لا شك في أن تألق اللاعبين الشباب مع أنديتهم في الفترة الأخيرة يعتبر سلاحاً ذا حدين، فقد جاءت مشاركة عفروتو وأحمد شكري وأيمن أشرف وشهاب الدين أحمد ومن قبلهم محمد طلعت وعبدالله فاروق ومصطفي شبيطة مع الفريق الأول بالأهلي، وكذلك حسام عرفات وعلاء علي وأحمد الميرغني وحازم إمام مع الزمالك، إلي جانب هشام أبوخليل وصلاح سليمان وسيد سالم مع غزل المحلة، وإسلام رمضان وفادي نجاح مع حرس الحدود، وأحمد حجازي مع الإسماعيلي، ومحمد الشناوي حارس مرمي طلائع الجيش حالياً وشباب الأهلي سابقاً، لينقذ تلك الأندية ويدعم صفوفها في ظل المغالاة الغريبة في بورصة انتقالات اللاعبين. ويعتبر الأهلي من أكبر المستفيدين من الشباب هذا الموسم في ظل القيادة الفنية المتميزة عن طريق حسام البدري المدير الفني للفريق. وقد ساعده في ذلك تعرض العديد من اللاعبين الكبار في الفريق للإصابات بشكل غريب. وفي الوقت الذي حصدت فيه تلك الأندية مكاسب كثيرة من مشاركة الشباب، إلا أن التجربة في الأهلي والزمالك يكون لها طابع خاص، نظراً للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الفريقان. فاللاعب «الصغير» يكون غير معروف لدي الجماهير، ثم تنقلب الأوضاع رأساً علي عقب بمجرد مشاركة اللاعبين في المباريات وإحرازهم للأهداف، حيث يصاب الشباب بفيروس الغرور لعدم تحملهم مخاطر النجومية، وعدم افتقادهم للمقومات التي تساعد اللاعب الصاعد في التعامل مع من حوله بعدما تحول إلي لاعب مشهور بعدما كان مغموراً. ولا شك في أن ذلك الأمر يعتبر آفة كبيرة من آفات الكرة المصرية، وتسبب في دمار العديد من النجوم الصاعدين، مثل إبراهيم سعيد وجمال حمزة وتامر بجاتو ومحمد صبري وعمرو سماكة ومحمد عبدالجليل ومحمد عباس ومدحت عبدالهادي وأحمد صلاح حسني. وقد يرجع ذلك إلي أن الطبيعة الأخلاقية لبعض لاعبي الكرة تعكس مدي تأثرهم بحالتهم الاجتماعية، بمعني أن اللاعب عندما يكون ملتزماً من الناحية الأخلاقية قبل دخول عالم النجومية، سيكون من الصعب تغييره، مثل أبوتريكة ومحمد فضل ووائل جمعة في الأهلي وأسامة حسني، ومحمود فتح الله ومحمد عبدالمنصف في الزمالك، بالاضافة لبعض اللاعبين القدامي مثل هادي خشبة ووليد صلاح الدين وحازم إمام وعبدالحليم علي. ويضع الجهاز الفني للأهلي بقيادة حسام البدري ومعه هادي خشبة مدير الكرة، إلي جانب التوأم إبراهيم وحسام حسن في الزمالك، تلك النماذج السيئة لتكون بمثابة عبرة للمجموعة الحالية من اللاعبين الصاعدين. ويملك إبراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك الذي يعمل تحت مسمي المنسق العام للفريق، المقومات التي تؤهله للتعامل مع اللاعبين الصاعدين في الزمالك وكبح جماحهم. ولا يختلف الأمر كثيراً مع هادي خشبة في الأهلي، حيث يحاول في موسمه الأول مع الفريق تكرار تجربة نجم الأهلي الراحل ثابت البطل الذي كان من أبرز الشخصيات التي تولت منصب مدير الكرة في الأندية المصرية. ويستعين خشبة بنسخة مطورة من تجربة البطل، حيث يحاول استغلال حبه وقربه من اللاعبين في السيطرة عليهم بكل هدوء. وجاء قراره بفرض الحظر الإعلامي علي عفروتو بعد تألقه في مباراة الشرطة، ليؤكد أنه يسعي لتقليم أظافر اللاعب لأنه متمرد صفوت عبدالحليمبطبعه وله سوابق كثيرة مع الفريق.