لعب الحظ دوراً كبيراً في تأهل المنتخب الإسباني للمربع الذهبي للمرة الأولي في تاريخه منذ عام 1950 بعد الفوز الصعب علي منتخب باراجواي في المباراة التي جمعت بينهما في ختام مباريات دور الثمانية، ورغم الظروف الدرامية التي شهدتها المباراة فإن الإسبان انتزعوا بطاقة التأهل ووضعوا حداً لعنصر المفاجآت في البطولة بعد ضحايا سقوط الكبار في المونديال وكان آخرهم خروج الأرجنتين والبرازيل ومن قبلهما إيطاليا وفرنسا. والغريب أن إسبانيا صعدت للمربع الذهبي مع أنها لم تقدم العروض المطلوبة منها باعتبارها بطل أوروبا طوال البطولة رغم انها تصدرت قائمة الترشيحات علي عكس البطولات السابقة التي كانت تقدم فيها عروضا قوية ولكنها كانت تخرج سريعا من المونديال. ومباراة باراجواي استمرار لتراجع مستوي النجوم الكبار في الفريق واعتماد الفريق فقط علي تألق اللاعبين بشكل فردي خاصة ديفيد فيا مصدر تفاؤل الجماهير الإسبانية التي دائما تعتبر اللاعب بمثابة المنقذ في المباريات الأخيرة بعد أن وصل عدد أهداف اللاعب إلي 5 أهداف ليصبح الهداف الأوحد للماتادور الإسباني في المونديال والغريب أن تألق ديفيد فيا في مباراة باراجواي في سيناريو معتاد من المدير الفني فيسنت ديل بوسكي الذي يبدأ باللاعب في مركز الجناح الأيسر وعندما تتأزم الأمور يعود اللاعب في مركزه الأصلي داخل منطقة الجزاء خاصة ان اللاعب أصبح حاليا هو الهداف الأول في تاريخ إسبانيا بعد أن تجاوز رقم راؤول التاريخي بعد أن وصلت أهداف اللاعب إلي 45 هدفا دوليا بجانب 9 أهداف في كأس العالم. أما ثاني العوامل التي ساهمت في فوز إسبانيا فهو الحارس ايكار كاسياس الذي نجح في الذود عن مرماه في أكثر من كرة خطيرة وكانت البداية مع ضربة الجزاء التي تصدي لها اللاعب في بداية الشوط الثاني والتي كان لها الدور الأكبر في الحفاظ علي النتيجة بجانب تصديه لأكثر من انفراد خلال المباراة وهو ماجعله مصدر الثقة والطمأنينة في صفوف الفريق الإسباني طوال المباراة. وكانت المباراة بمثابة مواجهة بين فريق يهاجم طوال الوقت وهو الفريق الإسباني وفريق آخر يدافع علي طول الخط من أجل الاعتماد علي الهجمات المرتدة وهو منتخب باراجواي بعد أن وضح من البداية سعي الفريق للتأمين الدفاعي مع خطف هدف وكاد يتحقق في أكثر من مرة ولكن سوء الحظ والحكم الجواتيمالي وتألق كاسياس جعلا الفريق الإسباني يبقي دائما في المباراة حتي النهاية، وتراجع مستوي نجوم المنتخب الإسباني خاصة فيرناندو توريس يطرح أكثر من تساؤل علي اصرار ديل بوسكي علي إشراك اللاعب بشكل أساسي رغم وجود أكثر من لاعب مميز علي دكة البدلاء خاصة الثنائي بيدرو رودريجيز وفيرناندو لورينتي اللذين يعدان مستقبل الهجوم الإسباني، بجانب تجاهل المدير الفني للتفكير في الدفع بسيسك فابريجاس رغم التاثير الواضح للاعب دائما عند مشاركته في الدقائق التي يشارك فيها. ولكن تبقي مباراة ألمانيا فرصة لإسبانيا لإثبات قدرته كفريق كبير خاصة أن الفريق لم يتعرض لأي اختبار من المنتخبات الكبيرة سوي أمام البرتغال فقط.