تذكرت هذا النداء الخالد الذى ينادى به الأمام على المصلين خلفه ليستقيموا ويستووا فى الصفوف تمهيدا لأقامة الصلاه وواعدا أياهم بالرحمه كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.تذكرت هذه النصيحه الخالده وأنا أتابع المشهد السياسى المصرى هذه الأيام فكل الطوائف السياسيه والسلطات الحاكمه تحتاج الأن لمثل هذا النداء وبالحاح شديدحتى نتمكن من أقامة الدوله فجميع هذه الطوائف والمؤسسات وربما بعض الأفراد النافذين يتصرفون هذه الأيام بعدم أستقامه ملحوظ قد يؤدى بنا الى كارثه كبيره وتشرذم لا أجتماع بعده خذ عندك مثلا جماعة الاخوان المسلمين فبعد أن تعهدوا بعدم تقديم مرشح رئاسى أذا بهم يتقدمون بمرشح أساسى واخر احتياطى وكأننا فى مباراه لكرة القدم وبعد أن وافقوا ودعموا حكومة الجنزوى بل وتصدوا للشباب الرافض لهذه الحكومه أذا بهم بعد شهرين يطالبون باقالتها وبعد أن سحب البرلمان الشرعيه من الميدان كما أكدوا أو تصور قادتهم صاروا اليوم بطالبون الشعب والقوى الثوريه أن تقف بجانبهم فى الميدان للمطالبه باسقاط الحكومه وسقوط حكم العسكر الذى أيدوه بعد تنحى مبارك مباشرة وصاروا يغازلونه ليل نهار حتى حدث ماحدث من ترشح لخيرت الشاطر فى الرئاسه وماتلاها من محاولة الأستفراد بالجمعيه التأسيسيه للدستور وهاهم أخيرا يرفضون ماأجمعت عليه القوى السياسيه والأحزاب مع المجلس العسكرى من قواعد ومعايير لتشكيل الجمعيه الجديده بالرغم موافقة قيادتهم عليها فى الأجتماع ثم يعلقون جلسات البرلمان لتعطيل عمل اللجنه التشريعيه فى محاوله لكسر الارادات وابراز القوه.
ثم نأتى للأخوه أنصار الشيخ حازم ابو اسماعيل الذين يصرون ان اللجنه الرئاسيه والمجلس الأعلى أستبعد مرشحهم الرئاسى ظلما وعدوانا وان الشيخ لم تكن أمه أمريكيه أو حتى سعوديه وأنما هى مؤامره على الأسلام من قبل أمريكا واسرائيل ولم يقدموا دليلا واضحا على صحة حديتهم والغريب فى الأمر أن الشيخ يتمادى فى غيه ويثير أتباعه ضد اللجنه وضد وزارة الدفاع ويلقى بهم الى التهلكه ولم يحاول تهدئتهم أو حتى تقديم ورقه تدل على صدق قوله أو نواياه ويرسلهم الى اعتصام أمام وزارة الدفاع لانعرف ماهو الهدف منه ولاأحد يعرف كيف ستكون نهايته . أما مرشحى الرئاسه المحترمون فكلهم تجاوزوا التعليمات والقواعد القانونيه الخاصه بعملية الدعايه الأنتخابيه وبدأوا دعايتهم المبكره مستخدمين كافة الوسائل للوصول الى سدة الحكم ولوأقتضى ذلك تهجمهم الشخصى على بعضهم البعض والاساءه الى عائلتهم والسخريه من انتمائتهم الفكريه أو الحزبيه ولم نسمع من أيهم برنامجا واضحا ومرتبا لحل مشاكل مصر أو لتحقيق أهداف الثوره الحقيقيه فى العيش والحريه والعداله الاجتماعيه أو لبناء دولة المؤسسات الحديثه القائمه على تكافؤ الفرص وتنمية المهارات ورعاية الأبداع.
وياتى دور الحكومه التى لم تكن منذ أن تولت السلطه تعرف للاستقامه طريقا فبدأت عملها مرتبكه وتدلى بتصريحات ثبت كذبها عن الاقتصاد المصرى والتشكيك فى الثوار والمؤامرات الخارجيه والداخليه التى تحاك لمصر والتخويف المستمر وكذلك عدم قدرتها على حل أى مشكله طارئه والالتفاف حولها ونقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيه وعدم تنفيذ الوعود بداية من تعويضات الشهداء الى هيكلة وازرة الداخليه الى زيادة موازنة الصحه والتعليم
اما الثوار الحقيقيون والاحزاب السياسيه المدنيه فقد تناثروا فى الفضاء السياسى المصرى ولم يكونوا على قلب رجل واحد ولم يجتمعوا على مطلب وعندما يظهر مقترح للخروج من الأزمه يتم الرد عليه بمقترح جديد ولايتم مناقشة المقترح الأول ليتم التوافق على شئ,بارقة الأمل الوحيده التى ظهرت من هذه القوى هذه الأيام هى الاعلان عن تشكيل حزب الدستور الذى نتمنى أن يكون قاطره لكل الاحزاب والقوى المدنيه المصريه.
وعن بعد يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحه بمتابعة المشهد السياسى المصرى ودراسته ولسان حاله يقول بتهكم هذه القوى السياسيه والثوريه التى يعلو صوتها بالهتاف يسقط يسقط حكم العسكر هى فى الحقيقه تستدعى حكم العسكر بأفعالها الصغيره وممارساتها السيئه التى تنبع من المصلحه الشخصيه لهذا الشخص أو الحزب والجماعه وليس لمصلحة الوطن.
وفى النهايه يابنى وطنى:أستقيموا يرحمكم الله ويرحم بكم وطنكم العزيز ويرحم شهداؤنا وفقراء بلدنا الذين تاهت قضاياهم بين السياسيين والفرقاء د عاطف مرسى