عشرة عملاء روس مقابل اربعة عملاء لواشنطن ..والمبادلة في العاصمة النمساوية واشنطن تؤكد: الجواسيس الروس لم يفلحوا في تسريب أي معلومات مهمة ميدفيديف يصدر عفوا رئاسيا عن اربعة عملاء لامريكا بينهم العالم النووي سوتياجين ميدفيديف بدأت روسيا وامريكا امس اكبر صفقة لتبادل الجواسيس بينهما منذ الحرب الباردة. وجرت الصفقة عبر العاصمة النمساوية فيينا حيث نقلت اليها روسيا اربعة جواسيس عملوا واشنطن، كما نقلت الولاياتالمتحدة الى العاصمة نفسها عشرة جواسيس روس اعتقلتهم في وقت سابق من الشهر الجاري. ونقلت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الامريكية عن مصادر قضائية أمريكية القول إن الجواسيس الروس العشرة الذين كانوا في قبضة السلطات الأمنية استقلوا طائرة استأجرتها الحكومة الروسية في وقت متأخر الخميس، قاصدين فيينا، وذلك بعد التوصل إلى صفقة تبادل للجواسيس بين واشنطنوموسكو، تذكّر بأجواء الحرب الباردة. وذكرت المصادر أن الطائرة تقل أيضاً عناصر من الشرطة الأمريكية، وقد أقلعت من مطار لاجوارديا في نيويورك، بعد أن اعترفوا أمام محكمة في منهاتن بتورطهم بمؤامرة للتجسس في الولاياتالمتحدة. ومن المقرر أن يتزامن وصولها مع إفراج موسكو عن أربعة متهمين بالتجسس لصالح الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي أكدت واشنطن أن الجواسيس الروس لم يفلحوا في تسريب أي معلومات مهمة. قال المدعي العام الأمريكي، أريك هولدر، إن فشل الجواسيس في نقل المعلومات دفع السلطات إلى عدم محاكمتهم بتهمة التجسس، ما فتح الباب أمام الصفقة. وشملت عملية الترحيل أيضاً أبناء الجواسيس الروس، ولكنهم لم يستقلوا الطائرة نفسها. وأكدت المصادر أن الجواسيس الروس وقعوا على وثيقة تعهد بعدم العودة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن مواصلة احتجازهم في أمريكا لا يقدم أي منفعة أمنية، ما دفع السلطات إلى مبادلتهم. وقال المصدر: "لقد وقع الروس الوثيقة بأسمائهم الأصلية الروسية، وهي فلاديمير جوريف وليديا جوريف وميخائيل كوتزيك وناتاليا بيريفرزيفا وأندري بيزوروكوف وإلينا فافيلوفا وميخائيل فاسنكوف، عوضا عن الأسماء الأمريكية المزيفة التي استخدموها، أما فيكي بيلياز وآنا شابمان وميخائيل سيمنكو فكانوا يستخدمون هوياتهم الأصلية." هذا ولم يفصح المتهمون عن كثير من المعلومات المتعلقة بطبيعة المهام التجسسية التي قاموا بها بالفعل لصالح روسيا. وعندما طلبت منهم المحكمة وصف جرائمهم، اعترف كل من المتهمين بالعمل بشكل سري لصالح روسيا، وأحيانا تحت هوية مفترضة، وبدون التسجيل كعملاء أجانب. وأقر المتهم ريتشارد مورفي أنه عاش في الولاياتالمتحدة تحت هذا الاسم المفترض منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي إلى الوقت الراهن، حيث كان يتلقى توجيهاته طوال تلك الفترة من روسيا. وحول ما إذا كان يدرك أن تصرفاته تلك كانت مشروعة أم لا، خاطب مورفي القاضي قائلا: "بلى سعادتكم، كنت أعلم أنها لم تكن أعمالا مشروعة." وفي موسكو، قالت التقارير الرسمية إن الرئيس ديمتري ميدفيديف وقع على قرار العفو عن أربعة متهمين بالتجسس لصالح واشنطن. وقالت وكالة نوفوستي الرسمية إن أحدهم، وهو إيجور سوتياجين، العالم النووي المحكوم عليه بالسجن في روسيا بتهمة التجسس لصالح الولاياتالمتحدة وافشاء اسرار الغواصات النووية الروسية، وصل إلى فيينا. ونقلت الوكالة عن آنا ستافيتسكايا محامية المتهم قولها بأن سوتياجين قد أُبلغ بأنه سوف يُطلق سراحه كجزء من عملية تبادل الجواسيس بين روسياوالولاياتالمتحدة. وتشمل القائمة أيضاً كل من عميل الاستخبارات الخارجية الروسية ألكسندر زابورسكي وجينادي فاسلينكو وعقيد الاستخبارات العسكرية الروسية السابق سيرجي سكربال. وقال مسؤول رفيع في الكرملين أن الرئيس ميدفيديف اخذ بالاعتبار ايضا ان المتهمين قضوا احكاما قاسيا، وأشار إلى سوتياجين أمضى 11 عاما في السجن وزابوروزيسكي أمضى حوالى تسعة اعوام وسكريبال خمسة أعوام نصف