من حق عبد العظيم وزير - محافظ القاهرة - أن يفكر ويخطط ويعلن عن حلول لمشاكل العاصمة، فهو محافظ بدرجة رئيس جمهورية، ومشاكل محافظته في تزايد مستمر دون حلول جذرية وحقيقية لها، فعلي العكس تتفاقم وتظهر كل يوم مشكلة جديدة تضاف إلي قائمة المشاكل التي تعاني منها القاهرة، آخر الأفكار التي قرر «وزير» تنفيذها علي أرض الواقع هي مشروع نقل مجمع التحرير و16 وزارة من قلب العاصمة إلي خارجها، واعداً بأن يتم إنشاء ما سماه ب«المدينة الحكومية» ومجمع مال وأعمال ينقل إليها موظفي مجمع التحرير والوزارات التي تقرر نقلها. «وزير» أكد أن الهدف من نقل هذه الهيئات والمصالح إلي خارج القاهرة هو إعادة تخطيط العاصمة من أجل تخفيف الضغط عليها. محافظ القاهرة يتحدث باستمرار عن المشاكل التي تعاني منها العاصمة، والغريب أنه دائما ما يحمّل غيره مسئولية وجود مثل هذه المشاكل، فالقمامة انتشرت بشوارع العاصمة لقلة وعي المواطنين، والمسئولون السابقون في الدولة هم من يتحملون مسئولية أخطاء وعيوب تخطيط بعض المناطق، ونشأة مناطق أخري عشوائية يصعب التخلص منها لوجود آلاف السكان بها، وحتي الزحام بالشوارع سببه أيضا - من وجهة نظر وزير - شراء أعداد كبيرة من السيارات الملاكي، بالإضافة إلي عدم وجود محاور مرورية تتحمل هذا العدد الكبير من السيارات. المشاكل فعلا كثيرا، ولكن «وزير» لا يتصدي لها إلا عن طريق تشكيل لجان وتنبثق عنها لجان أخري لتخرج في النهاية بتوصيات وقرارات لا ينفذ منه شيء. «وزير» تحدث كثيرة عن لجان تم تشكيلها من مثقفين وخبراء تخطيط وأساتذة من الجامعات لبحث حلول مشاكل العاصمة، ودار حديث طويل ونقاش كبير حول هذه القضية، هل حل مشكلة القاهرة في نقل العاصمة من القاهرة إلي مدينة أخري، أم حلها في نقل الوزارات إلي خارج القاهرة؟ وظل الجدل مستمرا إلي أن خرج محافظ القاهرة فجأة ليعلن أنه تقرر نقل 16 وزارة ومجمع التحرير إلي أطراف المدينة وهو الأمر الذي واجه من قبل نقداً شديداً، حيث أكد الخبراء أن هذا نقل للمشكلة وليس حلاً حقيقياً لها. عبد العظيم وزير تولي منصبه كمحافظ للقاهرة عام 2004 وحتي الآن مازال يتكلم عن مشاكل القاهرة وطرق حلها، بالطبع ما يتمناه ساكنو القاهرة بل المتابعون لعمله أن يدخل كلامه حيز التنفيذ قبل أن يرحل عن منصبه.