في مناخ ديمقراطي حقيقي، لم تنجح مرشحة الحزب الحاكم في البرازيل ديلما روسيف في الحصول على عدد الأصوات الذي يمكنها من الفوز في الانتخابات الرئاسية التي بدأت أمس الأول في البرازيل، مما سيؤدي إلى عقد جولة ثانية في نهاية أكتوبر الحالي. وقالت المحكمة العليا للانتخابات إن روسيف حصلت على 46.74 % من أصوات الناخبين البرازيليين، غير أنها كانت بحاجة إلى 50 % للفوز وعدم خوض جولة انتخابات ثانية. وبذلك فإن روسيف ستخوض جولة انتخابية جديدة في مواجهة جوسيه سيرا، حاكم مدينة ساو باولو، وأحد أكثر السياسيين خبرة في البلاد، بعد حصوله على 32.68 % من أصوات الناخبين الذين بلغت نسبتهم 99 % ممن صوتوا. وإذا ما تمكنت روسيف، وهي ثائرة شيوعية سابقة، من الفوز في الجولة الثانية المقررة في الحادي والثلاثين من أكتوبرالحالي، فإنها ستصبح أول رئيسة للبلاد. وبعد إعلان النتائج، قالت روسيف في تصريح لها بثته قناة "بانديرانتيس" التلفزيونية: "شكراً لكم جميعاً، وسنواصل غداً محادثاتنا التي كنا قد بدأناها منذ بداية الحملات الانتخابية." يشار إلى أن الرئيس البرازيلي الحالي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يحظى بشعبية كبيرة في بلاده بلغت 85 في المائة، كان قد اختار روسيف لتخلفه كرئيسة للبلاد. وكان دا سيلفا قد قاد بلاده إلى أن تصبح دولة اقتصادية عالمية مهمة خلال فترة حكمه، ويبدو أن اختياره لروسيف قد أعطى نتيجة بين الناخبين، فإذا كان هو يثق بها، فإن أنصاره يثقون بها أيضاً. وأصبحت البرازيل ثامن أكبر دولة اقتصادية في العالم، وبلغت نسبة النمو فيها 7 % سنوياً، وذلك جراء السياسات الاقتصادية التي تمت في عهد دا سيلفا. وستحظى البرازيل بمزيد من الاهتمام الدولي في السنوات القادمة، إذ إنها ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2014 والألعاب الأولمبية عام 2016. الجدير بالذكر أن عملية التصويت الإلزامية في البرازيل تشمل إلى جانب الانتخابات الرئاسية انتخاب جميع أعضاء الجمعية الوطنية البرلمان، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، واختيار حكام ونواب الولايات الفدرالية ال27، ويبلغ العدد الإجمالي للمرشحين 21 ألفا و813 مرشحا. وينتخب أعضاء مجلس الشيوخ (54 من إجمالي 81) بنظام الاقتراع بالأغلبية من جولة واحدة، وينتخب النواب ال531 بالأغلبية النسبية من الجولة الأولى أيضا. وكان دا سيلفا خسر الانتخابات الرئاسية في أول ثلاث مرات خاض فيها غمار المنافسة على كرسي الرئاسة في أعوام 1989 و1994 و1998، وتمكن من تولي الرئاسة بعد ذلك عام 2002 وأعيد انتخابه عام 2006. ويمنع الدستور البرازيلي الرئيس من تولي الحكم في البلاد لأكثر من دورتين متتاليتين. وكان الرئيس البرازيلي قد احتل في ابريل الماضي، قائمة الزعماء المائة الأكثر تأثيراً ونفوذا في القائمة التي تصدرها مجلة "التايم" الأمريكية سنوياً، متقدماً على الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والعديد من الزعماء السياسيين العالميين. واعتلى دا سيلفا القائمة نظراً لجهوده في مكافحة الفقر، وتطوير التعليم وإتاحته لكل أبناء الطبقة العاملة في البرازيل، ونتيجة لنجاحه في تجاوز الأزمة الاقتصادية والعالمية بسهولة، بل ومن دون أن تتأثر بلاده بها على الإطلاق، إضافة إلى التحسينات والتطويرات في مجال الرعاية الصحية في بلاده.