علمت «الدستور الأصلي» إن القمة العربية المقرر إنعقادها بالعاصمة العراقية يوم الخميس المقبل سيصدر في ختام إعمالها «إعلان بغداد» يؤكد على تمسك الدول الاعضاء بالجامعة بالهوية العربية وأسسها الثقافية والتاريخية في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة العربية. وقالت مصادر عربية قبيل مغادرتها القاهرة، متوجهة إلى بغداد للمشاركة في الأعمال التحضيرية لمؤتمر القمة العربي الثالث والعشرين، إن مشروع إعلان بغداد يطالب بأهمية استنهاض روح التضامن العربي وتطوير وتحديث آليات العمل العربي بما يضمن بناء شراكة عربية فاعلة تحقق الرفاهية والاستقرار وطموحات الشعوب العربية في الديمقراطية وتحمي في نفس الوقت الأمن القومي العربي من التحديات والمخاطر التي تواجهه. وحذر إعلان بغداد من عواقب إصرار اسرائيل على رفض الإنضمام إلى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة النووية، وقال «إنه سيؤدي إلى مزيد من الخلل في أمن المنطقة واستقرارها، وسيدخل المنطقة في سباق تسلح»، مطالبا بضرورة انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية بالشرق الأوسط. وأضاف الإعلان أن الدول العربية المنضمة جميعها إلى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية تطالب، المجتمع الدولي بالعمل الفوري على اخلاء العالم من السلاح النووي، وشدد إعلان دمشق على ضرورة ترجمة المبادرات الدولية التي تدعو إلى إخلاء العالم من الاسلحة النووية، إلى خطط عملية ذات برامج زمنية محددة وملزمة، وتؤكد أن التقدم نحو تحقيق هذا الهدف يتطلب كخطوة أولى تحقيق عالمية معاهدة منع إنتشار الاسلحة النووية. وأكدت الدول العربية على اهمية احترام الحقوق الاصيلة للدول الاطراف في معاهدة منع إنتشار الاسلحة النووية في إمتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية، ورفض تقييد هذه الحقوق تحت أي دعاوى. كما نص مشروع اعلان بغداد على ضرورة التمسك بالتضامن العربي ممارسة ونهجا، والسعي لإنهاء اية خلافات عربية وتكريس لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الدول العربية ومواجهة التدخلات الاجنبية في شؤون الامه الداخلية، وضرورة العمل على تحقيق طموحات الشعوب العربية وحقها في الحرية وتحقيق الديمقراطية والتنمية والتطور بما يكفل صون الامن القومي العربي وتمكينها من الدفاع عن نفسها والمحافظة على سيادتها وتطوير علاقاتها مع دول الجوار الاقليمي بما يحقق المصالح العربية المشتركة. وعبر الاعلان عن التقدير للجهود المبوذلة من أجل تعزيز العلاقات العربية الجماعية مع التجمعات الاقليمية والدولية والتنويه بما تم تنفيذه من انشطة وانجازات على مستوى العلاقات العربية الافريقية والعلاقات العربية الاوروبية والعلاقات مع دول امريكا الجنوبية وكذلك منتديات التعاون العربي مع كل من الصين والهند واليابان وتركيا وروسيا. وطالب اعلان بغداد بالاستمرار فى دعم صمود القدس لمجابهة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية لمدينة القدس ولمقدساتها الإسلامية والمسيحية ولحقوق أهلنا الصامدين فيها امام محاولات تهويدها. وطالب الاعلان بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر عليه وعلى أرضه ومقدساته وتراثه ودعم صموده حتى تتحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدسالشرقية. وادان فى هذا الصدد استمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الادانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعية ولهذه الانتهاكات للقانون الدولي الانساني ولمواثيق حقوق الانسان. واكد الزعماء العرب على ان القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وإن جميع الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي فيها باطلة ومنعدمة قانونا وحكما، ولا يترتب عليها إحداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. واعربت الدول العربية عن دعمها للجهود الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ودعوا في هذا الصدد مصر إلى الاستمرار في جهودها لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذى يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته، مطالبين جميع الفصائل باتخاذ الخطوات اللازمة لرأب الصدع والتجاوب مع المساعي العربية بما يكفل تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة، وبما يضمن وحدة الاراضي الفلسطينية جغرافيا وسياسيا. كما طالب إعلان بغداد برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري ودعوة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم. كما اكد اعلان بغداد مجددا على ان السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط لا يمكن أن يتحقق الا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل ومن المناطق المحتلة في جنوب لبنان. كما ذكر الاعلان انه «حفاظا على علاقات الاخوة العربية – الايرانية ، ندعو الحكومة الايرانية مجددا الى الانسحاب من الجزر العربية الثلاثة «طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى»، واعادتها إلى السيادة الاماراتية، ونثمن موقف دولة الامارات العربية المتحدة الداعي الى اتباع الاجراءات والوسائل السلمية لاستعادتها». واعرب الاعلان عن تضامن الدول العربية مع السودان في مواجهة اية محاولات للتدخل في شؤونه الداخلية، واية محاولة تستهدف النيل من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره، كما أعرب عن رفض الدول العربية لقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن فخامة الرئيس عمر حسين البشير.