كان يوم السبت في برامج التوك شو هو يوم المحاكم بامتياز، حيث صادف أنه قد جرت وقائع 8 قضايا مهمة تنظرها المحاكم في يوم واحد وهي فرصة ذهبية لبرامج التوك شو كي تذهب وتغطي وتملأ ساعات إرسالها بالحديث عما جري من خلال مراسليها ولقاءاتهم وبالطبع دون تحليل أو تعليق من مقدمي البرامج! والذي شاهد أول ساعة من قناة «الحياة اليوم» لن يكون في حاجة لمشاهدة «المحور» أو «90 دقيقة» أو «العاشرة مساءً» التي خصصت الجزء الأول لتلك القضايا وبقية الحلقة لحديث طويل مع عبدالحكيم جمال عبدالناصر. - «الحياة اليوم» لأن الحياة اليوم تبدأ بثها قبل الجميع.. سارعت بتغطية كل القضايا التي لم يكن فيها أي جديد وتم تأجيلها، ورغم ذلك لا مانع من تكرار ما قيل في الجلسات السابقة التي تم تأجيلها أيضاً.. الجديد في «الحياة اليوم» أنه تحدث عن وفاة ثلاثة أطفال في أماكن متفرقة.. الأول سقط من فتحة صغيرة بالكوبري، وأمر النائب العام بتقديم وكيل وزارة الطرق والكباري ومعه اثنان من المسئولين للمحاكمة بتهمة الإهمال، والطفلة الثانية سقطت في بالوعة في المنيا، والطفل الثالث سقطت به المرجيحة في مدينة الملاهي.. المثير للدهشة أن «الحياة اليوم» ومذيعيها شريف عامر ولبني عسل عرضا لنا فتحة الكوبري والبالوعة والمرجيحة ولم يفكر أو يحاول أو يتحرك أحد منهما للقاء مع أي مسئول للحديث عن وقائع الحوادث التي راح ضحيتها أبرياء أو حتي عمل اتصال تليفوني بالمسئولين للتوضيح أو التخفيف عن الأمهات الثكلي. ورغم ذلك فإن البرنامج استضاف الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران- وزير الصحة الأسبق- لكنهما اكتفيا بالصمت أغلب الحوار فتحدث الرجل علي «سجيته» فكان حديثاً ممتعاً ذكر فيه حقائق وأرقاماً مفزعة حول التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة.. ومن المعلومات التي ذكرها الدكتور بدران حقيقة أن هناك دولاً تمنح الأم الحامل شيكولاته ولبناً محلياً لضمان سلامتها لأن الأم المجهدة والمريضة والمقهورة لا تنتج مواطناً سليماً، ومن ثم فالدولة تقوم برعاية الأم الحامل وحث وزارة الأسرة والسكان علي رعاية تلك الأم. نجح محمود سعد في برنامج «مصر النهاردة» خلال حلقة السبت في جمع المبلغ المطلوب لإجراء عملية صعبة بالصين لأحد المواطنين وهو مبلغ كبير كان للثقة في محمود سعد دور في جمعه بسرعة.. فيما عدا ذلك مرت فقرات البرنامج تلقيدية لكنها خفيفة. في «المحور» انفردت ريهام السهيلي بالتسعين دقيقة وجعلتها 3 ساعات بالتمام والكمال في ظل غياب معتز الدمرداش المؤقت.. أفردت الجزء الأول كالآخرين للحديث عن المحاكمات الثماني المنظورة دون جديد.. ثم انفردت دون باقي القنوات بتغطية واقعة الهبوط الأرضي الذي حدث بشارع الجيش بالموسكي أثناء حفر خط المترو مما اضطر محافظ القاهرة لإخلاء 6 عقارات تحوي 56 أسرة مع منح مبالغ تعويضية 500 جنيه في الليلة للأسرة الواحدة للمبيت بالأماكن التي يختارونها «يا بلاش طبعاً» المبلغ محترم والأمر لن يتعدي أسبوعاً، ونجحت المذيعة- للحق- في الاتصال بالمحافظ الذي أوضح رأيه.. وبعدها استضافت نقيب المحامين السابق وأمين عام نقابة المحامين الحالي وظلا لمدة ساعة يتبادلان الاتهامات بأدلة ووثائق وانتهي اللقاء وأبواب