«التعليم» تحدد قيمة سداد طلاب التعليم الأساسي والثانوي لمستلزمات الامتحانات    أسعار الخضراوات اليوم الأربعاء 2-7-2025 فى القليوبية.. الطماطم ب4 جنيهات    1.5 مليار جنيه قيمة التأمين على حفار البترول الغارق    صعود مؤشرات قطاعات بالبورصة بجلسة الأربعاء باستثناء السياحة والمنسوجات    الجمعية المصرية للزراعة الحيوية تعقد المنتدى الثالث خلال 2025 بالتعاون مع جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة    "التصديري لحاصلات الزراعية": نحتاج لزراعة 100 مليون نخلة لتغطية الفجوة المتوقعة عام 2040    الرئيس السيسي يؤكد لنظيره الأوكرانى أهمية الحلول الدبلوماسية والسياسية لتسوية الأزمة    إيلون ماسك يعلق على تصريحات ترامب حول ترحيله إلى جنوب أفريقيا.. تفاصيل    وزير الأوقاف يجتمع بقيادات وزارة شئون المسلمين بالفلبين لبحث مذكرات التفاهم    وديتان لمنتخب مصر تحت 20 سنة أمام الأوليمبى الكويتى استعدادا للمونديال    أحمد شريف لاعب فاركو الصفقة الأولى للزمالك فى الصيف    عبد الرحمن سامح يتوج ببطولة العالم فى الشطرنج تحت 12 عامًا فى جورجيا    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط سيارة بدون تراخيص ..فيديو    ضبط المتهمين بالتشاجر بأسلحة بسبب فتاة فى حلوان    مراجعة ليلة الامتحان.. أهم الأسئلة المتوقعة فى الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة    شاهد تشييع جثمان أحمد عامر بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وإصدار تصريح بالدفن    نرمين الفقى عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية بمهرجان الغردقة لسينما الشباب    أحمد فهمى مهندس ديكور فى فيلم أحمد وأحمد وجيهان الشماشرجى خطيبته    فريق طبى بمستشفى الأطفال بجامعة أسيوط ينجح فى علاج طفل من تشوهات نادرة ومعقدة    محافظ أسوان يتابع تشغيل منظومة التأمين الصحى الشامل لليوم الثانى    رئيس الوزراء الصيني يزور القاهرة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وبناء مستقبل مشترك    تحطم مروحية عسكرية لبعثة الاتحاد الإفريقي في مقديشو    كشف لغز مقتل فتاه على يد والدتها بمركز أخميم بسوهاج    حزب المصريين: خطاب 3 يوليو نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث    انسحاب برلمانية المصري الديمقراطي من جلسة النواب احتجاجًا على تمرير المادة الثانية من قانون الإيجار القديم    محافظ الفيوم يعتمد درجات تنسيق القبول بالمدارس الثانوية والدبلومات للعام الدراسي 2026/2025    بمشاركة وزارة الرياضة.. انطلاق حملة «مانحي الأمل» في مصر    رئيس جامعة دمياط يتفقد معرض مشروعات التخرج بكلية الآداب    من الترشح إلى إعلان النتائج.. دليلك الكامل لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    عمدة هيروشيما: تصريحات ترامب لا تمت بصلة لواقع القنبلة الذرية    استرداد 79 فدان من أراضي أملاك الدولة غير المستوفية لشروط التقنين بأرمنت    ندوة أدبية ب«روض الفرج» تحتفي بسيد درويش شاعرًا    مصر تفتتح مبارياتها بالبطولة العربية لكرة السلة للسيدات بمواجهة الجزائر    لإنقاذ الغرقى.. توزيع هيئة الإشراف والمنقذين على شواطئ مدينة العريش    افتتاح مهرجان الأراجوز المصري واهداء الدور الرابعة للطفلة الفلسطينية هند رجب وأطفال غزة    "الزراعة" تستعرض تقريرا حول الجهود البحثية والخدمية والميدانية ل"بحوث الصحراء" خلال يونيو    محافظ الشرقية يتابع أعمال سحب تجمعات مياه الأمطار من شوارع الزقازيق    3 مصابين في حادث تصادم على طريق الإسماعيلية بالسويس    الجيش الإسرائيلي: القبض على خلية "إرهابية" تديرها إيران في جنوب سوريا    وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع حدائق تلال الفسطاط    الإفتاء توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا.. مكروه أم جائز؟    