بعد أكثر من تسعة أشهر على اندلاع الانتفاضة الشعبية التي نجحت في خلع الرئيس السابق "حسني مبارك" ، تعود العافية إلى قطاع الآثار الذي عانى الأهمال والنهب والتخريب في غياب أمني أعقب الاحتجاجات. وتشهد الفترة القادمة تعاونا مع عدة بعثات أجنبية متخصصة في الترميم والتنقيب في كثير من المواقع الآثرية وبخاصة مدينة الأقصر الواقعة على بعد 690 كيلومترا جنوبيالقاهرة والتي كانت عاصمة لما يسميه مؤرخون وأثريون بعصر الأمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد). وقال "مصطفى أمين" ، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، يوم - السبت - في بيان ، أن المجلس منح موافقة لبعثة المركز البولندي للآثار وبعثة المعهد الألماني للآثار وجامعة بيزا الإيطالية ومركز الدراسات الآثرية بمدريد وبعثة جامعة بازل السويسرية لإجراء الصيانة والترميم والتوثيق الآثري للفناء المفتوح لمعبد الدير البحري للملكة حتشبسوت بالأقصر ، أضافة إلى صيانة وترميم مقصورة حتحور وتماثيل أبو الهول والتماثيل الأوزيرية في معبد حتشبسوت. وأضاف أنه سيتم تسجيل وترميم المقابر المكتشفة وعمل خريطة أثرية لموقع أكواخ العمال في منطقة وادي الملوك بالأقصر بعد دراسة وتوثيق العناصر الآثرية ودراسة البقايا الأدمية والحيوانية المكتشفة بالمقابر. وقال البيان أن بعثات من جامعة واسيدا اليابانية وجامعة وارسو البولندية وجامعة لوفان البلجيكية وجامعة ييل الأمريكية ومركز البحوث الأمريكي والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية حصلت على موافقة لإجراء أعمال الصيانة والترميم لمقبرة أمنحتب الثالث والد الملك اخناتون في وادى الملوك بالأقصر وإجراء المسح الآثري بمنطقة المعلا بين الأقصر وإدفو وإجراء الصيانة والترميم لمعبد خنسو بالكرنك وإجراء المسح الآثري لمنطقة وادي الجمال بالبحر الأحمر وعمل خريطة للمناجم وعمل خريطة لمنطقة النقوش الصخرية بمنطقة وادي الحمامات بالصحراء الشرقية. وأضاف البيان أن اللجنة الدائمة للآثار المصرية وافقت أيضا على فحص ودراسة جبانة الحيوانات بموقع وادي خشاب بالصحراء الشرقية ودراسة وتوثيق المقابر الرومانية في منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا الواقعة على بعد نحو 240 كيلومترا جنوبيالقاهرة ، كما وافقت لبعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة على استكمال الكشف عن مقبرة بتاح مس في سقارة جنوب غربي القاهرة. وكان بتاح مس يشغل منصبي قائد الجيش والكاتب الملكي وترجع المقبرة إلى النصف الأول من الاسرة التاسعة عشرة (1320-1200 قبل الميلاد.