نحن لا نعرف بالتحديد ما الشيء الذي يراهن عليه صناع مسلسل «طوق نجاة"، خصوصا أنهم تقريبا نسوا أن يكتبوا للمسلسل قصة تتحرك الأحداث وفقها، وكل ما حدث هو أنهم اكتفوا بتصوير مجموعة من المشاهد التي تتحرك فيها بطلة العمل فيفي عبده التي تقوم بدور نجاة كيفما تشاء، وتمارس هوايتها في إظهار نقاط قوتها، وسب كل من يقف أمامها بلا سبب، فهي منفعلة علي الدوام، مثلا في الحلقة السادسة والعشرين من المسلسل نجدها تدخل في خناقات مع الجميع بمن فيهم أبناؤها، ولا تحاول حتي أن تعطي أداء مغايرا، فهي تتعامل بنفسية واحدة مع الجميع، حيث شهدت الحلقة انفعالا عجيبا منها ضد ابنها باسم الذي ركب السيارة مع عمه عرفة الذي تكرهه بشدة، وعندما تذهب معه إلي المنزل تواصل وصلة السباب له، دون أي تغيير في نبرة الصوت، فهي تصرخ فقط بصوت عال. هناك أزمة أخري بالمسلسل من بين أزمات كثيرة، وهو أنه يفتقد لأي جاذبية في فريق التمثيل به، فابستثناء أربعة أو خمسة وجوه، نحن نتعثر طوال الوقت بوجوه لا نعرفها، ولا ندري سببا لوجودها في عمل فني خصوصا أن جميعهم تقريبا عديمي الموهبة. يبدو العمل، وكأنه متفصل بإحكام علي مقاس قدرات فيفي عبده في الحديث بصوت عال، والانفعال علي طول الخط.