قام د. عماد أبو غازي وزير الثقافة و أ.ر سواميناثان سفير الهند بمصر بإزاحة الستار عن تمثال نصفي من البرونز للمهاتما غاندي أبو الأمة الهندية ورسول اللاعنف، وذلك بالمجلس الأعلي للثقافة . وأوضح د. أبو غازي إننا نحتفل اليوم بمناسبة عظيمة ومهمة في وزارة الثقافة وهي إزاحة الستار عن تمثال الزعيم الهندي العظيم المهاتما غاندي ، الذي أصبح زعيماً للإنسانية كلها بأفكاره ومبادئه التي دعت إلي المقاومة من خلال اللاعنف قائلاً : أظن أننا عندما نحتفل بهذه المناسبة بعد ثورة 25 يناير التي اعتمدت مبدأ اللاعنف والسلمية طريقاً لها فإننا نضيف معاني جديدة وكبيرة إلي هذا الإحتفال، مضيفاً أبو غازي أن المهاتما غاندي عرفته مصر منذ سنوات طويلة وكتب عنه أبرز أدبائها وشعرائها وكتابها منذ عشرينيات القرن الماضي، كتب عنه أحمد شوقي والعقاد، كما قال السفير الهندي و د. يحي الجمل إن غاندي ظل حاضراً في الذاكرة المصرية، وكتب عنه أيضاً شاعر العامية والثورة المصرية أحمد فؤاد نجم قصيدة بعنوان Satyagraha أن غاندي كان ملهماً لكثير من المصريين ولشعوب العالم التي أرتضت أن تقاوم بالطريق السلمي عدو الإستعمار والحكام المستبدين بالمقاومة السلمية والعصيان المدني، مؤكداً أن القيم التي حملها غاندي ورسالته الأنسانية قيم مازلنا نحتاج إليها اليوم أكثر من قبل ذلك. وأشار د. عماد إلي أن العالم اليوم يعيش ظروف تحتاج إلي إعلاء قيم المقاومة السلمية واللاعنف، وكان إختيار الأممالمتحدة لذكرى ميلاد المهاتما غامدي في 2 أكتوبر ليكون يوماً عالمياً للاعنف إختياراً له دلالته العميقة في تقدير هذا القديس والرائد العظيم رسول الدعوة الإنسانية، واستطرد أبو غازي أننا نحتفل بهذه المناسبة في شهر أكتوبر التي شهدت مولد المهاتما غاندي بإزاحة الستار عن هذا التمثال الرمزي له في ساحة المجلس الأعلي للثقافة والذي يجمع مثقفي مصر من كل أطيافهم بأننا نؤكد علي قيمة اللاعنف في السياسة والثقافة المصرية. فهو الإحتفال الثاني بهذا العام بشخصية هندية كبيرة، فمنذ أسابيع قليلة كنا نحتفل بالذكرى المائة والخمسين لشاعر الهند العظيم طاغور والذي ربطته بمصر علاقات وطيدة ممتدة، فالعلاقات بين مصر والهند في الثقافة والسياسة ومقاومة الإستعمار وفي الحضارة القديمة التي قامت علي الزراعة منذ أقدم العصور علاقة وطيدة ونتطلع أن تمتد وتتعمق في المرحلة القادمة. وفي ختام كلمته وجه الشكر لسفير الهند والسفير محمد حجازي صاحب فكرة إهداء هذا التمثال إلي مصر والذي آل إلي المجلس الأعلي للثقافة. كما أشار آ.ر سواميناثان السفير الهندي إلي أننا اليوم نلتقي للإحتفال باليوم العالمي الخامس للاعنف. لقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007 بتبني قرار للإعلان عن اليوم العالمي للاعنف ليكون 2 أكتوبر وهو ميلاد غاندي، وهذا يعكس الإحترام العالمي للمهاتما غاندي وفلسفته التي تهدف إلي نشر رسالة اللاعنف في جميع أنحاء العالم، وإن المجلس الأعلي للثقافة هو مركز إلتقاء هام للفلاسفة والمفكرين وهو أنسب مكان للإحتفال بذلك اليوم من خلال إزاحة الستار عن تمثال نصفى للمهاتما غاندي، وتوجه بالشكر لوزارة الثقافة برئاسة د. عماد أبو غازي لدعمه الفوري وتحمسه للفكرة، وأضاف بأن من قام بصناعة هذا التمثال من البرونز هو النحات الهندي الشهير Ram Sutar وأنه قد تم إهدائه من المجلس الهندي للعلاقات الثقافية وهي الجهة المسئولة عن الأنشطة الثقافية في إطار الدبلوماسية الهندية، وأضاف السفير الهندي قائلاً وبوصف د. عماد أبو غازي من المؤرخين البارزين فإنه يعرف مدى العلاقات القوية التي تربط بين الهند ومصر خلال فترة كفاح البلدين ضد الإستعمار في نفس الوقت الذي ظهر فيه الزعيم سعد زغلول باشا والمهاتما غاندي وتأثرا ببعضهما البعض أن مو هانداس كارا مشاند غاندي هو أبو الأمة الهندية والزعيم السياسي الذي استطاع من خلال العصيان المدني وبراعته في المفاوضات أن يقود الشعب الهندي إلي طريق الحرية. فقد كانت أفريقيا هي المكان الأول الذي شهد تفجر الطاقات الروحانية لدي غاندي نتيجة لما شاهده من معاناة التمييز العنصري، لذلك قام في عام 1906 بتدشين حركة العصيان المدني في جنوب أفريقيا، بالإضافة لوجود برنامج تنموي يهدف إلي إعادة بناء الريف في الهند والقضاء علي العادات الإجتماعية السيئة وتمكين المرأة، وفي 6 سبتمبر 1931 قام غاندي بزيارة مصر خلال جولته إلي لندن واستقبله المصريون إستقبالاً حاراً، وقام الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي بتأليف قصيدة عن غاندي. حضر الإحتفال السفير محمد حجازي مستشار رئيس مجلس الوزراء، ود. يحي الجمل النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء، سوشتيدا دوراي مديرة المركز الثقافي الهندي، كما حضر سفير الأرجنتين، صربيا، الإكوادور، وسفيرة استراليا، ود. شاكر عبد الحميد الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، و حسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ود. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بالإضافة للفيف من الإعلاميين والصحفيين وكبار الكتاب والمثقفين.