لم يكتف الصحفي مجدي حسين - أثناء الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة - بمجرد الكلام والشجب والوقوف علي سلالم نقابة الصحفيين والهتاف ضد الحرب وفك الحصار وإغلاق المعبر، لكنه قرر الذهاب إلي القطاع المحاصر، خصوصا بعد تلقيه دعوة من حركات المقاومة الفلسطينية للاحتفال بصمود أهالي غزة أمام الحرب الإسرائيلية. حسب رواية «حسين» فبعد وصوله إلي معبر رفح وكالعادة كان المعبر مغلقا أمامه وأمام عشرات الفلسطينيين العائدين إلي غزة، ظنًا منهم بانتهاء العمليات العسكرية علي القطاع، فاجأهم الطيران الإسرائيلي بقصف الحدود بين مصر والقطاع محدثًا بإجرامه حالة من الارتباك، مما غيب النظام علي المعبر، وهذا ما سمح للعديد ومنهم مجدي حسين بالدخول إلي غزة دون تصريح. ولد مجدي حسين في 23 يوليو عام 1951، والده أحمد حسين - مؤسس حركة مصر الفتاة - عين «مجدي» رئيسًا لاتحاد طلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم تخرج فيها عام «1972» واعتقل عام «1991» بسبب معارضته الحرب الأمريكية علي العراق ومشاركة الجيش المصري في الحرب، تولي رئاسة تحرير جريدة «الشعب» عام «1993». خاض مع صحيفة «الشعب» العديد من الحملات والصراعات الصحفية التي أدت في النهاية لحبسه أكثر من مرة أشهرها حملاته ضد وزير الداخلية السابق حسن الألفي التي سُجن بسببها عام «1998» لعدة أشهر، ثم تعرض للحبس مرة أخري عام «2000» بعد حملة صحيفة «الشعب» ضد يوسف والي - وزير الزراعة -آنذاك في قضية المبيدات المسرطنة، كاشفًا بذلك تطبيع وزارة الزراعة مع إسرائيل عندما قرر مجدي حسين الذهاب إلي قطاع غزة، كان يعلم جيدًا أنه سيعتقل فور وصوله إلي معبر رفح عائدًا من غزة، رغم ذلك أصر علي إعلان موعد قدومه إلي مصر نافيًا أن يكون ذلك جريمة تستوجب الحبس، بل واجب مساندة القضية الفلسطينية، وبالفعل قبض وحكم عليه عسكريًا بالحبس سنتين وغرامة 5 آلاف جنيه، حدث ذلك رغم أن القضاء الإداري والمحكمة الإدارية العليا قررتا عدم جواز محاكمة المدنيين عسكريا، لكن الحكومة امتنعت عن تنفيذ الحكم، كما تم رفض الطعن المقدم أمام المحكمة العسكرية، وبعد مرور عام بالتمام والكمال علي حبس مجدي أحمد حسين، نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وحزب العمل «المجمد نشاطه» مؤتمرًا جماهيريًا الخميس الماضي «4 فبراير» للتأكيد علي الثوابت التي سجن من أجلها، وهي رفض الحصار ومعارضة إغلاق معبر رفح وإعلان «مجدي» من داخل سجنه رفضه القاطع بناء الجدار العازل بين مصر وغزة.