عندما تقوم بفتح صفحة جوجل كإجراء روتينى يومى أساسى يأتى مع فتح متصفح الإنترنت حيث أنك مع ملايين أخرين جعلت صفحتك الرئيسية هى جوجل فقد تندهش وتستغرب من الشكل الذى بدى أمامك وتظن انه هناك مشكلة ما أو ان التحميل بطىء ويؤثر على ظهور الصفحة بشكل سليم وتقوم بعمل ريفرش عدة مرات والنتيجة واحدة ثم سرعان ما تنتبه للشكل الذى ظهر واضحاً ...إنها سوستة ..نعم سوستة بنطلون ....غريبة وما الذى أتى بها فى صدر صفحة يراها ألاف الملايين من البشر ..جوجل تحتفل كما عودتنا بشىء ما ..ولكن ما علاقة ذلك بالسوستة ..هذا ما حدث معى اليوم ..وأكتشفت بعدها أن جوجل تحتفل بالذكرى 132 لميلاد مخترع السوستة وعندما تحتفل جوجل بشيىء فهو بالتأكيد شيىء هام جداً وقد تتسائل لماذا لا يضعون صورة المخترع نفسه ؟ ذلك أن الرجال يعرفون بإنجازاتهم التى لها أثرا كبيراً وأهمية عظيمة فعندما تسمع إسم إيدسون مثلاً فأول ما يتبادر إلى ذهنك صورة المصباح الكهربائى وليست صورة إديسون نفسه ولكى تدرك أهمية أى شيىء فى حياتك عليك أن تتخيل أولا أنه غير موجود ...إسأل نفسك الان ماذا لو لم تخترع السوستة؟ إطلق لخيالك العنان فى البحث عن الإيجابة ...لكن قبل البحث عن الإجابة تعالى نتعرف بالرجل الذى صنع السوستة تتعجب فى البداية من نشأة وتحركات والمراحل التى مر بها المهندس "جيدون صندباك-Gideon Sundback" مهندس الكهرباء الأمريكى الجنسية التى تتسم بالعالمية فقد ولد فى 24 ابريل 1880 فى مقاطعة سامالاند فى السويد أباه كان ناجحا فى عمله كمزارع ..درس "صندباك" فى السويد ثم سافر بعد ذلك إلى ألمانيا ليتم دراسته هناك فى معهد الفنون التطبيقية وفى عام 1903 أتم دراسة الهندسة وبعدها بعامين قرر الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى كانت ولا زالت حتى الان قبلة المهاجرين من ذوى العقول النابغة ..بدأ العمل فى شركة "يونيفرسال فاستنر" بولاية نيوجيرسى وترقى فيها ليصبح مدير التصميم .. فى البداية مر "صندباك"بعدة خطوات ومراحل فاشلة جائت على مدى ما يقرب 7 سنوات قضاها بين مهام عمله ومحاولاته التى ظل يطورها ألى أن وصل فى النهاية إلى النموذج الذى يمثل السوستة المعدنية الحديثة بجميع عناصرها الأساسية التى تراها الأن عندما تنظر ألى الأسفل قليلاً ..
هل تراها الأن ؟ هل أجبت عن السؤال .. ماذا لو لم تخترع السوستة؟
تخيل البنطلون (أو تخيلى الچيبة) بدون سوستة ماذا ستفعل هل سترتدية وتمشى به هكذا بين الناس
فتتعرض للنظرات من عيون شامته ودنيئة تريد الإختراق والبحث عما وراء السوستة ..أم تتركه وتهملة وتبحث عن غيره ..ماذا لو كان وحيداً ولا تمتلك غيره ؟ترتديه ويحدث ما يحدث .. أم تتوقف وتنتظر حتى تبحث عن حل ... وما أهمية الحديث عن السوستة أساساً ؟ بالطبع هام جداً ذلك أننا جميعاً لانختلف عن حال البنطلون نعانى من عدم وجود سوستة كل شيىء حواليك بلا رابط ..حالة سيولة ...حالة إنفراط ..حالة تشتت ..حالة تهلهل ..حالة لخفنة ... حالة نعكشة ..سمها ما تشاء ..المهم انه لا توجد سوستة .. دوله بلا سوستة .. قضاء بلا سوستة .. برلمان بلا سوستة..أحزاب وقوى سياسية وشبابية ثورية بلا سوستة ..شرطة ومؤسسات أمنية لم يكن لها يوماً سوسته .. مجالس بلا سوستة .. دستور بلا سوستة .. حكومة بلا سوسته ... رئاسة غير موجودة ولا نعرف مصير سوستتها حتى الثورة فقدت سوستتها بعد 18 يوم فقد من إستخدامها فتركناها ولم نكملها أو كنا نظن أنها أكتملت وبمنتهى السذاجة عدنا إلى منازلنا ولم ننتبه أننا على وشك فقدان السوستة وأننا على وشك أن نصبح أنصاف عراه .... بيد ان الأيام دول وكما كان الفلول فى بادىء الأمر فى الحالة التى نعانى منها نحن الأن وأصبحوا كما كنا نحن أقوياء ومترابطين ..فإن دوام الحال من المحال والتغيير السريع وغير المتوقع سيكون فى صالحنا بشرط ان نعثر على السوستة التى تلملم شملنا وتنهى شتاتنا ...
ماذا......؟ هل مللت من كثرة نطقك لكلمة "سوستة " .. هل مللت من كلمة "ثورة" ؟؟ إياك أن تمل فالرهان الأن على النفس الطويل والحرب يا عزيزى أصبحت حرب إرادات ...