بنجاح «كاثرين بيجلو»، وحصولها علي أوسكار هذا العام، كأحسن مخرجة لفيلم «خزانة الألم»، أمام فيلم حصل علي نجاح جماهيري ونقدي ساحق، مثل «آفاتار»، يفتح ملف المخرجات اللاتي يسعين للحصول علي فرصة؛ سواء أكانت هذه الفرصة تتمثل في جهة إنتاج سخية، أو جائزة عالمية محترمة تدلل علي موهبتهن، ففي الواقع أن المخرجات بوجه عام يعتبرن الأقل فيمن يمتهن الإخراج، ربما لصعوبة هذا الفرع، والذي يحتاج لشخصية ذكورية سلطوية تستطيع الوقوف أمام مشكلات يومية أثناء التحضير والتصوير، وهو ما جعل شركات الإنتاج لا تولي اهتماماً لمخرجات يحاولن نيل فرصتهن، وبدلاً من هذا فهم يعترفون بأن النساء هن الأقدر علي معالجة موضوعات رومانسية، ومشاكل أسرية كوميدية تكون أقرب لطبيعتهن، وحتي عندما فاز فيلم «خزانة الألم» وهو فيلم ذكوري شاق يندر أن تجد فيه عنصراً نسائياً فهو يؤكد وجهة النظر هذه. تاريخ النساء المخرجات تاريخ طويل ومرهق، وبرغم البصمات التي صنعتها المخرجات في ذلك المجال فإنه لم يتم إنصافهن؛ فواحدة مثل «كاثرين بيجلو» مثلاً تعتبر مخرجة معروفة في محاولات مجتهدة، مثل «الظلام القريب»، و«نقطة الانكسار»، و«19 ك: صانعة الأرامل». وربما تؤكد مخرجة مثل «جويل هوبكنز» هذا؛ فعلي الرغم من بداية مشوارها الفني منذ أكثر من عشر سنوات، فإنها لم تخرج إلا ثلاثة أفلام فقط، هي «جورج»، وتبعته بفيلم «القفز غدا»، وكان فيلمها الأخير مع النجم «داستن هوفمان» بعنوان «فرصة هارفي الأخيرة». والحال نفسه ينطبق علي «نانسي مايرز» بأفلامها القليلة الممتازة، مثل «ما تريده النساء» مع «ميل جيبسون»، و«إنه معقد» مع «ميريل ستريب»، و«ستيف مارتن»، و«العطلة مع «كاميرون دياز»، وتنضم إليها «آن فليتشر»، والتي نجح فيلمها الأخير «عرض زواج» نجاحاً ساحقاً، وكان مع نجمة هوليوود الحسناء «ساندرا بولوك»، ولا ننسي المخرجة «جولي تايمور» عن فيلمها الشهير «فريدا» عن قصة الرسامة الإسبانية «فريدا كاهلو»، وقد قامت ببطولته وإنتاجه «سلمي حايك». حتي المخرجة «صوفيا كوبولا» وهي ابنة المخرج الكبير «فرانسيس فورد كوبولا» تعدّ أفلامها قليلة كمخرجة، علي الرغم من أفلامها الجيدة، مثل «ضائع في الترجمة»، و«ماري أنطوانيت»، وقد رشحت لجائزة أوسكار أحسن مخرجة عن هذا الأول، وسيرة الكفاح ومحاولة شقّ الطريق نحو هوليوود تتجاوز حدود أمريكا نفسها؛ فالمخرجة الإيطالية «لينا ويرتموللر» كانت أول مخرجة ترشح لأوسكار عن فيلمها «سبع جميلات»، وتتبعها النيوزيلندية «جين كامبيون» عن فيلمها الرومانسي «البيانو». لكن هذا لا يعني أن السيدات قد تخصصن بشكل كامل في الأفلام الهادئة الرومانسية، وإن كن تميزن فيها أكثر من الرجال، فالمخرجة «ميمي ليدر» أخرجت فيلم الأكشن «أعمق الأثر»، والممثلة «سالي ديلبي» كانت تتشوق لإخراج فيلم، وقد جاهدت لتحقيق هذا، حتي أنها قامت بخداع أحد المنتجين وأقنعته بأن سيناريو فيملها « أيام في باريس 2» هو فيلم رومانسي كوميدي تقليدي، وهو بالفعل كذلك، وإن كان يحمل جرأة غير عادية في التناول والطرح، وإذا كانت «ديلبي» قادمة من عالم الأضواء إلي ما خلف الكاميرا، فالأمر لا يختلف كثيراً مع «روبن سويكورد» كاتبة السيناريو الشهيرة، والتي ناضلت من أجل إخراج فيلمها الأول «نادي كتاب جين أوستن»، وواضح أن الممثلات لهن نصيب في الإخراج، ف«هيلين هانت»: أخرجت فيلمها الكوميدي الرومانسي «ثم وجدتني»، والممثلة «سالي بولي» كانت تجربتها الأولي والمثيرة مع فيلم «بعيداً عنها». من أفلام المخرجة «صوفيا كوبولا»: «Lost in Translation» مدة الفيلم: 102 دقيقة. النوع: دراما، رومانسي. بطولة: بيل موراي، سكارليت جوهانسون، أكيكو تاكشيتي. يعرض: الأربعاء القادم الساعة السابعة مساء، علي قناة mbc max.