خبراء: القضاة بشر.. ولكن القانون يوجب تنحِّيه فى واقعة غير مسبوقة قد يترتب عليها تبعات قانونية، أبدى المستشار محمود الرشيدى رئيس محاكمة القرن، تأثره بكلمات اللواء عدلى فايد فى نهاية مرافعته عن نفسه، وبلغ منه التأثر درجة البكاء وحاول إخفاء دموعه، وذلك عقب إنهاء المتهم دفاعه عن نفسه بقوله «لا أخشى عقوبة، ولكن أخشى الله وحده، وأذكر نفسى والباقين بأنه من رأى مظلومًا ولم ينصفْه وعلم العدل ولم يحققه فهو فى ظلمات يوم القيامة»، ثم انهمر فى البكاء وهو يطالب المحكمة بأن تظهر براءته أمام الجميع، قائلا: «والله العظيم والله العظيم لم أتلق أى تعليمات أو تلميحات لقتل المتظاهرين أو التصدى لهم بالعنف»، واختتم «سيدى القاضى اقضِ ما أنتَ قاضٍ به، وإننى يا سيدى وزملائى فى قفص الاتهام على يقين بأنكم لستم قضاة أوراق وحسب، بل أنتم قضاة بشر». وتسببت كلمات فايد فى بكاء المستشار الرشيدى، الذى حاول إخفاء دموعه بمسح وجهه بمنديل، وخلع نظارته ورفع الجلسة للاستراحة لمدة 20 دقيقة على أن تعود للاستماع إلى دفاع اللواء حسن عبد الرحمن عن نفسه. وتعقيبًا على واقعة «بكاء الرشيدى» قال عصام شيحة المحامى بالنقض والأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إنه فى حالة ثبوت الأمر فإنه يتعين على المستشار محمود الرشيدى التنحى عن المحاكمة، مضيفا أنه فى هذه الحالة لا يعد القاضى طرفًا محايدًا، وإن كان فى النهاية هو بشر وقد يتأثر، لكن القانون يوجب تنحيه، لأن موقفه يعنى انحيازه لطرف دون الآخر، والذى قد لا يتقبل بدوره أى حكم لتيقنه أن القاضى لم يكن يقف فى صفه فى أثناء الجلسات ومتعاطفا مع خصمه. المستشار عبد الرحمن بهلول، رئيس محكمة استئناف طنطا وعضو مجلس القضاء الأعلى السابق، قال من ناحيته: إنه فى حالة تأثر أحد القضاة بأى شكل من الأشكال، سواء لبكاء المتهم أو لأى سبب آخر خلال نظر القضية يكون هو نفسه صاحب التقدير باستمراره فى نظر القضية أو التنحى عنها، موضحا أن القاضى فى النهاية بشر، وقد تصدر منه أو تغلبه أى ردود أفعال وقتية، لكن قراره فى النهاية يكون من يقينه، وبما ورد فى أوراق القضية، بالإضافة إلى أن رأى المحكمة يكون فى النهاية بإجماع الهيئة المكونة من رئيس المحكمة وعضو اليسار وعضو اليمين. من جهته استبعد المستشار مدحت إدريس، رئيس المكتب الفنى لمحكمة استئناف القاهرة، بكاء المستشار محمود الرشيدى، رئيس دائرة محاكمة القرن، مؤكدًا أن ذلك لا يجوز أن يحدث من أى قاضٍ كرد فعل مباشر، يشير إلى تكوين رأى أو عقيدة سابقة للقضية قبل إصدار الحكم فيها.