فجأة وبدون أي مقدمات قام تسيبي يحزقئيل رئيس قسم الشئون العربية بالقناة الثانية الإسرائيلية بكشف معلومات مدعمة بصور ووثائق قال إنها تميط اللثام عن أعمال الفساد في السلطة الفلسطينية، وتتعلق برفيق الحسيني مدير مكتب محمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية - واصفا الأمر بأنه فضيحة «فتح جيت» علي غرار «فضيحة ووتر جيت » الأمريكية الشهيرة التي أدت إلي خروج الرئيس نيكسون من الحكم. عامل المفاجأة يأتي من أن العلاقات بين رام الله وتل أبيب دائما ما تتسم ومن خلال الإعلام الإسرائيلي بأمر واحد، وهو مطالبة إسرائيل للسلطة الفلسطينية وبشكل متكرر بتجديد المفاوضات بين الجانبين ، وحتي إذا قام وزير ما سواء الخارجية ليبرمان أو غيره من الوزراء بالهجوم علي حكومة رام الله سرعان ما يصدر بيان من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن، تصريحات الوزير أو المسئول المهاجم لا تمت للحكومة بصلة وتعبر عن رأي قائلها فقط.. هذه هي دورة التصريحات والتصريحات المضادة التي تلعبها تل أبيب دائما، سواء مع السلطة الفلسطينية أو سوريا أو لبنان أو تركيا أو غيرها من الدول لإيصال رسالة ما للجانب الآخر، لكن هذه المرة تعد الخطوة التي أقدم عليها يحزقئيل أمرا خطيرا خاصة أن الرجل هو قبل كل شيء أحد أفراد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي « الشاباك » أي هيئة المخابرات المحلية بتل أبيب والتي تقتصر نشاطاتها علي ما يتعلق بالشئون الفلسطينية فقط تاركة مجال التجسس علي الدول الأخري لأجهزة أخري مثل الموساد ، وقيام تسيبي ببث هذا التقرير والذي نفت رام الله ما ورد به بعد ذلك يؤكد ضلوع الشاباك في الأمر. قد يكون السبب وراء تقرير يحزقئيل عميل المخابرات الداخلية الأسبق هو اعتقاد تل أبيب أنه سيمثل ورقة ضغط تجبر السلطة الفلسطينية إلي المسارعة بإجراء مفاوضات مع إسرائيل والمتوقفة منذ شهور ، ولم تنجح زيارات وجولات جورج ميتشيل مبعوث واشنطن للمنطقة في تجديدها ، أي أن الأمر وكأن تل أبيب تقول لرام الله « البقية تأتي إن لم تتفاوضوا معنا مجددا»، وهو الأمر الذي احتواه التقرير التليفزيوني حيث يؤكد يحزقئيل أن هناك المزيد من الفضائح. وحسب تقرير تسيبي فإن «العديد من الأشخاص المحيطين بعباس وعلي رأسهم الحسيني وحتي أبناء الرئيس، ضالعون في أعمال الفساد وسرقة أموال بلغ حجمها مئات الملايين من الدولارات حصلت عليها السلطة من التبرعات الدولية»، مضيفا أن «أشخاصا حول الرئيس الفلسطيني كانوا يطلبون أموالا لشراء أراض، لكن التحقيق أظهر أن القسم الأكبر من هذه الأموال ذهب إلي جيوبهم، وأنه تم سحب هذه الأموال من بنوك في القاهرة وعَمان» أي أن المسألة كلها قد تكون استعمالا لسياسة الترهيب لإعادة التفاوض ، وهو الأمر الذي لا تفعله إسرائيل رغبة منها في تحقيق سلام أو توقيع اتفاقية جديدة مع رام الله لا لهدف سوي التفاوض من أجل التفاوض لشهور أو حتي لسنوات لكن في النهاية تصبح المحصلة «صفرًا» ولا تقوم دولة فلسطينية أو أي اتفاق حيث يكون الهدف الظهور أمام الإدارة الأمريكية بصورة المتفاوض والراغب في السلام رسميا وليس فعليا. عمل يحزقئيل بالقناة الأولي للتليفزيون الإسرائيلي وأنهي رسالته للماجستير عن الشرق الأوسط وتخصص في الدراسات الإعلامية والصحفية، وفي عام 2002 عندما تم إنشاء القناة العاشرة الإسرائيلية ترك تسيبي «جالي تساهال» وانضم لقسم أخبار القناة الجديدة كرئيس لقسم الشئون العربية بها ،ويقدم يحزقئيل فقرة بعنوان « العالم العربي» بالقناة يورد فيها قصصا من الشرق الأوسط والعالم العربي بالأخص.