جميعنا سمع الجملة الآتية في كل مراحل التعليم التي مررنا بها: «الحاجة اللي ما تفهمهاش احفظها». لكنني كان لي مبدأ آخر: «الحاجة اللي ما أفهمهاش أحسها». نجحت هذه الخطة بنسبة كبيرة، علي الأقل فيما يخص اجتيازي المراحل الدراسية. مؤخرا بدأت ألحظ فشلا ذريعا في الخطة، أشياء تحدث في مصر لا أفهمها ولا أستطيع أن أشعر بها. علي سبيل المثال لا الحصر جملة: علاء مبارك مواطن عادي. وأخيرا: مقابلة الدكتور البرادعي للسفراء الأجانب، وإحاطة فحوي المقابلة بشيء من السرية. لا أستطيع فهم جمل من قبيل: اجتماع عادي، مقابلة طبيعية، صداقة بريئة، مجرد زمالة، ده وصلها بس ما طلعش البيت، وحتي لو طلع البيت ما أبوها فوق.. ولا حاسة كمان. حين تستغلق الأمور أنتظر مقال الأستاذ «إبراهيم عيسي» لأنه بيفهمني ويحسسني في آن واحد. سيكون يوم الأربعاء 7 يوليو 2010 يوماً في حياتي أؤرخ له، حيث إنها المرة الأولي التي أظل فيها لا فاهمة ولا حاسة حتي بعد قراءة مقال إبراهيم عيسي. واخدة بالي إن النظام المصري ماشي مع أمريكا وربنا يستر علي أنظمتنا، وواخدة بالي إنه يغار عليها، ولا يحب لأي من المعارضين الاتصال بها: مالك ومال جوزي؟ إنتوا عايزين تخربوا بيتي يا خطافين المعونة؟ وواخدة بالي إن الكابوس الأبشع الذي يطارد الولاياتالمتحدةالأمريكية هو أن تتحول مصر إلي دولة ناهضة، ديمقراطية، عادلة، وأن ذلك يهدد أمن إسرائيل، وأن النظام الحالي يضع مصر تحت الاحتلال الأمريكي دون أن تبذل أمريكا الجهد لإرسال قوات عسكرية، وواخدة بالي إن المواطن الأمريكي، والأوروبي أيضا، يعيشون حياة الرفاهية بتجويع معذبي الأرض ومنهم المواطن المصري الذي يبيعه النظام الحالي للولايات المتحدة حاجة ببلاش كده. ما هو عشان كده أريد أن أعرف لماذا قابلهم البرادعي؟ هؤلاء ناس وحشة.. كخ.. فاسدون ومفسدون. لم ولن أتهم البرادعي بالضلوع في مؤامرة كونية، وعلي رأي اللي قال: ياريته يبقي مؤامرة، ده يوم المني. لكن سؤالي كان بسيطا وسهلا: قابلهم ليييييه؟ عادي؟ طب أنا وأم محمد وسيد البواب عايزين نقابلهم ونطلع كلنا بلطيم سوا. هناك احتمال متفائل أن يكون البرادعي قابلهم ليقول لهم: «ارفعوا أيديكم عن مصر، بصراحة أكتر، قوموا من فوقها الست بتنازع تحتكم، جوعتمونا لتشبعوا، عبّدتمونا لتتحرروا، أطلقتم أسدكم وقيدتم أسدنا، وردتم ماءكم صفوا وكدرتم وردنا، حلوا عن سمانا لوجه الله، عيشوا بشرف جتكوا القرف، لو كان احتلالا عسكريا لكان أسهل علي الأقل كنا سنقاوم ونديكوا علقة شبه اللي واخدينها في أفغانستان.. هع هع هاااااااع، الواحد مش عايز يحرجكم». حلو الكلام ده.. قاله؟ لو قاله، لماذا يخفي عنا قوله؟ طب ردوا عليه؟ ماذا قالوا؟ كان حماسي المبدئي للبرادعي مبنيا علي تصور أنه جاء لمصر وهي تفور بالحراك المتشظي، وأن لديه القدرة علي تجميع هذا الحراك وخلق التغيير الحقيقي منه. انتظرت طويلا، ومازلت منتظرة، ما بيكلمناش ليه؟ إحنا زعلناه في حاجة؟ حد يفهمني، أو يحسسني، أو سيبكم مني بقي، أنا حاعمل ميديتيشن وأفتح الشاكرات كلها يمكن حاجة توصل.