مصادفة غريبة أن يشترك مسلسلان يعرضان في شهر رمضان في نفس الحبكة تقريبا مع اختلاف التفاصيل والتفريعات الدرامية.. البطلة هاربة من اتهام بجريمة قتل هي بريئة منها، و«حنان ترك» في مسلسل «القطة العميا» متهمة في جريمة قتل وتظل طوال الحلقات في حالة هروب في محافظات مصر المختلفة تبحث عن دليل براءتها، و«مي عز الدين» في مسلسل «قضية صفية» متهمة أيضاً بجريمة قتل، وتستمر في الهروب من قريتها إلي محافظات مصر المختلفة بحثاً عن دليل براءتها بعد أن شاهدت بعينيها أثناء ترحيلها للسجن الشخص المتهمة بقتله حيا. تصل رحلة هروب صفية من الشرطة ومطارديها إلي نقطة حاسمة في الحلقة الخامسة عشرة حينما تتمكن الفتاة فردوس من العثور علي المكان الذي يقيم فيه النصاب صبري «طارق لطفي» في القاهرة من خلال التوصل إلي رقم تليفون شقته، وصبري هو الشخص الذي حملت منه سفاحا بعد أن خدعها وأوهمها أنه سيتزوجها، وهو الشاب نفسه الذي اتهمت صديقتها صفية «مي عز الدين» بقتله، وفي منزل الضابط ممدوح «أحمد السعدني» يجتمع الثلاثة، الضابط وصفية وفردوس التي تدخل فجأة المنزل بمفتاح وتعطي الضابط رقم تليفون الشقة الذي يقيم فيها صبري، وهذا المشهد العجيب والغريب يحمل كثيرا من التناقضات والتفاصيل التي يمررها السيناريو دون تبرير أو تفسير.. أولها: أن الضابط ممدوح يعرض مهنته للخطر بسبب تستره علي فتاة هاربة من اتهام بالقتل، ورغم ذلك فهو لا يهتم بمعرفة كيفية حصول فردوس علي مفتاح الشقة والدخول بهذه البساطة، أو كيفية عثورها علي رقم تليفون منزل صبري الذي فشل هو وزملاؤه في الشرطة في العثور عليه، أنه يسألها كيف تمكنت من الدخول للشقة أو الحصول علي المعلومات، ولكنها لا تجيب عن أي سؤال، وتكتفي بالقول إن كل هذا ليس مهماً، وهو لا يصر علي المعرفة أو حتي يحاول الضغط عليها بشكل أكبر لمعرفة إجابات لأسئلته، مما يثير الشكوك في أن هذا النقيب قد درس أي شيء له علاقة بالشرطة والتحريات واستجواب أطراف قضية قتل إنه يكتفي بما تقوله من معلومات ومبررات، وينظر إلي ورقة عليها رقم تليفون الشقة التي تقول فردوس إنها شقة صبري، ويقول ببرود شديد إنه رقم في مدينة 6 أكتوبر، وبدلاً من أن يقلب الدنيا ويسارع باستصدار أمر بتفتيش المكان أو حتي الذهاب بنفسه للمكان والقبض علي القتيل النصاب الذي فبرك موته، فإنه يتوجه للنوم ويطلب من صفية وفردوس أيضاً الذهاب للنوم حيث قرر بكل هدوء أنه سينتظر وسيذهب في الصباح إلي الشقة المذكورة، وأثناء الليل يجد الضابط وصفية الوقت والأعصاب الهادئة ليتبادلان كلام الغزل المتواري الذي يفهم منه إعجاب الضابط بصفية ومبادلته الإعجاب بالمثل. والمشهد التالي لهذا المشهد لا يقل غرابة عن نفس المشهد، حيث يذهب الثلاثة في الصباح للبحث عن الشقة المذكورة، وتجد صفية الوقت لترتدي باروكة صفراء وعمل مكياج متكامل وأنيق يغير من شكلها المعروف، وهي تفعل ذلك كجزء من الطقوس التي تقوم بها «مي عز الدين» في رحلة هروبها في كل الحلقات السابقة، التنكر وارتداء ملابس مودرن تخفي حقيقتها ملامحها التي تتعقبها الشرطة ومن يرغبون في التخلص منها، وما يثير الدهشة أن ملابسها المنمقة ومكياجها المتقن بإفراط كلها أمور تؤكد أن صفية الهاربة من البوليس والعصابة التي تود قتلها كأنها تصطحب معها ستايليست وماكيير يساعدانها علي الظهور بصورة جميلة ومتناسقة ومكياج متقن أثناء هروبها!