أصدرت جامعة أسيوط أول أطلس عن التغيرات المناخية في مصر في دراسة بعنوان: «أطلس مخاطر التغيرات المناخية علي السواحل المصرية والسياسات الدفاعية الواجبة». وقال خالد عودة- أستاذ الجيولوجيا بالجامعة ومعد الأطلس- إن الدلتا المصرية من أكثر المواقع المهددة بمخاطر زيادة منسوب سطح البحر بأي قدر، وإن هذه المخاطر تجتمع مع التأثيرات الجانبية التي خلفها إنشاء السد العالي لتجعل الدلتا في خطر داهم، مشيراً إلي أن الموقف خطير ويتطلب علاجا سريعا، وأن أي تأخير يعني مزيدا من الخسائر. وأضاف: مصر تواجه نوعين من المخاطر المترتبة علي التغيرات المناخية التي تجتاح العالم كنتيجة لارتفاع المتوسط العالمي السنوي لدرجة الحرارة. أولاً: مخاطر يقينية نتيجة الارتفاع العالمي المتيقن لمنسوب سطح البحر بسبب التمدد الحراري لمياه البحار والمحيطات من جهة، وازدياد معدلات ذوبان صفائح الجليد الأرضية في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية من جهة أخري.. ثانياً: مخاطر غير يقينية نتيجة النقص المحتمل في موارد المياه العذبة بسبب الزيادة في معدلات التبخير السنوية من جهة، والتغير المحتمل في معدلات الأمطار علي هضاب النيل من جهة أخري. وأكدت الدراسة أنه طبقا للبيانات التي جاء بها التقرير الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بشئون المناخ IPCC الصادر في ديسمبر 2007 فإن درجة الحرارة سوف تزداد في العشر سنوات الأخيرة من القرن الواحد والعشرين (2090- 2099) بمتوسط يتراوح بين 8.1 ْ درجة مئوية في الحد الأدني للانبعاثات (وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً)، و4 ْ درجة مئوية في الحد الأقصي للانبعاثات (وهو السيناريو الأكثر تشاؤماً).. وأن هذا الارتفاع سوف يتسبب في انقراض الأنواع وتحطم الشعب المرجانية، وأكدت الدراسات أن نحو 20 إلي 30% من أنواع النبات والحيوان سوف تتعرض للانقراض إذا ما تجاوزت الحرارة متوسطها السنوي العام وهو بين 5،1 و 2.5 درجة مئوية عما كانت عليه خلال الفترة من 1980- 1999. وفي حالة الزيادة بمقدار 3.5 درجة مئوية فمن المتوقع اختفاء 40- 70% من الأنواع حول العالم. وقال مصطفي محمد كمال- رئيس الجامعة- في تقديمه للأطلس: إن الدراسة تقع في نحو 935 صفحة ملونة منها 728 صفحة تضم خرائط طبوغرافية تفصيلية وجغرافية للسواحل والشواطئ المصرية في وضعها الراهن، ثم وضعها حال ارتفاع منسوب سطح البحر. مضيفاً: جامعة أسيوط قامت بطباعة ونشر هذا الأطلس بغرض وضع الحقائق المتعلقة بالتغيرات المناخية وتأثيرها في السواحل المصرية أمام الباحثين والخبراء وأصحاب القرار لحماية الدلتا وباقي السواحل المصرية من مخاطر ارتفاع منسوب سطح البحر، أو الحد من هذه المخاطر.