يبدو أن الكثير مازال لايصدق أن الرئيس السابق تتم محاكمته وأن اليوم هى ثانى جلسات تلك المحاكمة ؛ فشوارع مدينة الزقازيق المشتهرة بإزدحامها بدت خالية إلا من قليل لايشغلهم من الأساس محاكمته من عدمه ، فرغم حرارة الشمس ورغم الصيام إلآ أن كثيرا من مقاهي المدينة فتحت أبوابها لمن يريد متابعة المحاكمة على الهواء ورصدها لحظة بلحظة . وعلى الرغم من تباين ردود الأفعال وإختلافها بعض الشىء الإ أنها أتت فى مجملها متناسقة ومكلمة لبعضها ؛ ففريق سعيد بالمحاكمة وأخر يتهمها بالمسرحية ويعتقد فى خروج مبارك وحاشيته براءة وفريق لايبالى بما يحدث . والغريب هو إختفاء شبه تام لمؤيدى مبارك والمتعاطفين معه . " سبحان المعز المذل " مازلت تلك الكلمة تردد على ألسنة المواطنين ؛ " بصراحة انا كنت بقول أن فريد الديب هيقول تعبان ومقدرش يحضر " هكذا قال " عم عبده " بائع جرائد وتابع رغم أنى قد شاهدت الجلسة السابقة الإ انى أنتظرت رؤيته فى تلك الجلسة أيضا وأكد أنه لم يتعاطف معه بعد ظهوره على سرير طبى ولن يتعاطف لأن مبارك إعتاد الكذب والخداع ولكن هذه المرة لن يصدقه أحد . " أسامة أيوب " محامى أبدى إستياؤه الشديد من محاموا الشهداء فى الجلسة الماضية ووصفهم بالضعاف من الناحية القانونية وإستمرارهؤلاء المحامين كان سيؤدى حتما لضرب القضية فى مقتل وان البراءة ستكون قريب جدا من مبارك وأعوانه . الإ انه أبدى بعض الأرتياح بوجود أسماء لها ثقل كسامح عاشور وأمير بسام . وعلى الرغم من تقارب وجهات النظر الإ أن " محمد وجدى " محامى لم يخفى تخوفه من إذاعة تلك المحاكمات على الهواء وأرجع تخوفه الى التأثير والضغط الشعبى على هيئة المحكمة لأن الناس لن تقبل الإ حكما رادعا وقد يكون ذلك بعيدا لأن القاضى لايحكم الإ بمستندات ودلائل وقد تأتى تلك الدلائل ناقصة ومعها يكون الحكم الذى قد يودى بالبلاد الى مصير مجهول . " المصرى دا فرعون صحيح ياأستاذ " كلمة قالها ضاحكا "هشام منسى " الشباب قاموا بثورة وخلعوا الراجل ومتسكتوش غير لما دخلوه القفص وشكلهم كده مش حيهدوا غير لما يجبولوا إعدام ؛ وبسؤاله عن رأيه فى سير المحاكمة رد قائلا "أنا عاوز أأكل العيال وأقدر أصرف عليهم ؛ هو أنا هستفاد أيه من محاكمتهم " . وباستطلاع رأى سائق تاكسى " محسن عبد الهادى " عن المحاكمة ردا قائلا " بص يافندى من الأخر كده المحاكمة دى تمثيلية وبكره هتشوف أن حسنى واللى معاه هيطلعوا براءة ؛ ياعم دا بياخدوا العيال البلطجية يحاكمهم تانى يوم " قاصدا بذلك مثولهم امام القضاء العسكرى " لكن حسنى مبارك لسه بيعاملوه على انه الريس طب هما مش بيحاكموه ليه زى البلطجية اللى هو اصلا كان مطلعهم من السجن أيام الثورة ؛ وبعدين حكاية السرير اللى بيجى نايم عليه دا بقت بايخة أوى وشكلها وحش . أما " أية أبو زيد " المنسق الأعلامى لحركة 6 أبريل بالشرقية أكدت على حديثها معنا بصفتها مواطنة عادية وليست بصفتها كناشطة سياسية ؛ وقالت على الرغم من سعادة الجميع بمحاكمة الفرعون العجوز وأركان نظامه المستبد والسعادة ستكتمل بأخذهم العقاب المستحق ولن تطرف أعيينا حزنا عليهم اذا ماتم إعدامهم الى غير رجعه ؛ ولكن الوقت الحالى يستلزم من الجميع التكاتف لبناء مصر حديثة تتلائم مع أوضاعها الجديدة وبشبابها الواعى الذى أثبت للعالم بحق ان مصر هى أم الحضارات ومن لم يصدق ذلك فليرى ماذا يحدث فى لندن مثلا . وفي المنيا الأطفال قبل الكبار يتابعون باهتمام وترقب الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس المخلوع مبارك الاغلبيه فضلوا نظام المشاهدات الجماعية واستطف العشرات أمام شاشات عرض عملاقه تابعه للمحافظة واحده علي كورنيش المنيا أمام مديرية الأمن والاخري أمام البوابة الرئيسية للجامعة لمشاهدة وقائع الجلسة بينما شهدت اغلب مدن المحافظة أزمة مواصلات طاحنه بسبب اهتمام سائقي الاجره والتاكسي بمتابعة المحاكمة حتى سيارات الربع نقل التي تقل سكان القرى توقف اغلبها بينما شهدت جميع المصالح الحكومية شللية تامة بسبب تغيب معظم الموظفين وعدم ذهابهم إلي إعمالهم ومكوثهم في المنازل حتى ديوان عام المحافظة خيم عليه الهدوء التام رغم أن المئات من أصحاب الاحتجاجات الفئوية يقفون أمامه يوميا. أغلب مقاهي المنيا لا تستقبل المواطنين في نهار رمضان ولكن اللافت للنظر أن عددا منها استقبل المئات لمشاهدة الجلسات مثل" مقهى التكية الذي يقع أمام مجمع محاكم المنيا ومقهى الديوان بميدان بالأس بدا يستقبل المواطنين في الساعات الأولي من الصباح وفي حي أبو هلال الشعبي قام بعض الشباب بتعليق شاشات عرض صغيره أمام ميدان مكة والتف حولها المواطنون والمارة وعبر الجميع عن سعادتهم من علانية هذه الجلسات وفي القرى فضل الفلاحين المشاهدات الجماعية وجمعتهم القبلية لمتابعة المشاهدة وبدأوا يتوافدون علي دواوين المشايخ والأقارب وكبار العائلات ففي قرية بني محمد سلطان قام ياسر الترك باستضافة عددا كبيرا من أهالي قريته في المضيفة الخاصة بالعائلة وفي قرية زهرة يتجمع عشرات من الأهالي بمنزل نجل شيخ البلد سعيد علاء الدين ويلتف حول شاشات التليفزيون لمتابعة المحاكمات.