هل علقت يوما في زحام القاهرة المعتاد محشور داخل سيارتك ... فدلدلت راسك من الشباك عشان تشوف في ايه.. لقيت في شاب جاي من آقصى اليمين عشان يلف اليو ترن من غير ما يقف في طابور العربيات اللي حتلف فقفل الشارع و عطل الدنيا؟ إنه أبن الناصحة أكيد و أنت واقف على الرصيف مستني الميكروباس قابلت ذلك المواطن الزج اللي جه وقف قدامك عشان يركب قبلك و بعدين يجي واحد قدامه و فجأة تلاقي نص الركاب المنتظرين نزلوا من على الرصيف و بقم في نص الشارع عشان يبقوا الاقرب لباب الميكروباس بغض النظر مين جه الأول ... إنهم ولاد الناصحة
قليل منكم اللي بيفكر أنه يعدي من عند عبور المشاة و كلكم يا إما ضاربين نسخ ويندوز أو مش شايفين أن ضربها سرقة و حرام لأنه إعتداء على قوانين الملكية الفكرية (ملكية فكرية !!هي هي هي هي ضحكة رقيعة و أوعى حد يقولي فكرية دي تبقى خالتك لان خالتي أسمها رودينة)...
فكر كدة تقف في إشارة حمرا أو تمنع واحد من أنه يرش سبراي على علامات إرشادية...أو أتكلم مع اب بيودي بنته حضانة متكلفة عشان يعلمها إحترام النظام عشان يبطل ياكول (اه و الله بيقولوا كدة) الحتة الصغيرة دي عكس عشان ياخد بنته فيعرض بنته و الأطفال للخطر.. حيبص لك نظرة شفقة و أنك مسكين.. أنه أبن الناصحة
تستبيح الغش في الأمتحانات بل و تراه واجب قومي.. فتحصل على مجموع في الأصل مش بتاعك يحجز لك مكان في كليه بدل واحد تاني زميل ليك يستحق و مش بيغش.. يمكن عشان حرام.. يمكن عشان ما بيعرفش.... حتخش الجامعة المدعمة و مش حتحضر طبعا.. حتقعد تحب في سوسو على البانشات اللي ورا تجارة إنجليزي.. و تبقى فرحان اوي أنك رايح من الجامعة و جاي من الجامعة لانك ... أبن الناصحة
و قائمة إعتداء المواطن على الدولة طويلة.. فالدولة عند المواطن هي السلطة المتغاشمة الشريرة (اللي نفسه يبقى زيها عشان يعرف يعيش) و المواطن عند السلطة هم مجموعة من القوم اللي حظهم وحش أنهم مش في السلطة.. مستعبد و طلباته كتير...ده فكر تم غرسه في التراث و تتوارثه الأجيال.. فسفهت الأمانة و أصبح من يطبق أبسط القوانين الحياتية مش ناصح و عبيط...
لو شايف أنك مش أبن الناصحة الغارق في نظريات المؤامرة عشان يستبيح أفعاله الطفولية المشينة.... و أنك بتكافح يوميا من أجل أن تلتزم بالعقد المبرم بينك و بين الدولة و بينك و بين زمايلك المواطنين.... تعريف الوطن واضح ليك..تعريف المواطن مافيهوش خلاف عندك... لا تدخر جهدا في منع أبن الناصحة من سرقة حقك أو حق غيرك أو سرقة الوطن...لانه ببساطه مش بتاع أهله (و لا أهلك أنت كمان)...
إذا فأنت من القلة المؤهله لخوض معركة الدستور....أنت من القلة التي تنتظر تلك الوريقات ليسن من خلاله القوانين التي تعظمها و تقدرها منذ زمن بعيد (مش فجأة أكتشفت أنك اصلا واد قانوني و دستوري) رغم مقاومة محاولات ولاد الناصحة إحباطك
أما إذا كنت من هؤلاد العاطفيين اللي بيشجعوا مصر و كوكا كولا معاهم... نازل الإستفتاء بنظرية كيدا العزال أنا من يومي... كل هدفك في الحياة أنك تنكد على الفريق التاني و طز في الوطن (مع الإحتفاظ لحقوق الملكية الفكرية) و طز في المواطن... أو تكون من هؤلاء اللي شايفين أن معركتنا مش دستور و أن دول عظيمة زي إنجلترا عايشة من غير دستور.. و أن معركتنا تطهير المؤسسات أو محاربة الفساد.. ... فأقعد في بيتكم... و ما تخليش حد يبتزك دينيا (أنك لو شاركت تبقى خاين لدم الشهدا) أو يبتزك وطنيا (آنك لو ما شاركتش تبقى خاين لدم الشهدا برده!!) و إياك و ... ولاد الناصحة
