مباحثات ومشاورات بين مسؤولى وزارة الداخلية وقيادات مديرية أمن القاهرة، لبحث آليات العمل فى المديرية بعد التفجير الأخير الذى استهدف المبنى، وتسبب فى سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى تدمير جزء كبير من المبنى، وتناولت المناقشات بشكل أساسى المقر الجديد للمديرية، خصوصًا أن آثار الانفجار تسببت فى تصدع المبنى بالكامل، مما يجعل ترميمه أو الاستمرار فى العمل به أمرًا مستحيلًا، حيث تم بحث عملية نقل العمل إلى أماكن أخرى، وتم وضع عدة تصورات لعملية النقل والأماكن المقترحة لاختيار الأنسب، وتم خلال المباحثات الاستقرار على موقعين يتم حاليًّا المفاضلة بينهما، إذ وقع الاختيار على أكاديمية الشرطة فى العباسية، ومبنى مديرية أمن حلوان سابقًا، وتجرى حاليًّا دراسة الموقف لتحديد الأنسب بينهما، من حيث الموقع والمساحة، ويأتى ذلك فى ظل تأكيدات من قيادات مديرية أمن القاهرة بأن أجهزتها الأمنية لا تزال تعمل بكفاءة بعيدًا عما حدث لمبنى المديرية. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت قرابة الساعة السادسة والنصف صباح يوم الجمعة 24 يناير الماضى بالقرب من الباب الرئيسى لمديرية الأمن، وأحدث الانفجار دويًّا هائلًا، وهرع الأهالى إلى محيط منطقة مديرية أمن القاهرة بعد تردد أنباء عن وقوع الانفجار أمامها، وساعدوا ضباط وأمناء الشرطة والقوات الموجودة بالمديرية فى نقل زملائهم المصابين إلى المستشفيات، وإنقاذ آخرين من زملائهم من تحت الأنقاض، وتسبب الانفجار فى استشهاد عدد من مجندى الشرطة، وسقوط عدد كبير من المصابين.
وتسبب انفجار مديرية الأمن فى تحطيم واجهة مبنى المديرية، كما تسبب فى اقتلاع الباب الأمامى، ونتج عنه حفرة بعمق ثلاثة أمتار وبقطر 3 أمتار، كما تسبب فى أضرار بمكاتب مدير الأمن اللواء أسامة الصغير، واللواء جمال عبد العال مدير المباحث، وإدارات المباحث الجنائية والعمليات ومكاتب مساعدى مدير الأمن وعدد من المكاتب الإدارية، وأيضًا تسبب الانفجار القوى فى تحطيم واجهة متحف الفن الإسلامى المقابل لها، وحسب شهود عيان، فإن الانفجار أدى إلى كسر شبكة المياه فى المتحف، مما تسبب فى غرق كثير من الكتب والمخطوطات النادرة، بينما انتقل وزير الآثار إلى مقر المتحف لتفقد الأوضاع على الطبيعة، كما تسبب أيضًا فى تحطيم عدد من واجهات المبانى المجاورة للمبنى.
من جانبه قال مصدر أمنى إن الانفجار الذى وقع فى مبنى مديرية أمن القاهرة هو الأول من نوعه الذى يطول مبنى المديرية منذ إنشائها، مضيفًا ل«التحرير» أنه حتى وفى ظل الظروف الأمنية التى تزامنت مع أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، فلم تعبث العناصر الخارجة عن القانون بمبنى المديرية الملاصق لمقر محكمة جنوبالقاهرة.