اختتمت أمس الأول - الأحد- وقائع مهرجان كازان الدولي السادس للأفلام الإسلامية في جو من التسامح الديني لم يشهده أي مهرجان دولي من قبل. الحفل حضره الشيخ راوي عين الدين - رئيس مجلس المفتين في روسيا - وبصحبته ممثل من الكنيسة الأرثوذكسية ودخلا سويًا قاعة الاحتفال كل منهما بملابسه الرسمية المفتي يرتدي الملابس الإسلامية، بينما يرتدي ممثل الكنيسة ملابسه الكنائسية وصليبًا من الحجم الكبير وتابعا سويًا وقائع الحفل وخرجا من قاعة العرض لتحية الضيوف.. هل يوجد تسامح أكثر من ذلك؟ إنها الفكرة الرئيسية للمهرجان التي استطاع صناعه توصيلها بسهولة ويسر وبلا تعقيد أو فذلكة وبأقل الإمكانيات. وهو ما بدا واضحًا في حفل ختام المهرجان الذي بدأ في الثالثة عصرًا بدخول الضيوف علي السجادة الحمراء واستمر حوالي ثلاث ساعات تم خلالها توزيع الجوائز علي الفائزين وسط عدد من الاستعراضات الراقصة المبهرة، وحضور عدد كبير من نجوم السينما العالمية منهم النجم الأمريكي أدريان برودي أصغر ممثل أمريكي حاصل علي جائزة الأوسكار عام 2003 عن فيلمه «عازف البيانو» وكان عمره وقتها 29 عامًا كما حصل علي جائزة سيزار في العام نفسه عن نفس الفيلم. كذلك حضرت الحفل إلهام شاهين التي تسلمت جائزة خاصة عن فيلم «واحد صفر» من الراعي الرسمي للمهرجان عبارة عن تحفة كبيرة من الكريستال. وكان من المفترض أن يسلمها لها المفتي شخصيًا بحسب طلبها والذي وعدها بتنفيذه قبل بداية الحفل بدقائق لكنه في لافتة طيبة منه اعتذر لها بعد نهاية الحفل عن عدم قدرته علي الصعود علي المسرح لتسليم الجائزة لها بسبب إصرار الجهة الممولة علي تسليم جائزتها بنفسها، بالإضافة لثقل حجم الجائزة التي لم يكن في استطاعته حملها وحده، أما باقي الجوائز فقد كان لروسيا نصيب الأسد فيها حيث حصل الفيلم الروسي «Bibinur» للمخرج يوري فتنج علي جائزة أفضل فيلم روائي طويل، كما حصل الممثل الروسي BAKHADYRE BOLTAEV علي جائزة أفضل ممثل عن الفيلم الروسي «GASTERBEITER»، أما جائزة أفضل ممثلة في فيلم روائي طويل فكانت من نصيب الروسية FIRDAUS AHTYAMOVA عن دورها في الفيلم الروسي «BIBINUR STORY»، أما جائزة أفضل مخرج لفيلم روائي طويل فكانت من نصيب المخرج الإيراني فريدوم حسنبور عن فيلمه» ON FOOT»، أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة فقد حصلت عليها السورية سلافة حجازي عن فيلمها «طيور الياسمين» بينما حصل محمد حماد علي جائزة أفضل فيلم روائي قصير عن «أحمر باهت» وهي نفس الجائزة التي حصل عليها حماد في مهرجان الإسكندرية في نفس التوقيت عن نفس الفيلم. كما حصل الفيلم الإيراني «Legend of the Afghan Mujahidin» للمخرج الإيراني محمد رضا عباسيان. أما جائزة نقابة نقاد السينما في روسيا فكان من نصيب الفيلم الجزائري القصير «الجن» إخراج ياسمين شويخ. الحفل تم في تنظيم شديد واحتفاء بضيوفه حتي إن السيدة زيلا وليوفا - وزيرة الثقافة بجمهورية تارستان - رحبت بضيوف المهرجان بنفسها قبل الحفل وطلبت من إلهام شاهين التصوير معها وتحدثت معها حوالي 10 دقائق عن السينما في روسيا ومصر ودعتها إلهام شاهين لحضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فرحبت الوزيرة بالفكرة بشدة. علي الجانب الآخر سبق حفل الختام مؤتمر صحفي حضره أعضاء لجنة التحكيم الكاتب والسيناريست ماورو مارتينو والممثلة والمخرجة