لا يختلف اثنان علي أن الأخطاء الدفاعية مشكلة واضحة في الزمالك لكن بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط من عمر الدوري اكتشف الجميع أنها ليست المشكلة الوحيدة فهناك مشكلة أهم وأخطر وتأثيرها أكثر ضرراً علي الفريق وهي الأداء الفردي لبعض اللاعبين وعدم التزامهم بأداء واجبات مراكزهم.. هذه المشكلة كانت واضحة منذ المباراة الأولي أمام حرس الحدود لكن مباراة إنبي كشفت هذه المشكلة تماماً والغريب أن المتسبب فيها لاعبون أساسيون ومؤثرون في صفوف الفريق. الزمالك يلعب بطريقة 4/4/2 بتنفيذ أقرب إلي 4/2/2/2 أو 4/2/4 ووضح خلال مباراة إنبي عدم التزام حسين ياسر المحمدي وشيكابالا بأداء الواجبات الدفاعية وبذلك الزمالك يدافع بستة لاعبين فقط واللاعبان الستة بدورهم لديهم أخطاء في التمركز والتغطية وفشل عمر جابر في شغل مركز الظهير الأيمن لأنه لا يجيد القيام بالتغطية العكسية.. أين كان عمر جابر في هدفي إنبي الأول والثاني ففي الهدف الأول كانت وراءه مساحة شاسعة استغلها وليد سليمان أحسن استغلال وفي الهدف الثاني لم يلتزم بالوجود في مكانه أثناء تنفيذ الركلة الركنية وعندما حاول إبراهيم صلاح لاعب الوسط شغل مكانه كان متأخرا جداً لذلك سدد محمد ناصف الكرة بدون أدني مضايقة من لاعبي الزمالك وعندما يتقدم محمد ناصف الظهير الأيسر لإنبي داخل منطقة جزاء الزمالك لابد أن يعود معه لاعب الوسط الأيمن وهو شيكابالا، لكنه لم يفعل واختفي عمر جابر فكانت ثغرة نتيجة عدم الالتزام التكتيكي. هدف إنبي الأول كان نموذجاً واضحاً لعدم وجود التغطية العكسية، فالكرة العرضية مررها وليد سليمان بعد أن راوغ الصفتي ووجد داخل منطقة جزاء الزمالك المهاجم أحمد عبدالظاهر وكان معه محمود فتح الله ومحمد أبو العلا وكان يجب أن يقوم محمد عبدالشافي بالانضمام لقلب الدفاع أو يعود إبراهيم صلاح أو عاشور الأدهم، لأن أبو العلا قادم من الخلف للأمام لكن كل ذلك لم يحدث ووصلت الكرة لأبوالعلا وهو خال تماماً من الرقابة. طريقة 4/4/2 تحتاج إلي التزام تكتيكي صارم لا وجود له بين عدد من لاعبي الزمالك، ففي طريقه 4/4/2 وفي كرة القدم الحديثة عامة لا يوجد لاعب ليس لديه واجبات دفاعية وأي ظهير أيسر في الفرق التي تواجه الزمالك يمكن أن يشكل خطورة علي الفريق لعدم التزام شيكابالا بأداء واجبه الدفاعي وفي مباراة إنبي تحديداً واجه إبراهيم صلاح وعاشور الأدهم صعوبة شديدة في مواجهة محمد شعبان ونادر العشري ومحمد أبوالعلا وكانا يحتاجان لدعم شيكابالا وحسين ياسر وهو ما لم يحدث، لذلك فقد الزمالك السيطرة علي منطقة المناورات بعد 20 دقيقة فقط من بداية المباراة. عدم الالتزام التكتيكي لشيكابالا وحسين ياسر تصاحبه مشكلة أخري وهي ميل اللاعبين للأداء الفردي والاحتفاظ بالكرة وهما لا يتعاونان مع زملائهما بشكل إيجابي ولو راجعنا الأهداف الخمسة التي سجلها الزمالك سنجد أنه لا يوجد من بينها هدف من جملة تكتيكية أو نتيجة تعاون مشترك بين اللاعبين، فهدف أبوكونيه في مباراة حرس الحدود جاء بلمسة ذكاء من اللاعب الذي استقبل كرة ضالة داخل منطقة الجزاء وسددها بلعبة مزدوجة خلفية وهدف عمرو زكي كان من ركلة جزاء وفي مباراة بتروجت سجل عمرو زكي هدفاً بضربة رأس من كرة عرضية من ركلة ركنية والهدف الثاني سجله شيكابالا بمجهود فردي وهو دليل آخر علي عدم التعاون مع زملائه حيث فضل الاعتماد علي نفسه ولم يمرر الكرة لزميله الذي كان موجوداً في وضع رائع أمام المرمي وفي مباراة إنبي كان هدف محمد عبدالشافي من تسديدة بعيدة المدي وعندما لا يسجل فريق هدفا واحدا من جملة تكتيكية يتعاون فيها اللاعبون فهذا مؤشر للأداء الفردي. الزمالك يعاني مشاكل فنية هائلة لابد أن يجد حسام حسن حلاً لها والحل يبدأ من استعادة سيطرته علي لاعبيه كما كان في الموسم الماضي وعدم السماح لأي لاعب بالأداء الفردي واللعب لمصلحته الشخصية علي حساب مصلحة الفريق.. الزمالك يحتاج إلي تغيير في طريقة اللعب وفي الأفراد الذين ينفذون هذه الطريقة وإلي سيطرة تامة من حسام حسن علي اللاعبين داخل الملعب وإذا لم يحدث ذلك لن ينافس الفريق علي بطولة الدوري والمؤشرات حتي الآن غير مشجعة، لذلك لابد أن يعيد حسام حسن حساباته من جديد ولعل عدم وجود مباريات للفريق حتي مواجهة الجونة يوم 13 سبتمبر المقبل يمنح حسام حسن وقتا كافياً لتصحيح الأوضاع قبل أن تصل الأمور إلي مرحلة لا ينفع فيها البكاء علي اللبن المسكوب.