نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية واسعة الانتشار الأربعاء الماضي تقريرا عن حفل التضامن مع صحفيي الدستور المعتصمين ضد استيلاء الإدارة الجديدة برئاسة السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورجل الأعمال رضا إدوارد على صحيفتهم وإطاحتهما برئيس التحرير ومؤسس تجربة الدستور إبراهيم عيسى. وأشار كاتب التقرير إلى إصرار الصحفيين المعتصمين على تنفيذ مطالبهم بالعودة إلى صحيفتهم تحت رئاسة عيسى، الذي ربط بين إقالته والانتخابات البرلمانية المقبلة والحملة التي تترصد وسائل الإعلام المصرية، وفيما يلي نص التقرير: "ليلة للتضامن مع صحفيي الدستور، هكذا كانت ليلة الاثنين في نقابة الصحفيين بالقاهرة تظاهرة جمعت المثقفين والمفكرين والروائيين والفنانيين والسياسيين المعارضين، وعدد كبير من صحفيي الدستور احتجاجا على ما وصفوه بالحملة الشرسة على وسائل الإعلام، ومطالبين بعودة عيسى لمنصبه. "لا دستور من دون إبراهيم عيسى"، هكذا هتف المراسلون والصحفيون في اعصتامهم المفتوح منذ الإطاحة بعيسى في الرابع من أكتوبر. عيسى، أحد أبرز رواد الصحافة المستقلة في البلاد، قال للحشد المتواحد في اعتصام صحفيي الدستور هو نقطة فاصلة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية. وقال عيسى "الدستور أكثر بكثير من مجرد صحيفة، وصحفيوها يضربون مثلا لكيف يريدون الدفاع عن شرف مهنتهم برفض العمل تحت إدارة وسياسات الإدارة الحالية للجريدة". وبدأ الصراع حينما استحوذ السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورجل الأعمال البارز ونائبه رضا إدوارد على ملكية الدستور، ورغم كون الوفد حزبا معارضا، إلا أنه من المعروف عنه كيف يقف باعتدال تجاه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وظهر حينها أن الحزب يريد تقليل حدة السياسة التحريرية للصحيفة تجاه الحكومة. والكثير أرجع إقالة عيسى لهذا الأمر، وكنتيجة أخرى للتأثير المتزايد لرجال الأعمال على وسائل الإعلام، وهو ما قاله عيسى "لن يكون هناك حرية اقتصادية في بلد مستبد مثل مصر، ولا يمكن لأي شخص أن يدعي ذلك، وأن يكون هناك حرية تعبير في بلد مليء بالقمع". ونقل مراسل الصحيفة عن حازم فؤاد المشرف على قسم الشئون الخارجية قوله عن عيسى "إنه الأب الروحي لتجربة الدستور، ولا يوجد صحفي يملك الجرأة ليضمن لنا المستوى العالي نفسه من الحرية، لقد استمتعنا فعلا بالعمل تحت إدارته". وقال بدوي وإدوارد إن إقالة عيسى ليست نتيجة لعدم الاتفاق على سياسة الصحيفة التحريرية، لكن صحفيي الدستور يؤمنون أن مالكي الصحيفة الجدد خططوا للإطاحة بعيسى قبل أكتوبر بكثير. وأضاف فؤاد "لقد كانت مسألة وقت ولا أكثر، قبل أن يتخلص إدوارد وبدوي من عيسى، الانتخابات المقبلة سرع بتنفيذ القرار، لكنه كان سيحدث عاجلا أم آجلا". الإطاحة بعيسى تزامنت مع العديد من الأحداث تم النظر إليها على أنها ضمن حملة دهم على الإعلام المصري، قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد تم إغلاق خمس قنوات فضائية، وإيقاف برنامج الإعلامي الشهير عمرو أديب، الذي كان ينتقد الحكومة بشكل دائم، وتم هذا كله في الأسبوعين الماضيين فقط.