فيما يبدو أنه تحد كبير لرجل اشتراكي يواجه تحديات كبيرة وسط تراجع في شعبيته ببلاده التي يرأسها، تسلم رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو رئاسة الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يواجه الاتحاد أزمة اقتصادية، في وقت تزداد فيه حدة الأزمة الاقتصادية في إسبانيا نفسها، ولكن الرجل الذي جدد الحياة السياسية الإسبانية العام الماضي لدي فوزه في الانتخابات العام الماضي بتعيينه 9 وزيرات نساء في حقب غير معتادة مثل وزارة الدفاع وتشكيله وزارة جديدة تحت اسم «وزارة المساواة» التي رأستها وزيرة شابة تدعي فيفيانا إيدو لتحقيق المساواة الاجتماعية بين الرجل والمرأة، أكد أن أولويته الكبري خلال فترة رئاسته الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، تكمن في إخراج «الاتحاد الأوروبي» من الأزمة المالية وتعزيز التحسن الاقتصادي في أوروبا.كما تعهد ثاباتيرو بأن يجعل الشعوب تشعر بالنزعة الأوروبية بدرجة أكبر، موضحاً أن أوروبا ما زالت تواجه تحديات كبيرة لجعل اقتصادها أكثر إنتاجاً وابتكاراً واستدامة، وقال إن معاهده لشبونة التي أصبحت سارية المفعول في ديسمبر 2009 الأول ستسمح لأوروبا بالتمتع بالمزيد من الفعالية والحيوية وستساعد أيضاً علي مواصلة توحيد المواطنين الأوروبيين وكسب المزيد من دعمهم، ويكمن التحدي الذي يواجه ثاباتيرو في زيادة تأثير أوروبا في الصعيد الدولي وتعزيز التعاون والحوار والسلام، كما أن مدريد تنوي تعزيز تنسيق مكافحة الإرهاب في أوروبا خلال فترة رئاستها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي بهدف مكافحة التهديد الإرهابي بصورة أفضل. فهل يستطيع ثاباتيرو تحقيق كل تلك الأهداف الوردية للقارة الأوروبية، في الوقت الذي شهدت شعبيته بإسبانيا تراجعاً ملحوظاً وفقاً لاستطلاعات الرأي وآراء المعارضة اليمينية، حيث نشرت صحيفة «الموندو» الإسبانية الشهيرة استطلاعاً يشير إلي تقدم الحزب الشعبي اليميني بنقطتين إلي خمس نقاط علي الاشتراكيين بقيادة ثاباتيرو والغارقين في الأزمة الاقتصادية منذ عدة أشهر، وجاءت نتيجة استطلاع معهد سيجما دوس في صالح اليمين، وخلصت النتائج إلي أن الحزب الشعبي سيحصل في حال تنظيم انتخابات علي 63.6% من أصوات الناخبين، مقابل 38.5% للحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم منذ 2004 وإسبانيا غارقة في الانكماش، وقد شهد ارتفاع معدل البطالة بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، الأعلي في أوروبا، ويصل إلي قرابة 18% مع أكثر من أربعة ملايين عاطل عن العمل، بحسب المعهد الوطني للإحصاء. وصل ثاباتيرو إلي سدة الحكم في إسبانيا في أبريل 2004 خلفاً لخوسيه أثنار في الوقت الذي كان الشعب الإسباني يشعر بسخط شديد لتبعيته العمياء لسياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وإرساله الجيش الإسباني ليشارك قوات التحالف في الحرب علي أفغانستان، وبعد أن حقق حزبه الاشتراكي فوزاً مفاجئاً بعد انقلاب الناخبين علي حكومة أثنار بسبب سوء تعاملها مع تفجيرات مدريد الدموية التي أسفرت عن مقتل 200 شخص.