صرح مصدر عسكري سورى الخميس أن وحدات الجيش بدأت بالخروج التدريجي من مدينة درعا، بعد ان قامت بملاحقة عناصر المجموعات الارهابية فيها تنفيذا للمهمة التي كلفت بها استجابة لنداءات المواطنين ومناشداتهم الجيش للتدخل وإعادة الأمن والهدوء والاستقرار إلى ربوع المدينة. فى الوقت نفسه، بحثت الولاياتالمتحدة وايطاليا الخميس فرض عقوبات على الحكومة السورية لقمعها الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وتشمل العقوبات تعليق محادثات التعاون مع الاتحاد الاوروبي. وقال فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان العقوبات ستتضمن أيضا فرض قيود على سفر كبار المسؤولين السوريين. وصرحت كلينتون بأن هناك قلقا شديدا على الموقف في سوريا وطالبت حكومة الرئيس بشار الاسد بوقف ممارسة العنف ضد الشعب السوري. وعلى صعيد اخر قالت احدى سكان ضاحية بدمشق الخميس ان المئات من الجنود السوريين في زي القتال اقتحموا منازل وألقوا القبض على عشرات مساء الاربعاء في ضاحية سقبا بالعاصمة السورية التي شهدت مظاهرات حاشدة ضد الرئيس بشار الاسد في الاسبوع الماضي. وأحكمت وحدات من الجيش مدعومة بالدبابات أمس الاربعاء حصار مدينتين أبدتا تحديهما للحكومة في مؤشر على أن الاسد يوسع من استخدام الجيش لسحق المظاهرات التي قامت ضد نظام حكمه الشمولي. وقبل أن يداهم الجيش درعا مهد الانتفاضة السورية كان الاسد يعتمد أساسا على القوات الامنية والشرطة السرية في مواجهة المظاهرات الحاشدة. وتبقي السلطة الحاكمة في سوريا على علاقة تحالف مع ايران مناهضة لاسرائيل لكنها في الوقت ذاته حافظت على هدوء الجبهة في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ وقف لاطلاق النار رعته الولاياتالمتحدة عام 1974 . وتقول جماعات لحقوق الانسان ان الجيش وقوات الامن والمسلحين الموالين للاسد قتلوا 560 متظاهرا مدنيا على الاقل منذ اندلاع الاحتجاجات في درعا يوم 18 مارس اذار. وعلى صعيد اخر قالت بريطانيا الاربعاء انها ما زالت تسعى لاستصدار ادانة من الاممالمتحدة للحملة التي تشنها الحكومة السورية على الاحتجاجات مع أنها لاقت اعراضا في محاولة سابقة الاسبوع الماضي. وقد استخدم الرئيس السوري بشار الاسد الجيش والشرطة في قمع اسابيع من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي كانت أخطر التحديات لحكم عائلته الممتد منذ 41 عاما. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في كلمة القاها //فيما يتعلق بسوريا فاننا نحشد تحركا دبلوماسيا دوليا للضغط على الرئيس الاسد ليوقف القتل والقمع ويتخذ سبيلا الى اصلاح حقيقي.// وقال هيج ان الحكومات التي ترفض الاصلاح //كما فعلت ليبيا وللاسف كماى بدأت تفعل سوريا// مصيرها الفشل. وقال ان التحديات الاقتصادية التي تواجهها الان بلدان مثل مصر وتونس ستكون على الاقل في حجم الجهود التي بذلتها شعوبها من أجل احداث التغيير السياسي. وقال هيج ان بريطانيا سوف تستخدم نفوذها في الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة ومجموعة الثمانية والمؤسسات المالية الدولية في الدعوة من أجل //علاقات تحول جديدة// مع بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وحث الاتحاد الاوروبي على اقامة شراكة جديدة مع جيرانه الجنوبيين على اساس فتح اسواق اوروبا في مقابل اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.