يحرص أهالي العاصمة الثانية علي تمييز وقفاتهم واعتصاماتهم حتي كادت تصل ذات مرة إلي الوقوف بالملابس الداخلية في وجه المحافظ أحدى الوقفات الأحتجاجية تحول رصيف ديوان محافظة الإسكندرية إلي قبلة للرفض والاحتجاج، يقصدها أهالي العاصمة الثانية كل صباح تقريبًا في الآونة الأخيرة لإعلان غضبهم علي الحكومة.. أسوة برصيف مجلس الشعب في القاهرة.. وصار الإسكندرانية يتفننون يومًا بعد يوم في تنظيم وقفاتهم الاحتجاجية وإضراباتهم بشكل يميزهم.. كاد يصل إلي حد الوقوف بالملابس الداخلية الذي هدد به أهالي طوسون. وقد شهدت الشهور الأخيرة وحدها عشرات الاعتصامات والإضرابات والوقفات الاحتجاجية أمام ديوان المحافظة بشارع فؤاد، أشهرها اعتصام أهالي مساكن البتروكيماويات بمنطقة العامرية احتجاجًا علي تعطيل تنفيذ قرار المحافظ بنقلهم إلي مساكن إيواء من مساكنهم الآيلة للسقوط.. وكشف الأهالي عن وجود قرار بنقل السكان إلي مساكن الكيلو 26 و21 والنوبارية وإزالة المساكن منذ عام 2001، إلا أن المحافظة قامت بنقل ساكني 40 وحدة فقط من أصل 50 وحدة، علمًا بأن الوحدة السكنية الواحدة تحتوي علي 28 شقة، مما يعني أن المساكن الآيلة للسقوط ما زال يعيش بها حوالي ألف و500 شخص. كما شهد ديوان المحافظة وقفة شباب الخريجين العاملين بمشروع أسطوانات الغاز، احتجاجًا علي قرار الشركة المنفذة للمشروع بسحب المخازن التي قامت الشركة بتسليمها لهم، وإخلائها وإلقاء محتوياتها في الشارع، حيث طالبوا بتدخل سامح فهمي وزير البترول لإنقاذهم. كما شهد ديوان محافظة الإسكندرية اعتصام موظفي الأحياء لرفع حوافزهم أسوة بباقي زملائهم الموظفين بالضرائب العقارية ووزارة المالية، حيث إنهم يعملون منذ 15 سنة بينما رواتبهم لا تزيد علي 220 جنيهًا، وطالب المتظاهرون بزيادة رواتبهم حتي يعيشوا حياة كريمة مثل باقي زملائهم، منعًا لإثارة الأحقاد بينهم. كما اعتصم عشرات الأطفال والشباب مجهولو النسب، أمام المحافظة بسبب سرقة حقوقهم واستغلالهم داخل دار إيواء «جمعية العروة الوثقي» بعد طردهم من الدار، وطالبوا بضرورة مساعدتهم في الاستقرار، وبناء حياة نظيفة بعيدة عن الشارع والمخدرات، واتهموا الدار بالاستيلاء علي تبرعات بالملايين لم يحصلوا منها علي شيء. وطالبوا بإيجاد مأوي خارج الجمعية بعد بلوغهم السن القانونية للخروج من الدار حتي لا يعودوا إلي الشارع، والمبيت بدورات المياه العامة، والعمل في بيع المناديل وتلميع السيارات في الإشارات والجراجات. وامتدت الاعتصامات أمام ديوان المحافظة إلي سائقي الحناطير بعد أن منع المحافظ سيرهم في الشوارع، تقدم بعدها أكثر من 400 سائق حنطور بشكوي إلي وزير السياحة مما لحق بهم من خسائر.. بل تطور الأمر إلي ملاحقتهم في الشوارع والأزقة والقبض علي أكثر من 12 سائقًا والتحفظ علي نفس العدد من العربات والأحصنة داخل الحضانة دون طعام، وتوقيع غرامة قدرها 1010 جنيهات للإفراج عنها، مما أدي إلي وفاة حصانين جوعًا داخل الحضانة. آخر الفئات التي تتوافد علي قبلة الاعتصامات في الثغر هم أهالي توشكي، الذين نظموا اعتصامًا قبل عدة أيام أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بحقهم في العيش لا أكثر، حيث وصفوا حياتهم بالبائسة، وقالوا إنهم يعيشون في توشكي بلا مياه وسط الحشرات والفئران والقمامة وإن بيوتهم الآيلة للسقوط ملاصقة لحافة الجبل، وإنهم بانتظار تكرار كارثة الدويقة، واتهموا المحافظ بأنه يقف معهم في طابور المنتظرين للكارثة دون تحرك.