المصرية للاتصالات تنتهي من عمليات الإنزال ومسارات العبور الخاصة بالكابل البحري SEA-ME-WE-6 في مصر    مصدر ليلا كورة: عمر الساعي ينتقل إلى المصري على سبيل الإعارة    في 13 أسبوع عرض.. إيرادات سيكو سيكو تصل ل188 مليونا و423 ألف جنيه    رئيس «المصالح الإيرانية»: طهران لن تتنازل عن شرط موافقة الكونجرس على أي «اتفاق نووي»    عالم سعودي يكشف عن 4 مراتب لصيام عاشوراء: المرتبة الأولى الأفضل    «التضامن» تمنح دور الحضانة ترخيصًا موقتًا لمدة ستة أشهر لحين توفيق أوضاعها    مهرجان إعلام 6 أكتوبر للإنتاج الإعلامي يكرم الفنان محمد صبحي    تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.. إزالة مخازن مخالفة تشكل خطراً على المواطنين بالجيزة    قرارات حاجة لمحافظ الدقهلية في مفاجئة لمستشفى بلقاس..صور    رئيس جامعة المنيا يفاجئ مستشفيات الجامعة بعد منتصف الليل للاطمئنان على انتظام العمل    كورتوا: من يصدق ما يقال على تويتر عن كأس العالم لا يفهم كرة القدم    "بعد المونديال".. 7 صور لخطيبة مصطفى شوبير أثناء انتظاره في المطار    الفنان رضا البحراوى يُعلن وفاة المطرب أحمد عامر    وزارة البترول: تفعيل خطة الطوارئ فور انقلاب بارج بحري بخليج السويس    من دعاء النبي.. الدعاء المستحب بعد الوضوء    أمين «البحوث الإسلامية»: الهجرة النبويَّة تأسيسٌ لمجتمع قيمي ينهض على الوعي    هل يحق للزوجة طلب مسكن مستقل لضمان استقرار؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا ولقاء الرئيس «1- 4»
نشر في الدستور الأصلي يوم 03 - 10 - 2010

.. تلقيت علي حسابي بشبكة «تويتر» سؤالاً من الزميلة الصحفية نورا يونس بمناسبة لقاء الرئيس مع المثقفين تقول فيه: هل سبق لك حضور لقاء للرئيس؟ فوجدت لدي كماً من الذكريات وددت أن أسجلها.
.. فمنذ سنوات بعيدة، وأنا أتلقي كل عام دعوة من رئاسة الجمهورية لحضور اللقاء السنوي للرئيس مع الكتَّاب والمثقفين.. وظللت علي قوائم المدعوين لهذا اللقاء خلال النصف الثاني من التسعينيات وحتي بداية الألفينيات، ومضت أعوام قليلة سقط فيها اسمي عمداً من قائمة المدعوين، حتي عام 2005، حيث سقط هذا اللقاء كله من أجندة الرئيس!
.. لا أعرف سبباً محدداً لوضع اسمي علي قائمة أسماء حضور لقاء الرئيس والمثقفين في منتصف التسعينيات ولكن أستطيع أن أفهم أسباب حذف اسمي في السنوات الأخيرة للقاء، قبل إلغاء اللقاء لخمس سنوات مضت حتي عاد منذ أيام.
.. اللقاء قبل الأخير الذي حضرته كان- تقريباً- في يناير عام 1999، وأذكر أنه صادف شهر رمضان، وكان اللقاء بأرض المعارض، حيث افتتح الرئيس معرض الكتاب ثم دخل القاعة الرئيسية، حيث التقي عدداً من الكتَّاب والمثقفين وتبادل الأسئلة والإجابات بعد كلمة قصيرة ألقاها.
.. وجهت والأستاذ عباس الطرابيلي- رئيس تحرير «الوفد» وقتها- أسئلة للرئيس حول الدراسات الاقتصادية لمشروع توشكي، وحسابات الجدوي في ذلك المشروع الذي كان يحظي في هذا الوقت بزخم كبير وإنفاق أكبر، وكنا في البرلمان نناهض المشروع ونحذر منه!
