نغمة درامية واحدة تكررت وسوف تتكرر حتي نهاية مسلسل «عايزة أتجوز» إنها تيمة البحث عن عريس.. من الممكن أن تتحمل حلقة واثنين وثلاثة وقد تضحك مرة وتضن بأخري ثم تنتقل بك الدراما من شاطئ الكوميديا إلي الغلظة والفجاجة ثم تتجاوز هذا الخط لتصل إلي التجريح.. قضية العنوسة شاهدناها في العديد من الأفلام علي طريقة «زينات صدقي» ثم كررتها كل من «عائشة الكيلاني» و«نشوي مصطفي» وهي المرأة ذات الحظ القليل من الجمال وتصرخ بأسلوب «زينات» في فيلم «شارع الحب» وهي ترجو أن يرضي عنها حسب الله السادس عشر لقطات في العادة لا تتجاوز مساحتها الصراع الرئيسي بين البطل والبطلة والغرض هو التخفيف عن الجمهور حتي جاء فيلم «بنتين من مصر» ليقدم رؤية جادة من خلال فتاتين جميلتين «زينة» و«صبا مبارك». قبل أن يبدأ شهر رمضان بأيام قليلة شاركت في ندوة عن هذا الفيلم أدارتها الكاتبة الصحفية «سوسن دويك» وشارك فيها مخرج الفيلم «محمد أمين» وبطلته «زينة» ودكتورة علم الاجتماع «سامية الساعاتي» والزميلة «ماجدة موريس».. استوقفني رأي أعلنه «محمد أمين» عندما سألته عن سر هذا التحفظ الأخلاقي الذي غلف الفيلم فلم نر مشاهد الاحتياج الجنسي للفتاتين قال لي أنا لم أشأ أن أجرح الأسرة المصرية.. لم أرتح إلي هذا الرأي لأن كل شيء ينبغي أن يراه الناس وتبقي الزاوية وأيضاً الجرعة التي يقدمها المخرج.. سوف تجد في «بنتين من مصر» أن البطلتين أيضاً تبحثان عن عريس إلا أن السيناريو حرص علي التنويع في المواقف كما أن أداء «زينة» كان به خفة ظل أشبه بلمحات خاطفة هامسة بينما في «عايزة أتجوز» لهند صبري فلقد كانت محاولة للعثور علي ضحكات مباشرة بالحركة والصوت.. المسلسل أول تجربة للكاتبة «غادة عبد العال» برغم نجاح الكتاب الذي أصدرته إلا أنه لم تتواز معه الدراما شابها الافتقار إلي الفكرة اللامعة، لم يستطع المخرج «رامي إمام» في أول تجاربه في الفيديو أن يقدم حالة إخراجية «روشة» تتواءم مع روح الكتاب «الروشة» بل كانت لديه رؤية قديمة جداً في التناول ولم يستطع أن يحدد لحظة التشبع والتي تؤدي بالمشاهد بسبب تكرار الموقف وأسلوب الأداء الزاعق إلي النفور من متابعة المسلسل. الكوميديا ليست فقط خفة ظل يتمتع بها الممثل ولكن قانون الكاميرا كان يفرض علي المخرج أن يوجه البطلة للاقتصاد والتكثيف في التعبير كما أن لدي المخرج أسلحة أخري كان ينبغي أن تلعب دوراً وبأسلوب عصري زاوية الكاميرا، الموسيقي، المؤثرات.. بقدر ما كان الكتاب مبهراً وجاذباً بقدر ما تضاءلت الجاذبية عندما أمسك بها «رامي إمام» فأحال التبر إلي تبن وتبدو لي المؤلفة وكأنها تردد حزناً علي كتابها موال «عبد الوهاب» القديم بالتبر لم بعتكم بالتبن بعتوني!!