الاتهامات مفتوحة علي مصراعيها، ثم ختمت الحلقة بلقاء مع أسرة الطفل الذي مات في الملاهي.. ورغم أن اللقاء كان مؤِثراً إلا أن عيني ريهام السهيلي كانتا مملوءتين سعادة ربما لأنها قدمت بمفردها حلقة ناجحة وربما لأنها تأمل في غياب آخر لمعتز الدمرداش. علي عكس المتوقع تماماً جاءت حلقة العاشرة مخيبة لآمال الذين أداروا المؤشر تجاه مني الشاذلي بعد الإعلان عن اللقاء مع عبدالحكيم جمال عبدالناصر.. ولا شك أن الذين تابعوا الحلقة لم يقصدوا المتابعة من أجل سماع أغاني أم كلثوم الوطنية أو مشاهدة الحشود الملتفة حول الزعيم، لأن هذا وأكثر منه بكثير شاهدناه مئات المرات.. ويبقي السؤال: لماذا جاء اللقاء غير مرض سواء لمن يحب عبدالناصر أو حتي يختلف معه في أفكاره؟! هل لأن مني الشاذلي في النصف الأول من اللقاء لم تنتبه وهي تسأل عبدالحكيم عبدالناصر عن تحليله وإحساسه وتصوراته، وهو بجوار عبدالناصر بالنسبة للمواقف السياسية قبل النكسة وبعدها؟. إن عبدالحكيم وقتها كان يبلغ من العمر 12 عاماً أي لا يملك الحكم.. ربما يملك دراجة أو ألبوم طوابع أو أي أشياء تناسب عمره.. وربما لأنه حتي حين اخترقت مني الشاذلي قبل فوات الأوان حاجز الحساسية وبدأت تسأل في قضايا مثيرة بعض الشيء بدت إجابات عبدالحكيم إما متحفظة أو ناقصة أو غير ثرية أو ليس فيها أبعاد سياسية تتفق مع طبيعة كونه ابن جمال عبدالناصر أحد أهم الزعماء في التاريخ.. علي طريقة مني الشاذلي.. ربما! علي الهامش كل برامج التوك شو عرضت جزءاً من جنازة الفنان صلاح السقا وكل اللقاءات كانت مع صلاح السعدني وممدوح الليثي ومحمد وفيق. .. لم يحاول أي برنامج أن يجتهد بعض الشيء ويبحث في أرشيف التليفزيون عن لقاء مسجل مع صلاح السقا ليعرضه ولم يتحدث أحد بالطبع عن المرارة التي كان يشعر بها هذا الرجل لأنه لم يتم تكريمه في بلده ولم يحصل علي أي جوائز، حتي إن ابنه أحمد السقا في لقاء مع مفيد فوزي أذيع منذ شهرين بكي حزنا لأن والده لم يحصل علي التكريم الذي يليق به. السيد وزير الثقافة تحدث في كل القنوات أثناء الجنازة عن الفقيد الكبير وعن الخسارة.. لذا لزم التنويه! في قضية هدي عبدالمنعم التي تم تأجيلها مازال السادة مقدمو التوك شو علي توصيفها بالمرأة الحديدية وهو لقب يليق بها منذ 40 سنة تقريباً حيث هربت، أما الآن فلا الذي هربت به ولا سنها يسمحان بحكاية الحديدية، وإلا فماذا سنطلق علي الشباب أصحاب المليارات؟! قفز فجأة أحمد المسلماني إلي جبهة المدافعين عن الأهرام في موقعة الصورة التعبيرية، ولأنه شعر بأنه قد يفاجئ من اعتادوا هجومه الضاري علي الأهرام ورئيس تحريرها.. حاول المسلماني التبرير بأن الكاتب سلامة أحمد سلامة وصلاح عيسي وغيرهما يدافعان عن الأهرام وكان هذا مبرراً كافياً.. لا أحد يدري هل هذه بداية صفحة جديدة في علاقته مع الأهرام في ظل وجود عبدالمنعم سعيد أم أن هناك أسباباً أخري ستعلن عن نفسها في القريب؟! .. والأفضل.. ريهام السهيلي في «المحور» كانت الأنجح، والدكتور إبراهيم بدران كان أفضل متحدث في «الحياة اليوم». قبل الفاصل لم توفق مني الشاذلي في اختيارها اللون الأبيض كملابس، حيث إن هذا اللون يليق بفترة صباحية وليس لقاء مسائياً، وفي الذكري الأربعين لوفاة عبدالناصر.