تعليقًا على قرار الحكومة إعلان جماعة الإخوان «منظمة إرهابية»، قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثانى، إن «هذا أمر يخص السلطات، وليس لدىّ أى تعليق على هذا الشأن»، مضيفًا خلال لقائه بالصحفيين المتابعين للشأن الكنسى، أول من أمس خلال نهاية دورة تدريبة عن «ثقافة السلام»، نظمها المركز الإعلامى للكنيسة بالتعاون مع نقابة الصحفيين، أن الانتخابات البرلمانية تحتاج إلى وجود أمنى مكثف، «ولذلك أميل إلى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية». تواضروس قال إنه سيقول رأيه فى الدستور من خلال الصندوق، ولن يعلن عنه، وأن كل شخص فى الكنيسة يعبر عن رأيه الشخصى، ولا يعنى ما يقوله إنه يعبر عن رأى الكنيسة.
وبخصوص ترميم الكنائس، قال بابا الإسكندرية إن الدولة تقوم بدورها، وهناك خطة والدولة تقوم بدورها بقدر المستطاع، مضيفًا «لا أستطيع أن أوجه اللوم لها على أى تقصير، وهناك خطة عاجلة أنجزنا منها 85 أو 90 بالمئة، وأى تبرعات تم توجيهها للأفراد»، مشيرًا إلى أن الوطن مجروح مثل شخص مريض ليس فى لياقته البدنية ولا يمكن أن أطلب كل شىء الآن.
البابا أكد أن العلاقات بين الكنائس المختلفة طيبة يسودها الاحترام على مستوى الكنائس والرئاسات، وأوضح أن قانون بناء الكنائس سيفعل وفقًا لجدول زمنى، ولن يكون الوضع على ما كان عليه سابقا مثل بناء الكنائس بعد مرور عشرات السنين، من تقديم الطلبات، مستطردًا أن جلسات الصلح العرفية «أمر محلى»، لأن القانون ضعيف أو تطبيقه غائب، وبالتالى نطالب مثل كل المصريين إعلاء قيمة القانون، مشيرًا إلى أن سبب تقدم الدول هو تطبيق القانون، وأن المجتمعات لا تبنى إلا بالقانون والتعليم والإعلام البناء.
بطريرك الكرازة المرقسية أكد أن مخاوف الأقباط هى مخاوف كل المصريين بصفه عامة مصر، مؤكدا أن مصر وطن تاريخى سار على أرضه السيد المسيح، قائلًا «نقول عمار يا مصر، فنحن محفوظون فى يد الله»، متمنيًّا للمصريين أن يهدأ المجتمع فى 2014، لافتًا إلى أن الشعب المصرى قوى ويعرف طريقه، وقام بثورتين شعبيتين، مضيفًا «شعبنا صبور ويتحمل وعنده طاقة، ولا يقبل أى شكل من أشكال التحكم»، وقال مازحًا إن رقم 14 رقم جميل أحسن من 13 متوقعًا فيه الخير لمصر وعودة الهدوء.
كما طالب البابا بإبعاد المدارس والجامعات، وأن تكون لها حرمتها مثل المساجد والكنائس عن الأحداث السياسية، وأن تعود العملية التعليمية إلى طبيعتها.
وعن الاحتفالات بالعيد، قال إن من يريد أن يحضر عليه أن يطلب لتوجه له دعوة، مضيفًا «أنه ليس من عادة الرؤساء حضور الاحتفال بالعيد إلا أننا نعرف محبتهم ومشاركتهم»، وعن الحكم فى حادثة الخصوص قال «لا تعليق على أحكام القضاء ونثق بالقضاء المصرى، وهذا حكم أول درجة». وعن زيارة القدس، قال البابا تواضروس إنها «قضية شائكة»، موضحًا أنه يوجد إلى حد ما تطبيع ما بين حكومة مصر وإسرائيل منذ زيارة الرئيس السادات القدس، لكن التطبيع ما بين الشعبين لم يتم، مضيفًا أنه لو سافر الأقباط لوحدهم سيعتبره العدد الأكبر من المصريين خيانة على الرغم من أن الرئيس أبو مازن طلب أكثر من مرة الذهاب للقدس إلا أنه حتى الوضع الحالى ما زال القرار ساريًّا، موضحًا أن العلاقة بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والأرثوذكسية الروسية جيدة، وجارٍ تحديد موعد لزيارة الكنيسة هناك.