أبسط قواعد المنطق هي أن التكريم يكون مكافأة لفنان أو مبدع قدم عملا جيدا ومميزا يستحق الإشادة والتحية، فأن يقوم المركز الكاثوليكي مثلا بتكريم الفنان العالمي عمر الشريف عن تاريخه الطويل وأفلامه التي شارك فيها مع نجوم هوليود الكبار أو أن يكرم نفس المكان الفنان محمد صبحي عن مشواره المسرحي والسينمائي والتليفزيوني الحافل بالأعمال المهمة، فهذا أمر منطقي وعادي وطبيعي. أما أن تفتح جريدة ما أو مجلة فنية، فتجد صورة لطارق الدسوقي أثناء تكريمه عن أعماله الأخيرة بجمعية الرياضة والتحدي.. أذكرك أن طارق الدسوقي هو ممثل شارك في عدد من المسلسلات والسهرات الدرامية التي كان التليفزيون المصري يذيعها في التسعينيات في الواحدة صباحا، وقد شوهد الدسوقي مؤخرا في مدرجات استاد أم درمان وبجواره زميلات العمل في السهرات الدرامية الخالدة ومنهن الفنانة غادة إبراهيم والتي لم يتم تكريمها هي الأخري للأسف الشديد. السبب الواضح هو أن نوادي الروتاري والنوادي الرياضية التي تبحث عن أي سبب لوجود اسمها ونشاطاتها علي صفحات وأغلفة المجلات والصحف، أصبحت تضع هذه التكريمات الوهمية والفارغة علي أجندتها دون حتي أن ترتبط بموسم. فبعد أن كنا نري تكريما لأبطال أفلام العيد مثلا بعد أن يقوم كل ناد باختيار فيلم ما يكرم أبطاله لتميز عملهم الشديد، يرد النادي الآخر بتكريم أبطال فيلم آخر لأنه الأكثر تميزا. دخلنا بعدها في مرحلة أخري أصبح فيها القائمون علي هذه التكريمات لا ينتظرون مناسبة ما أو وجود نجوم أصحاب رصيد وتاريخ مهم يتم تكريمه علي ما قدموه، بل أصبح التكريم من نصيب كل الأشخاص المتاحين أو من كانت استضافتهم سهلة وغير مكلفة للقائمين علي هذه الاحتفاليات، حتي إن أحد النوادي «روتاري إسكندرية» قد قام مؤخرا بتكريم رضا إدريس عن مشواره الفني كما تم تكريم جيهان راتب هي الأخري عن مجمل أعمالها! وهي لمن لا يعرفها قدمت كليبين ودور سكرتيرة في فيلم «اوعي وشك»، وضيفة شرف في فيلم «حمادة يلعب». أما قمة الكوميديا فتمثل في قيام جريدة الحياة المصرية بتنظيم مهرجان حمل عنوان «الحب والسلام»، وكرمت خلاله كلاً من أحمد فلوكس ونبيل الهجرسي وألفت عمر عن مجمل أعمالهم! وبلغت الكوميديا ذروتها مع تكريم أمل رزق ومنحها لقب ملكة جمال العيون، بينما حصلت هند عاكف علي لقب ملكة جمال الحب والسلام وعروس المهرجان!