عندما كتبت عن وحيد حامد ومسلسله «الجماعة» الذي أثار ضجة لا تزال قائمة.. فإنني قد أنهيت مقالي بسؤال لوحيد حامد.. أين الرأي والرأي الآخر والذي افتقده بعد هجوم قادة الإخوان عليه وعلي مسلسله؟.. سؤال وحيد حامد دفع كثيرين -أغلبهم من الإخوان- للتعليق عليه وعلي ما كتبته هنا.. ورغم تنوع الآراء التي وصلتني سواء علي موقع الدستور أو علي بريدي الإلكتروني لكنها اتفقت علي عدد من الملاحظات التي يمكن أن نوجزها في النقاط التالية: 1-في مسلسل الجماعة.. لم يظهر جهاز وضباط مباحث أمن الدولة علي صورتهم الحقيقية التي يعرفها الناس من بطش وتعذيب بعد أن أظهرهم المؤلف في صورة رومانسية يسألون المساجين عن طعامهم وصلواتهم للاطمئنان عليهم. 2-بعض القراء رأوا حق الإخوان في تفنيد ما يرونه أولا بأول من «أكاذيب» امتلأ بها المسلسل.. من باب حرية الرأي والتي هي ليست مقصورة علي مؤلف المسلسل فقط.. ورأي البعض فيما فعله الإخوان من نقد سريع للمسلسل بأنه الصواب، لأن المسلسل ليس قصة من وحي الخيال يجب الانتظار حتي نهايتها لكنها أحداث تاريخية ظهر تزييفها منذ الحلقة الأولي وللأسف فإن مراجع المؤلف هم خصوم الإخوان وأهمهم أمن الدولة.. كما أن نقد الإخوان للمسلسل لا يعني محاربتهم للفن والإبداع.. لأن المسلسل بدأ بمجموعة من المشاهد غير الحقيقية عندما صور الإخوان بالشر المحض، بينما ظهر ضباط أمن الدولة مثالا للرحمة والعدل والإنسانية.. كما حرص المسلسل علي لصق صفة الانتهازية بالإخوان لكن الواقع الذي يعيشه المواطن وما يلقاه من مساعدة الجماعة سوف ينفي عنهم تلك الصفة. 3-بعض القراء رأوا أن شهادة وحيد حامد مجروحة بسبب عدائه المعروف للتيار الإسلامي ومسلسل العائلة الذي كتبه حامد أوائل التسعينيات خير دليل علي ذلك.. وكانت لقطة طريفة من أحد القراء عندما نفي عن الإخوان تحدثهم بالعربية الفصحي. 4-هناك أيضا من رأي أن جاذبية الجمهور للمسلسل تعود إلي موضوعه وليس لصناعته السينمائية العالية.. والبعض طالبني بسؤال الأستاذ وحيد حامد عن مدي استطاعته تقديم مسلسل عن الحزب الوطني أو حزب الوفد وما جري فيه بين نعمان جمعة وزملائه في الحزب.. وسؤال آخر:هل كانت الدولة ستسمح بإخراج مسلسل ينتصر للإخوان بينما انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب؟.. والحزب الحاكم يحاول إقصاء الإخوان من المجلس المقبل.. وينهي أحد القراء قائلا:أكبر دليل علي تبني المسلسل وجهة النظر الرسمية تجاه الإخوان هو عرض المسلسل علي تليفزيون الدولة. وتساؤل إخواني آخر:لماذا لم يعرض الأستاذ وحيد حامد المسلسل علي أسرة الراحل حسن البنا طالما يقول أنه يتحري الصدق والحيادية؟.. ولماذا لم يتكلم عن تزوير الانتخابات في الجامعة وغيرها في مسلسله؟. 5-المسلسل رائع من حيث الإخراج والموسيقي التصويرية ومواقع التصوير واختيار الممثلين وواضح أن الإنتاج لم يبخل بشيء لكن رسالة المؤلف بدت غير واضحة ومتضاربة وقد اختصرها في جملة حوارية علي لسان عزت العلايلي - المستشار- عندما قال: (الحكومات تصنع آلام الناس والأحزاب والإخوان يتاجرون بآلام الناس لكن الناس نفسهم محدش بيحس بيهم وهو ده رأيي) وقد اتفق البعض مع المؤلف في تلك المقولة لكن بعضهم رأي أن الإخوان يحاولون تخفيف آلام الناس.. وحيا البعض اختيار الطفل الذي جسد شخصية حسن البنا طفلاً ورأوه اختيارا موفقا تماما بينما رأي آخرون أن انفعاله الزائد في الكلام ولهجته المشوبة بالغرور والشدة أحياناً يختلف لما هو معروف عن الإمام البنا من لين وبساطة في الكلام. انتهت تقريبا كل ملاحظات القراء التي وصلتني، لكن أنهي بطلب أحدهم بأن أفتح الباب لرد الإخوان.. وأعتقد أنني فعلت.. كما طالبني آخرون بإجراء مناظرة بين الأستاذ «وحيد حامد» وبعض قادة الإخوان.. وردي أن هذا متروك لكلا الطرفين.