تتقيد طباعة «المصحف الشريف» بشروط خاصة وصارمة، وتتطلب الدقة الشديدة والتيقظ التام ليس فقط لكل كلمة بل لكل حرف، لأن التعامل هنا مع كلام إلهي مقدس لا يجوز معه وجود أخطاء. ويوجد بمصر أكثر من 130 مطبعة تقوم بطباعة المصحف كمطابع نهضة مصر والشمرلي ودار السحار للطباعة والأندلسية والشروق وتعد من أكبر المطابع العامة في طباعة وتوزيع المصحف الشريف. وتعد مصر رائدة في طباعة المصحف الشريف بين البلدان العربية فهي صاحبة أول مصحف مطبوع والمشهور بمصحف الملك فؤاد والذي تم جمعه وترتيبه بالمطابع الأميرية عام1337 ه وتمت طباعته عام 1342 ه 1923 م، حيث تشكلت لجنة عليا من مشيخة الأزهر، مستعينة بكبار العلماء، بإقرار من قبل الملك فؤاد الأول، كان قوامها كلاً من: شيخ المقارئ المصرية محمد خلف الحسيني، والأستاذ حفني ناصف العالم اللغوي، ومصطفي عناني، وأحمد الإسكندري. وقد قامت هذه اللجنة بمهمة ضبط المصحف ورسمه وشكله، فكتب القرآن بإقرارها موافقا للرسم العثماني، وعلي قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي، برواية حفص بن سليمان الكوفي وتمت طباعته طبعة أنيقة بالنسبة لزمنها تلقتها الأمة الإسلامية بالغبطة. ويحدثنا د.شريف درويش اللبان - الأستاذ بقسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة - عن نشأة طباعة المصحف: تعد إيطاليا من أوائل الدول التي قامت بطباعة المصحف الشريف حيث كانت تمتلك حروف الطباعة العربية، وكانت مصر حينها في خلافة الدولة العثمانية والتي كانت حريصة علي عدم دخول الطباعة إلي مصر وحتي بعد دخولها ظل العلماء يرفضون طباعة المصحف خوفاً من تحريفه. ويستكمل اللبان متحدثاً عن شروط عملية الطباعة: في البداية لابد أن يحصل صاحب المطبعة علي ترخيص بالطباعة ثم يتم خط المصحف علي يد خطاط ويتم تحديد شكل الزخارف علي الصفحات والتواصل بين الآيات، بالإضافة إلي تحديد حجم المصحف ويقدم عدداً من النسخ من المصحف بشكله قبل النهائي إلي إدارة التأليف والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لتتم مراجعته يوعد أول مصحف تم طباعته في العالم كان بمدينة البندقية بإيطاليا عام 1538 ثم مصحف هامبورج بألمانيا والمطبوع عام 1698 ثم طبعة سانت سبورنج 1787.