يستكمل المصريون، الأربعاء، الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، الذي يتواكب مع ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهنا نعود بالذاكرة لأول استفتاء تم في عهده. وتحل ذكرى ميلاد جمال عبدالناصر ال96 مع خروج المصريين للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، متذكرين كلماته وقت إعلانه نتيجة أول استفتاء صوّت عليه المصريين، عام 1956، وحاز على «نعم» ب97.6%. وقتها خاطب عبدالناصر، المولود في 15 يناير 1918، المصريين، والبسمة تعلو وجهه، والنظر إلى المستقبل يسيطر على ملامحه: «سنسير في الكفاح المقدس، سنسير في الزحف المقدس مضحين بدمائنا ومضحين بأرواحنا، مضحين بأجسادنا ومضحين بحياتنا، من أجل الحصول على الأهداف الغالية، التي ضحى فى سبيلها إخوان لنا سبقونا في الجهاد، وهي التي ضحى فى سبيلها آباؤنا وأجدادنا». عرفه المصريون رئيسًا يدافع عن حقوق الفقراء، وهو لم يكن يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وكان يتغنى خلالها بقدرات الشعب، مشيدًا بكفاحهم «على مر الأجيال»، يستمد عزيمته من خلالهم لأنه «لم تؤثر فيه المحن وقضى على الأمم الطاغية، التي تحكمت فينا، ولكنا نستطيع أن نقول اليوم إن حيويتنا قائمة، وإن قوتنا قائمة، لم تتأثر ولم تتفكك ولم تنته ولم تضعف». وقبلها ب5 أشهر خاطبهم مهنئًا إياهم بمواد دستور 1956: «هذا يومكم.. من أجل هذا اليوم كافح الشعب، من أجل هذا اليوم كافح الآباء والأجداد، من أجل هذا اليوم سقط شهداؤنا» واعتبر عبدالناصر أن «الدستور الذي نعلنه اليوم هو تتويج لكفاح هذا الشعب على مدى السنين والأيام.. نعم.. لقد كافح هذا الشعب سنينًا طويلة لم يسلم ولم يستسلم، رغم ما قابله من صعاب لقد كافح هذا الشعب ضد الاستبداد وضد الاستعباد وضد السيطرة وضد التحكم، لقد كافح هذا الشعب، لينال حقه فى الحرية والحياة، فإذا كنا نحتفل اليوم بالدستور فإنما نتوج هذا الكفاح، كفاح هذا الجيل وكفاح الأجيال الماضية، كفاح هذا الجيل وكفاح الآباء والأجداد». ولم يكتف عبد الناصر وقتها بتلك الكلمات في الخطاب، بل رأى حينها أنه في هذا اليوم «ترتفع سيادة الشعب، ليحكم الشعب بأمر الله وبروح الله، ليعمل الشعب وليبني وينشئ ويعمر، من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو إقامة عدالة اجتماعية وبناء مجتمع تسود فيه الرفاهية والمساواة بين الناس». يومها انتخب في 24 يونيو 1956رئيسًا للجمهورية بالاستفتاء الشعبي، وفقًا لدستور 1956، وفي 22 فبراير 1958 أصبح رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، حتى الانفصال، التي قام بها أفراد من الجيش السوري في 28 سبتمبر 1961. وظل رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في 28 سبتمبر 1970.