.. الرئيس تعامل بعصبية شديدة مع سؤال الطرابيلي، وتعامل بلطف شديد مع سؤالي!- رغم وحدة الموضوع- وقال لي نصاً: «يا دكتور نور سأذهب يوم السبت إلي توشكي وسأصطحبك معي كي تري بنفسك ما تحقق علي أرض الواقع»!
.. وعقب نهاية الجلسة، وأنا أتوجه إلي باب الخروج، وجدت عدداً من المسئولين الكبار يتصايحون باسمي في مقدمتهم الدكتور أسامة الباز، والدكتور زكريا عزمي والدكتور سمير سرحان- رئيس هيئة الكتاب الراحل- طالبين مني سرعة التوجه للغرفة الملحقة بالقاعة، حيث كان الرئيس يجلس فيها عقب نهاية اللقاء.
.. دخلت الغرفة لأجد الرئيس جالساً بينما باقي الحضور وقوفاً، وبمجرد دخولي طلب الرئيس إحضار كرسي لي بالقرب منه، فتدافع الوزراء والمسئولون علي حمل الكرسي! لحظات وتكرر المشهد نفسه مع دخول الدكتور «الراحل» عبدالعظيم رمضان المؤرخ المعروف.
.. بدأ الرئيس موجهاً حديثه لي، ول«رمضان» حول الأزمة التي كانت تسيطر علي تفكيره وهي أزمة العراق راوياً تفاصيل دقيقة لما دار بينه وبين «صدام» إبان تأسيس التجمع العربي الرباعي، وكيف كان مبارك رافضاً أن يكون التوقيع علي حلف دفاعي هجومي مصراً علي أن توقع مصر فقط علي الشق العسكري الدفاعي بعيداً عن أي التزامات في حالة الهجوم.
.. ظللت والدكتور رمضان نستمع للتفاصيل ولتفاصيل التفاصيل حول الموضوع من الرئيس ولمدة تجاوزت 30 دقيقة، ثم قام الرئيس وصافحنا وتوجه لباب الغرفة ثم لخارج القاعة إلي سيارته مغادراً المعرض.
.. خرجت والدكتور رمضان وسط نظرات الدهشة والإعجاب والتقرب من المسئولين والوزراء ونظرات الضيق من كبار الكتَّاب والصحفيين الذين أغضبهم بالطبع انفرادي و«رمضان» بالرئيس لهذه المدة وبهذه الصورة غير المعتادة.
.. البعض بدأ يسألني وأنا في طريقي للخروج من القاعة وإلي جواري الدكتور رمضان عن مضمون ما دار بيننا وبين الرئيس؟ بل إن البعض بدأ بتكهنات خارج السياق مستفسراً بخبث: «خير إن شاء الله»! والجميع لم يكن يصدق أبداً أن الحوار كان منحصراً في ذكريات الرئيس مع صدام!
.. قلت للدكتور رمضان: يا دكتور لم يكن مهماً أن تطرح هذا السؤال الذي استهلك معظم أو كل اللقاء الخاص مع الرئيس وكان أفضل أن نناقشه في أمورنا الداخلية.
.. توقف رمضان بعصبية متفحصاً وجهي وقائلاً: أنا لم أطرح أي سؤال عن هذا الموضوع بل أتصور أنك أنت الذي طرحت هذا السؤال وكنت كل دقيقة تمر في اللقاء أقول في سري: منك لله يا أيمن!
.. تبادلت والدكتور رمضان ضحكة مكتومة ممتزجة بالدهشة والحيرة دون أن ندخل في مزيد من التفاصيل وخرجنا دون إجابة عن السؤال الصعب: «من طرح هذا الموضوع الذي استهلك اللقاء مع الرئيس؟!».
.. وبعد 48 ساعة من هذا اللقاء سافرت مع الرئيس علي طائرته الخاصة إلي أبوسمبل ثم علي طائرة هليكوبتر صغيرة إلي توشكي بينما استقل الوزراء والمسئولون من أبوسمبل لتوشكي أتوبيسات أُعدت لنقلهم، بينما كان عدد المرافقين للرئيس في طائرته الهليكوبتر لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
.. وغداً سأعرض لكم تفاصيل الرحلة الوحيدة، التي سافرت فيها علي طائرة الرئيس، وما استقر بوجداني من مشاعر وإحباط عندما عثرت علي إجابة واضحة لسؤال ظل يحيرني حتي هذه الرحلة، وهو كيف تُدار مصر؟!
«وللحديث غداً بقية وبعد غد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.