والكاتبة الأسترالية أنا برينكوفسكي والممثل مينتاي وتييبر جينوف من كازاخستان والمخرج والمنتج المصري أسعد طه والمخرج والمنتج والمؤلف يوكسيل اكسو والمخرج الإيراني شهريار بخراني والممثلة الهندية جول كيرات بانجا والمخرج والمؤلف مكسيموف إيفان ليانيدوفتش والمنتج ميخائل ميخائلفوش والذين أشادوا خلال المؤتمر بالمستوي الفني للأفلام المشاركة في المهرجان بشكل عام وخصت الممثلة الهندية أفلامًا من إيران وأذربيجان وباكستان بالذكر، مشيدة بمستواها الفني رافضة الإعلان عن أسمائها. وقد تحدث أسعد طه خلال المؤتمر عن مصطلح السينما الإسلامية قائلا إن المهرجان معني بشان الإسلام وليس السينما الإسلامية فقط لأن المهرجان قد يضم أفلامًا مسيحية أو بوذية، وأكد أنه سعيد بالتجربة وحزين لأنه سيغادر المدينة. من جهة أخري وفي حالة من الانبهار المتبادل عقد الممثل الأمريكي أدريان بروفي مؤتمرًا صحفيًا صباح أمس الأول - الأحد- ضمن وقائع المهرجان. أدريان هو أصغر ممثل أمريكي حصل علي جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «عازف علي البيانو» وهو الممثل الأمريكي الوحيد الحاصل علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان سيزار عن دوره في الفيلم نفسه. وقد شهد المؤتمر حالة من الانهيار من قبل الحضور بالنجم الأمريكي قابلها حالة من الانبهار من قبل بروفي بالثقافة الروسية والأدب الروسي، وحالة أخري من الاهتمام الشديد من قبل حكومة جمهورية تتارستان بالممثل الأمريكي وترحيبهم به بشكل خاص حتي إن نائب أول وزير الثقافة أصر علي مرافقة النجم الأمريكي بنفسه خلال فترة تنقله بين معالم المدينة وخلال المؤتمر الصحفي الذي حضراه سويًا وانطلقا بعده في جولة سياحية بين معالم مدينة كازان. وهي لافتة لم تتكرر مع أي من ضيوف المهرجان هذا العام. علي أن يلتقي بعدها النجم الأمريكي وزيرة الثقافة بجمهورية تتارستان، وتلقي النجم الأمريكي خلال المؤتمر العديد من الأسئلة وأجاب عنها ببساطة شديدة، وأعلن عن رغبته في تقديم شخصية راسبيوتن في فيلم سينمائي يقوم هو ببطولته، بينما أعلن عن اهتمامه كثيرا بتقديم شخصية بعينها من الأدب العالمي فيما عدا شخصية راسبيوتن. كما أكد أنه يعرف العديد من المعالم السياحية في روسيا ومنها «الكرملين» والذي تحدث عنه قائلاً إن الفنان الحقيقي هو الذي يلتقط صورة مميزة وليس مجرد صورة عادية وهو الذي يري مثلا في مكان مثل الكرملين مالم يره الآخرون تمامًا، كما يري في مجموعة من الطيور المحلقة ما لم يره غيره فهذا هو الاختلاف والتميز وهنا تكمن صعوبة وحرفية مهنة المصور والفنان بشكل عام. تحدث بروفي خلال المؤتمر عن دور عازف البيانو اليهودي وإن كانت وجهة نظره للحياة قد تغيرت بعدها، قائلاً إن كل شيء تغير من حوله بعد هذا الدور وأصبح ينظر للآخرين بشكل مختلف تماما كما توطدت عنده فكرة العلاقات العائلية وأصبحت أكثر تقديسًا. كذلك تطرق الحديث إلي علاقته بالصحافة والصحفيين فقال إنها علاقة مكملة لبعضها ويجب أن تكون إيجابية، كما تحدث عن والدته قائلاً إنها تعمل في مهنة الصحافة لذا فقد علمته الكثير من هذه المبادئ. وعن والدته ووالده المؤرخ التاريخي تحدث بروفي قائلا إنه يهوي قراءة كتب التاريخ وتعلم منها الكثير، وفي لفتة لطيفة من إحدي الصحفيات الروسيات أهدت النجم الأمريكي قميصًا محلي كتذكار من أهالي مدينة كازان.