قبل بداية البطولة هاجم النقاد والمحللون الفضائيون الكابتن حسن شحاتة علي اختياراته وعلي مستوي أدائه الخططي في المباريات الودية التي لعبها المنتخب المصري قبل البطولة، ويبدو أن المعلم حسن شحاتة قرر أن يخرس الجميع ومنذ اللحظة الأولي أدي إحدي أفضل مبارياته مع المنتخب المصري علي الصعيد الخططي وعلي صعيد المستوي الفني في إدارة المباراة. فقد حفلت المباراة بقيادة فنية أكثر من رائعة من المعلم حسن شحاتة ونجح شحاتة في اللعب طوال المباراة بأكثر من طريقة وقام بتقسيم المباراة إلي أوقات مختلفة وطرق لعب جديدة، ورغم أنه بدأ المباراة بالطريقة التقليدية التي لعب بها بطولتي أفريقيا عامي 2006 و2008، رغم أنه لعب المباريات الودية بطريقة 4/4/2، لكنه عاد إلي اللعب بطريقة 3/5/2 وكانت مفاجأة للجميع وبعد ربع ساعة من بداية المباراة ظهر واضحاً فارق السرعات الكبير بين ظهيري الجنب المصريين وظهيري الجنب للمنتخب النيجيري، فتقدم تابي تايو ويوسف محمد كثيراً من أحمد فتحي وسيد معوض وهو ما جعل شحاتة يغير من طريقته بجعل حسام غالي يميل إلي الجهة اليسري لتغطية سيد معوض وأحمد حسن إلي الجهة اليمني لتغطية أحمد فتحي، وهو ما قلل من خطورة الهجمات النيجيرية علي المنتخب المصري، وهو ما جعلنا ننجح في السيطرة علي وسط الملعب وحرك شحاتة مهاجميه محمد زيدان وعماد متعب، فجعل متعب يتحرك علي المستوي الطولي وزيدان علي المستوي العرضي لتخلو مساحات كبيرة في الدفاع النيجيري ونتج عنها أكثر من فرصة خطيرة للفريق المصري، ومنها جاء هدف التعادل من اختراق طولي لمتعب وتمريرة سحرية من أحمد حسن، وتألق شحاتة كثيراً في الشوط الثاني وحرك لاعبي المنتخب المصري مثل عرائس الكارتون في الملعب، فأخرج حسام غالي ولعب بدلاً منه أحمد المحمدي، وحرك أحمد فتحي إلي وسط الملعب لمراقبة أخطر لاعبي نيجيريا جون آبي ميكيل، وهو ما جعل المنتخب المصري يكتسب أكثر من ميزة في هذا التغيير، فقد استطاع المحمدي وحده مراقبة الظهير الأيسر تابي تايو ليترك الحرية لأحمد حسن للتحرك الهجومي خلف زيدان ومتعب وهو ما خلق كثافة عددية هجومية للمنتخب المصري نتج عنها الهدف الثاني لمصر. وبعد أن أدي أحمد حسن مهمته الهجومية بنجاح وأحرز الهدف الثاني فكان التغيير الثاني الذي لا يعبر إلا عن تكتيك فأخرج حسني عبدربه غير الموجود علي ملعب المباراة وإعادة أحمد حسن بجوار أحمد فتحي في وسط الملعب ولعب «جدو» خلف متعب وزيدان ليكون هناك مثلث هجومي يزعج الدفاع النيجيري وتألق أحمد حسن عندما عاد إلي خط الوسط، ويبدو أن شحاتة كان يلعب المباراة من علي الدكة فبعد دقائق من التغيير حدث ما توقعه شحاتة، فقد زاد معوض هجومياً وأهدي «جدو» فرصة استغلها جدو بسرعته ونجح في إحراز الهدف الثالث للمنتخب المصري لتنتهي المباراة تماماً وكان بإمكان المنتخب المصري إحراز هدف وأكثر بعد الهدف الثالث وأضاع جدو وأحمد حسن هدفين لتنتهي المباراة بفوز المنتخب المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف ويفوز حسن شحاتة المعلم بالضربة القضاية علي كل من عارضه وكل من شكك في قدراته الفنية بعد أن قدم مباراة كبيرة أثبت فيها أنه أحد أفضل مدربي القارة السمراء، وعلي رأي مجلة لوفيجاروا الفرنسية يكفي أن يكون اسمك حسن شحاتة لتكون أفضل مدرب في قارة أفريقيا.