى الآن، بينما يظل 25% فقط على علم ببرامج المرشحين أو جزء منها، وأكدت أغلبية أن البرنامج الانتخابى سيؤثر فى قرارهم، وجاء برنامج المرشحَين عبد المنعم أبو الفتوح يليه عمرو موسى وحمدين صباحى من أكثر البرامج التى كانت ال25% ممن شملهم الاستطلاع على علم بها.
الاستطلاع أوضح أن 57% يفضلون رئيسا مدنيا، بينما أظهرت النتائج أن ما كشفت عنه ثورة 25 يناير من فضائح فساد للرئيس السابق وأسرته أثرت على رؤية المصريين للرئيس القادم، حيث يرى معظمهم أن مرتب الرئيس ينبغى إعلانه للشعب وأن لا تتولى زوجة الرئيس وأبناؤه أى مناصب سياسية فى الدولة، فى حين رفضت الأغلبية أيضا تركز كل القرارات فى يد رئيس الجمهورية، وضرورة أن لا يتولى المنصب مدى الحياة.
ورغم أن 82% ممن شملهم الاستطلاع يرون ضرورة محاسبة الرئيس ولا يوافقون على أنه رمز وزعيم لا يمكن انتقاده أو محاسبته، فإن الغالبية أيضا 83% رفضوا انتقاد رئيس الجمهورية من خلال رسوم كاريكاتيرية ساخرة أو نكات، ورفض 72% تولِّى المرأة منصب الرئيس و59% يرون أنه ليس من حق أى مواطن سحب أوراق الترشح لمنصب الرئيس.
إحدى النتائج التى تثير علامات الاستفهام هى ما أظهره الاستطلاع من أن 63% فقط يرون أن الرئيس القادم ينبغي أن يكون مؤيدا لثورة 25 يناير، بينما اعتبر 31% أن تأييد الثورة لا يمثل فرقا بالنسبة إليهم.
ورغم أن نتائج استطلاعات الرأى التى أجراها المركز حول سباق الترشح الرئاسى وضعت المرشح الفريق أحمد شفيق فى المقدمة فإن نتائج الاستطلاع الخاص بالصورة الذهنية أشارت إلى أن 61% من المواطنين يرفضون انتخاب مرشح ينتمى إلى النظام السابق.
الاستطلاع تضمن جزءا ثانيا بعنوان «مشاركة المصريين فى انتخابات الرئاسة 2012» أظهر أن المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل كان أكثر المرشحين المعروفين لدى المواطنين، وأن 2% من المصريين يشاركون فى حملات دعم مرشحين بالانتخابات، وأن خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل وعبد الله الأشعل كانوا فى مقدمة المرشحين الذين شاركوا فى حملاتهم.
النتائج أظهرت أن نسبة المواطنين الذين يثقون بنزاهة الانتخابات المقررة يومَي الأربعاء والخميس المقبلين انخفضت من 62% فى أبريل 2011 إلى 44% فى أبريل 2012، وأن نسبة من لا يثقون بنزاهتها ارتفعت خلال نفس الفترة من 3% إلى 12%.