منذ تولي حسن شحاتة تدريب المنتخب الوطني في نوفمبر 2004 لم يرتكب أخطاء مثلما ارتكب في مباراة سيراليون أمس الأول في بداية مشوار تصفيات الأمم الأفريقية 2012، وبدأت الأخطاء باستبعاد عمرو زكي - أفضل مهاجم في مصر حاليا - والاعتماد علي «أحمد علي» - مهاجم الإسماعيلي - الذي خدع شحاتة عندما سجل هدفين في مباراة الكونغو الودية وأحمد عبد الظاهر - مهاجم إنبي - الذي لم يلعب مباراة ودية طوال حياته. وتوالت الأخطاء باختيار تشكيل افتقد تماما التفاهم والانسجام حيث دفع حسن شحاتة بأحمد حسن كمحور ارتكاز في وسط الملعب بجوار أحمد فتحي رغم أن أحمد حسن ليس أساسياً في الأهلي خلال المباريات الأخيرة ولم يلعب بجوار أحمد فتحي في وسط الملعب سواء في الأهلي أو المنتخب الوطني لذلك كان الخط الدفاعي الأول منهاراً مما سهل مهمة لاعبي سيراليون في الوصول لمناطق مؤثرة أمام وداخل منطقة الجزاء ووصلوا في مرات كثيرة لمرمي عصام الحضري. حسن شحاتة لجأ إلي «رص» النجوم داخل الملعب دون خطة اعتمادا علي مهارات محمد أبو تريكة وأحمد حسن وأحمد حسن مكي ومحمد ناجي «جدو» وأحمد علي دون وجود خطة واضحة المعالم لذلك كان الأداء فرديا واعتمد كل لاعب علي المهارات الخاصة ولم تكن هناك جمل تكتيكية لاختراق دفاع سيراليون، واقتصرت المحاولات علي الكرات العرضية عن طريق أحمد المحمدي الذي لم تجد كراته من يستثمرها، وسيد معوض الذي يرسل كرات عرضية عشوائية حتي يريح نفسه ويتخلص من الكرة وحتي خروجه في الدقيقة «72» كان أحمد علي مختفيا تماما وتأكد الجميع أنه لا يمكن أن يكون المهاجم الأساسي للمنتخب الوطني في مباراة رسمية. تغييرات حسن شحاتة لم تكن مفيدة باستثناء نزول وليد سليمان بدلا من أحمد حسن مكي في الدقيقة 52 وبذل وليد مجهوداً كبيراً لكنه ليس مهاجما «صريحا» لذلك اكتفي بصنع الفرص لزملائه ولم ينجحوا في استغلالها، أما نزول أحمد عبد الظاهر وعمرو السولية فقد كان غير مؤثر ولم يقدم جديداً للأداء المصري. تشكيل يضم أحمد حسن مكي وأحمد علي في رباعي الهجوم ومحوري الارتكاز لم يلعبا بجوار بعضهما من قبل كان طبيعيا أن يفتقد الانسجام إضافة إلي التشكيل خلا من لاعب الوسط الذي يجيد بناء الهجمات لأن طريقة شحاتة قسمت الفريق إلي مجموعتين، الأولي هي المجموعة الدفاعية وتضم رباعي الدفاع أحمد المحمدي ومحمود فتح الله ووائل جمعة وسيد معوض ومعهم في الوسط أحمد فتحي وأحمد حسن، والمجموعة الهجومية تضم أبوتريكة و«جدو» وأحمد حسن مكي وأحمد علي وبالتالي لم يفكر جدو وأبوتريكة في العودة لتسلم الكرة وبناء الهجمات وتركا المهمة لأحمد فتحي وأحمد حسن وهي مهمة لا يحسنان القيام بها لأسباب كثيرة تتعلق بالصفات المهارية والفردية للاعبين. حجة أن الجهاز الفني لم تتوافر له معلومات كاملة عن المنتخب السيراليوني هي حجة البليد لأنه بعد مرور ربع ساعة فقط من بداية المباراة اكتشف المتفرج العادي أنه منتخب «عادي» يعتمد علي زيادة الكثافة العددية أمام وحول منطقة الجزاء ثم القيام بالهجمات المرتدة عن طريق كيكامارا ومحمد بانجورا ومصطفي بانجورا لكن الوحيد الذي لم يقرأ المنتخب السيراليوني هو حسن شحاتة لأنه لو قرأه جيداً كان لابد أن يدفع بأحمد عبد الظاهر رغم عدم خبرته الدولية بجوار أحمد علي الذي لم يسدد كره علي مرمي سيراليون وخلفهما محمد أبوتريكة وجدو لكنه أصر علي اللعب بمهاجم واحد طوال المباراة. مباراة سيراليون أكدت أن المباريات الودية التي يلعبها المنتخب الوطني ليست لها فائدة فكل أخطاء مباراة الكونغو الديمقراطية الودية الخاصة بالانتشار الدفاعي للاعبي الوسط والدفاع تكررت في مباراة سيراليون وتسببت في اهتزاز شباك عصام الحضري مرة وتألق الحارس المخضرم في إنقاذ أكثر من فرصة أخري. حسن شحاتة لم يستفد من أخطاء مباراة الكونغو الديمقراطية ووضح أنه انخدع تماما في أحمد علي الذي سجل هدفين في هذه المباراة واعتقد أنه قادر علي تحمل المسئولية مما شجعه علي استبعاد عمرو زكي. من الواضح أن حسن شحاتة سيعاني كثيرا في إجراء عملية الإحلال والتجديد لأنه يتجاهل حقيقة مهمة وهي أن اللاعب الذي يتألق في الدوري المحلي ليس بالضرورة أن يصلح أن يكون لاعباً دولياً وحتي اللاعب الذي يتألق في مباراة ودية مع المنتخب قد لا يظهر في المباريات الرسمية وهو ما حدث مع أحمد علي، الذي لا يعرف أحد علي أي أساس اختاره حسن شحاتة رغم عدم ظهوره مع الإسماعيلي وعدم تسجيله أي هدف في سبع مباريات لعبها الدراويش سواء في دوري أبطال أفريقيا أو الدوري المحلي والسبب بالطبع لا يتعلق باللاعب ولكن يتعلق برؤية الجهاز الفني الذي لابد أن يجد حلا لقلة عدد المهاجمين في مصر والأهم أن يجد حلا لبلاوي الدفاع.