الشخصية المصرية مزيج من المزاج المتقلب والاكتئابي والعصبي أحمد عكاشة قال الدكتور أحمد عكاشة -أستاذ الطب النفسي- إن الشخصية المصرية تعرضت خلال الفترة الماضية لمجموعة من التغيرات الطارئة السلبية أخطرها استهانة المصري بالمجتمع والتمتع بلذة الإشباع الوقتية والخوف والقلق من الحاضر والمستقبل، مشيرا إلي أن المزاج «النوائي» المتقلب هو الذي يسيطر علي معظم المصريين الآن مع خليط من المزاج الاكتئابي والعصبي . وأضاف في المحاضرة التي ألقاها مساء الأربعاء ضمن منتدي الأمسيات الرمضانية التي تنظمها جامعة عين شمس أن الشخصية المصرية تميل الآن بشدة إلي فقد الثقة في كل مايحيط بها، والتشبث بالرأي وانعدام القدرة علي تذوق الجمال والتعايش مع القبح بعد أن كان المصريون يتمتعون قبل 50 عاما بالانبساطية والتعلق بجوهر الدين لا التدين الشكلي- مؤكدًا أن «نصف أمخاخ المصريين معطلة عن العمل، والأمل ينحصر في 6 ملايين شاب مصري هم الذين يستخدمون الإنترنت الآن». وناقش عكاشة في اللقاء الذي حضره الدكتور ماجد الديب -رئيس جامعة عين شمس- وعدد من قيادات الجامعة «القوة والسلطة» قائلاً: إنها مرض له أعراض، وضرب مثالا بالرئيس الأمريكي أوباما بقوله «القوة والسلطة مرض له أعراض، والرئيس الأمريكي أوباما قال أشياء كثيرة جيدة، ولكن السلطة أغرته فخاف أن يخسر الولاية الثانية، لذا ترشحه في الانتخابات في المرة الأولي كان «وطنية»، ولكن حاليا تغير إلي رغبة في البقاء في السلطة، وشوفوا بقي انتوا قعدتوا نحو 8 أو 9 فترات في السلطة رغم إنه في العالم كله فترتين يبقي إيه اللي حصل». واستشهد الدكتور أحمد عكاشة بالمؤرخ ابن خلدون للدلالة علي عيوب الشخصية المصرية، بقوله عن المصريين منذ نحو أكثر من 600 سنة بأنهم يشتهرون بالتلون والليونة، موضحا أن «هذا صحيح إلي حد كبير، وأنه أخطر الأشياء لأن معناه النفاق» لافتا إلي أن أبرز التغيرات الطارئة علي شخصية المصري في الوقت الحالي افتقاد الثقة في أي شيء وكل شيء والتمركز حول ذاته ورفض الحوار والتواصل المجتمعي وانحصار مفهوم الانتماء لدي المصريين في الانتماء للبيت، والوطنية في تشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم. وانتقد عكاشة حالة التعليم المصري قائلا:«إننا في مصر نعلم الأطفال في سن الخامسة الخوف من عذاب القبر، وأن الطالب يجد في مدرسته مدرسه يطالبه بالدروس الخصوصية، ويتعلم النفاق والخداع والغش والكذب والسرقة مضيفا أن حالة الفساد في المجتمع أدت إلي فساد الأخلاق. مؤكدًا استحالة تغيير مصر والمصريين، بدون تغييير التعليم الحالي إلي تعليم قائم علي أسس سليمة، لأنه لن يسعد الناس وظيفة جيدة وراتب جيد بدون تعليم جيد هو السبيل لتحقيق السعادة.