3 سنوات تمر على التخلص من مبارك وابنه وإعلانه تخليه عن حكم مصر الذى أراده أن يكون عائليا، وذلك بعد خروج الملايين تطالب بإسقاطه وإسقاط نظامه الذين حولوا البلاد إلى مرتع للفساد. لكن بعد 3 سنوات هل سقط نظام مبارك؟
للأسف الشديد.. سقط مبارك لكن نظامه لم يسقط، حيث الذين أداروا البلاد بعد ثورة 25 يناير لم يكونوا على مستوى الحدث الكبير وعلى مستوى طموحات الشعب، الذى استطاع أن يصمد ضد مبارك ونظامه ورجاله الفاسدين فى التشبث بالحكم حتى آخر نفس.
لم يستطيعوا استغلال الفرصة الكبرى فى انتقال كبير بمصر إلى مصافّ دول أخرى فى الديمقراطية والتنمية والتقدم.
كانوا ينظرون تحت أرجلهم.. ولم ينظروا إلى مستقبل وطن.
فكان تأثير عصر مبارك فى الاستبداد الذى أدى إلى تجريف البلاد منعكسا تماما على الذين أداروا البلاد.
فمن ثم كان ارتباك وتخبط فى مسيرة البلاد بعد إسقاط مبارك.. وهو ما ساعد جماعة منظمة مثل الإخوان للسيطرة وسرقة الثورة، وساعدها أيضا ضعف القوى السياسية والحزبية بما فيها أحزاب تدعى أن لها تاريخا.. لكنها كانت فى النهاية تعمل فى خدمة السلطة.. ولعل ما فعله السيد البدوى بحزب الوفد سواء كان فى عصر مبارك أو حتى مع الإخوان «دعكم من انضمامه إلى جبهة الإنقاذ بعد ذلك وادعاءاته (!!) فقد كان معطلا أيضا فى تلك الجبهة فى مواجهة الإخوان»، وحتى موقفه الآن.
ومن هنا كان الارتباك أيضا فى محاسبة مبارك على استبداده وفساده.. وفساد رموز نظامه.
فلم يكن هناك محاسبة حقيقية لمبارك على فساده واستبداده وتم تقديمه للمحاكمة بأوراق مهلهلة.
ولم يكن هناك نيات جادة لاستعادة الأموال المهربة لمبارك ونظامه.
ولعله كانت فرصة للإخوان عندما يتولون السلطة للوصول إلى اتفاقات من تحت الترابيزة لتصالح مشوه مع نظام مبارك ورجال أعماله، الذين مارسوا النفاق مع الإخوان «راجعوا ما حدث فى جمعية ابدأ مع حسن مالك»، وذلك لصالح الجماعة لا لصالح الوطن كعادة الإخوان الذين أعلوا من الجماعة على حساب الوطن والشعب.
فقد كان الفشل سمة هذه المرحلة.. سواء كانت خلال فترة المجلس العسكرى أو حكم الإخوان..
فكان الشعب القائد الذى خرج ليرفض هذا الفشل..
ويجبر المجلس العسكرى على إجراء انتخابات رئاسية.
ويطيح بحكم محمد مرسى وإخوانه ويسقطهم كما أسقط مبارك.
لكن تظل محاولات من هؤلاء وهؤلاء لتصدّر المشهد مرة أخرى.. وإن كان رجال مبارك يسعون إلى استعادة وجودهم تحت زعم مشاركتهم فى التخلص من الإخوان، رغم أن نظامهم هو الذى منح الإخوان القوة.. وأن مبارك قبل رحيله قد اتفق معهم عبر مندوبه ونائبه عمر سليمان فى أثناء أيام الثورة.
لكن الشعب يرفض كل من أفسد وساعد على الاستبداد.
فمصر بلا مبارك لن تعود أبدا إلى الاستبداد.
فأصبح هناك انتخابات تنافسية بجد.
وهناك دستور يحمى تلك التنافسية.
والشعب تعلم من تجربته بعد ثورة 25 يناير ومن خلال حكم الإخوان وثورته عليهم فى 30 يونيو.
لقد انتهى زمن مبارك.
وانتهى زمن الإخوان.
والشعب يصر على الديمقراطية.
والشعب يصر على انتخابات نزيهة.
والشعب يصر على اختيار رئيس يحترم شعبه.
ولعل من يسعى إلى منصب الرئيس قد تعلم من الشعب الذى لم ولن يسكت عن حقوقه.