بمجرد أن أطلق الحكم الجواتيمالي كارلوس باتريس صافرة انتهاء مباراة الجزائر وسلوفينيا أمس الأول «الأحد» حتي عرف ملايين المصريين أن حلم التأهل لمونديال 2010 قد ضاع أمام فريق أقل ما يوصف به أنه لا يستحق اللعب في المونديال. خسارة المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا بهدف روبرت كورين لم يكن السبب في هذا الشعور الذي تأكد منه المصريون، لأن الهزيمة واردة لأي فريق، لكن المنتخب الجزائري كان بلا شخصية أمام فريق ليس من الكبار في أوروبا.. المنتخب الجزائري ركن للدفاع طوال ال35 دقيقة في الشوط الأول وترك رفيق جبور وحده وسط مدافعي سلوفينيا وكان الخوف والحذر المبالغ فيهما مصدر تساؤلات الجميع خاصة أن المنتخب السلوفيني «عادي» لا يضم نجوماً من أصحاب الأسماء الكبيرة ولا لاعبا صاحب مهارات خاصة وأراهن أن المصريين لم يحفظوا اسم أي لاعب سلوفيني حتي كورين صاحب هدف الفوز. منتخب يلعب في نهائيات كأس العالم يدافع فقط ولا يصنع سوي فرصة حقيقية للتهديف طوال 90 دقيقة وهو المنتخب الوحيد الذي فعل ذلك في كل المباريات التي أقيمت حتي الآن ولم ينافسه في ذلك سوي منتخب سلوفينيا الذي لعب بحذر أيضاً رغم أن كل فريق كان من المفترض أن يسعي للفوز، لأن المباراة هي الأسهل لهما قبل مواجهة إنجلترا وأمريكا. ورغم الدفاع الجزائري المبالغ فيه جاء هدف سلوفينيا من عمق الدفاع وفي غياب تام للرقابة علي روبرت كورين الذي تسلم الكرة أمام منطقة الجزاء وسددها دون مضايقة، صحيح أن الكرة كانت ضعيفة لكن، الحارس فوزي شاوشي الذي تألق أمام المنتخب الوطني في السودان أساء تقديرها فسكنت شباكه. طرد عبدالقادر غزال في الدقيقة 73 وخطأ فوزي شاوشي لم يكن سبب هزيمة المنتخب الجزائري، لكن الخوف وعدم الثقة في القدرة علي تحقيق الفوز كان وراء الهزيمة التي يمكن أن تتكرر أمام إنجلترا وأمريكا الأفضل جداً من منتخب سلوفينيا. الأداء الجزائري كان الأسوأ بين المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال حتي الآن وقد تكون المباراة هي الأسوأ في البطولة التي مازالت في بدايتها، لأن رابح سعدان المدرب العجوز نسي أن كرة القدم ليست دفاعاً فقط، لكن إذا أردت ألا تهتز شباكك عليك أن تهاجم بإيجابية وهو ما لم يفعله الجزائريون طوال المباراة وحتي الفرصة الوحيدة التي أهدرها رفيق حليش في الشوط الأول كانت من ركلة ركنية ولم تكن من جملة تكتيكية نفذها لاعبو الجزائر. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا كان المنتخب الوطني سيفعل لو لعب أمام المنتخب السلوفيني ونحن هنا لا نتحدث عن نتيجة لأن الفوز وارد والهزيمة واردة في أي مباراة، لكننا نتحدث عن الأداء وبكل تأكيد كان المنتخب الوطني سيقدم أداء أفضل وعلي الأقل لم يكن سيدافع كما فعل المنتخب الجزائري، لكنه كان سيهاجم ويجبر المنتخب السلوفيني علي التراجع مثلما حدث مع كل المنتخبات التي واجهها أبناء حسن شحاتة في نهائيات الأمم الأفريقية الأخيرة في أنجولا. المنتخب الوطني له طبيعة أداء لم يكن سيغيرها لو لعب أمام سلوفينيا، لأن ثقة اللاعبين والجهاز الفني لا حدود لها بعد الفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية والعروض المشرفة في بطولة القارات، عكس المنتخب الجزائري وهو ليس بطلاً ولم يتأهل لنهائيات الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008 وبالتالي افتقد لاعبوهم الثقة ودعم رابح سعدان فقدان الثقة بالاعتماد علي أسلوب أداء عفي عليه الزمان ولم يعد له مكان في الكرة الحديثة. الذين شككوا في فوز مصر علي الجزائر 4/صفر في نهائيات الأمم الأفريقية بأنجولا وأكدوا أن الفوز تحقق بسبب النقص العددي للاعبي الجزائر بعد طرد ثلاثة لاعبين عرفوا الآن أن الحظ ساند المنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة بالسودان، لذلك تأهل لنهائيات كأس العالم ولم يكن تأهله لأنه الفريق الأفضل.