ليس هذا نداء لأحد الميكروباصات بل هو حسرة على ما آلت إليه أوضاع مصرنا الحبيبة من فُرقة وتشتت بعدما كان كل المصريون يداً وإرادة واحدة على قلب رجل واحد فى مواجهة الظلم والقهر فلم يستطع ذلك النظام العتى أن يكسر إرادته أو يفل عزيمته وبين ليلة وضحاها أصبحت اليد الواحدة أيادى متفرقة وأصبح القلب الواحد قلوب متناحرة وبعد أن كان النداء الوحيد الصادق من القلوب الشعب يريد أصبح كل منا يردد أنا أريد وبعدما كان الإحترام هو لغة التعامل بيننا أضحى التراشق والتنابذ بالألقاب هى اللغة المعتمدة والرسمية فيما بيننا وبعد أن كان هناك ميدان واحد أصبح هناك إثنين تحرير وعباسية وحينما كنا نحيا فى بستان الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف أيام وليال جميلة فإذ بنا نعيش اليوم على أشواك الإتهامات بالباطل والتخوين بلاأدلة حقيقة لقد بدأت أخشى أن ينفرط العقد ويضيع شمل الأمة والعياذ بالله لكن مازال الأمل يراودنى لنكن يداً واحدة كما كنا من قبل أيام الثورة المجيدة حينما تلاشت الفروق وتوحدت الصفوف ولم نعرف أى فرق بين إخوانى ومسيحى أو سلفى وليبرالى كلنا وطنيون وكلنا مصريون ومن الواجب علينا فى هذا الوقت العصيب أن ننحى خلافاتنا جانباً أنا مسلم مصرى لست بإخوانياً ولا أنتمى إلى أى من التيارات السلفية وبالرغم من إختلافى الشديد مع فكر قيادات هذه التيارات وبالرغم من أننى من أشد المؤديين للثورة والثوار لكننى فى نفس الوقت قررت أن أنحى خلافى الفكرى معهم حتى تمر هذه الفترة بسلام وحتى أتيح لهم الفرصة كاملة للإصلاح عسى الله أن يصلح بهم ما فسد طوال ثلاثين عاماً وفى نفس الوقت عليهم أن يثبتوا لنا ولائهم الكامل للثورة وللمصريين بكافة أطيافهم وإنتمائاتهم وعليهم أن يطمئنوا إخواننا المسيحيين على حرياتهم وحقوقهم وعليهم أن يعوا أن المصريين لن يقبلوا بعد ذلك أية وصاية عليهم فنحن نريد حكماً ديموقراطياً حرّاً ولا نريد حكماً قهرياً مستبداً بإسم الدين وكما قال سبحانه وتعالى " ذّكر إنما أنت مذّكِر لست عليهم بمصيطر" هذا الخطاب لسيد العالمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وليس لشيخ أو مرشد فلا يخرج علينا من يحاول أن يفرض سيطرته على هذا الشعب بإسم الدين لأنه لن يقبل منه هذا و سيخيب مسعاه ولن يقبل أن يمتهن ويتهم الثوار بالبلطجة والعمالة وإسقاط الجيش فهؤلاء الثوار هم الذين إستقبلوا الجيش بالورود وهم الذين أطلقوا شعار الجيش والشعب يداً واحدة ولن يقبل أحد أن يهمش هولاء الشرفاء بعد كل ما قدموه من تضحيات من أجلّى ومن أجّل غيرى لم نجد أياً من هؤلاء الثوار يطلب لنفسه أى منصب أو منفعة ذاتية بل كل ما طالبوا به من أجل مصر وشعبها حقاً لقد ضرب هؤلاء الأبطال أروع الأمثلة فى التضحية والفداء ونكران الذات فأعظم تحية تقدير وعرفان بالجميل لهؤلاء الشرفاء من أبناء مصر إلى كل إخوتى المسيحيين أبناء مصر إخواننا فى هذه البلاد وشركئنا فى هذا الوطن إطمئنوا فحريتكم مكفولة وأمانكم أمانة فى أعناقنا والإسلام يضمن لكم ذلك وكل مسلم يعلم أن دينه يأمره بذلك فإطمئنوا ولا تخشوا شيئاً لقد كان الإختيار إختيار الشعب وعلينا أن نقبل به ويجب علينا أن نساندهم ونعطيهم الفرصة كاملة حتى نرى نتيجة ما أسفر عنه هذا الإختيار آمليين أن تعبر مصرنا بسلام ورخاء وحرية وديموقراطية إلى غدٍ أفضل (سهم الحق لابد أن يصيب)