حشد كبير من النجوم فى فيلم كوميدى واحد لا يعنى سوى أحد أمرين: كوميديا متوسطة تختبأ خلف كاريزما وخفة ظل النجوم، أو سيناريو كوميدى جذاب لدرجة أن نجوم كبار يقبل كل منهم الظهور فى مشاهد قليلة، أو لدقائق على الشاشة، وفيلم "مديرون سيئون" Horrible Bosses ينتمى الى نوعية السيناريوهات الكوميدية التى تجذب النجوم مهما صغر حجم الدور، فهو سيناريو متماسك ويتمتع بوفرة من القفشات والضحكات فى كل مشهد ولقطة. الفيلم عن ثلاثة أصدقاء يجمع بينهم غير رفقة الصداقة متاعب العمل التى يسببها ازعاج مدير كل منهم، انها متاعب تجعل من حياة كل منهم جحيماً لا يطاق، والحل الوحيد الذى أجمعوا عليه هو قتل رؤسائهم الثلاثة بالاستعانة بقاتل محترف، والسؤال: ألم يكن الحل الأقل خطورة أن يستقيل كل منهم من عمله؟ انه بالفعل حل منطقى وبديهى وغير عنيف، ولكن لو كانت حبكة الفيلم مخلصة كثيراً للمنطق لم نكن لنستمتع بهذا العمل الكوميدى الظريف الذى يجمع بين مجموعة من كبار نجوم التمثيل، فى كوميديا من النوع اللاذع الذى لا يخلو من بعض التجاوز والبذاءة، وباستثناء النهاية الضعيفة حافظ الفيلم على حالة كوميدية قوية اغلب الوقت. جمع السيناريو أسوأ نماذج لمديرين يمكن أن يقابلها أى موظف: قاسى القلب الذى يستمتع بتعذيب مرؤوسيه واستغلالهم، والوريث المستهتر مدمن المخدرات، والطبيبة الحسناء التى تتحرش بمساعدها، ورغم ان المواقف الكوميدية التى تصنعها علاقة كل مدير بمرؤوسه تفجر كثير من الضحكات، ويمكن الاحساس بان الأحداث الكوميدية تسير فى طريق متوقع، الا أن السيناريو كان من الذكاء بحيث حمل كثير من المفاجآت للمشاهد فى كل مرة ظن فيها انه يسير فى اتجاه متوقع، ويحافظ الفيلم بهذه المفاجآت على دهشة المشاهد طوال الفيلم، والفيلم يتمتع بحضور تمثيلى طاغى حتى فى الأدوار القصيرة، أحد الأدوار يقوم به جيمى فوكس الذى يظن الأبطال انه قاتل محترف عن طريق الخطأ، وهو خطأ يضطرهم لاحقاً الى تغيير خططهم على طريقة فيلم هتشكوك "غريبان فى قطار" حينما يتفق كل منهم على قتل رئيس الأخر.