راقص فى فرقة الرقص المسرحى الحديث التى أسّسها وليد عونى عام 1992، وخريج المعهد العالى للباليه، وبيت فنى ملىء بالكتب، هى مفاتيح شخصية مصمم الرقصات والمخرج مناضل عنتر، الذى قرر أن يخوض تجربة صعبة بتحويل رواية «مولانا» للزميل إبراهيم عيسى إلى عرض راقص، يعبر عمات يدور داخل بطلها بحركات الجسد، وهى لغته التى يجيدها. مناضل عنتر يقول ل«الدستور الأصلي»: «دائما ما أواجه مشكلة مع المشاهير، هناك نوعية منهم يتعالون على مَن يحدثهم، لكنى فى حياتى لم أرَ كل هذا الكم من الود مثلما رأيت من إبراهيم عيسى، الذى وصلتُ له عن طريق بعض الأصدقاء وطرحت علية فكرة تحويل رواية (مولانا) إلى عرض راقص، وظل يسمع رؤيتى على مدار ساعة كاملة انتهى بعدها بأن منحنى التنازل عن حقوق عرض الرواية على المسرح. أرى أن هذه بساطة وتقدير للشباب والأفكار الجديدة، وربما لو جاءت المقابلة على شكل آخر فلن نكون مجتمعين هنا الآن، والمطلوب من المشاهير عموما دعم الشباب وأفكارهم». وصف المدير الفنى للفرقة حالته عندما جاءته الفكرة بقوله: اتخضيت، عندما واتتنى فكرة تحويل الرواية إلى عرض راقص، فأقلّ وصف يمكن وصف الرواية به هو أنها «مخيفة» حتى لو تم تنفيذها كمسرحية فتحتاج إلى معالجة قوية، فما بالك بالرقص الذى يعد أصعب من الكتابة فى التعبير.
وعن الفرقة والتجرية والمزج بين الرقص المسرحى والرقص الحديث أوضح عنتر: «وليد عونى هو أبو الرقص المسرحى الحديث، هو الذى قامت الفرقة على أكتافه، لكنه كان يعطى مساحة للرقص أكثر من التمثيل، ونحاول حاليا أن نزيد مساحة التمثيل بشكل أكبر». ويتابع مناضل حديثه عن أسباب اختياره لهذه الرواية بالتحديد فيقول: «الاختيار يرجع فى المقام الأول إلى ثرائها، إذ تجد داخلها المعتزلة والشيعة، والأهم هو تصوير الشيوخ بصفتهم البشرية المليئة بالأخطاء لا كما يراهم مريدوهم، عيسى خلع عن الشيوخ عباءة القدسية والهاله الدينية، والأهم من هذا وذاك هو الجوانب النفسية الموجودة فى الرواية، كل كاتب له طريقته وأسلوبه. لكن إبراهيم عيسى فى هذه الرواية تحديدا شرح الشخصيات نفسيا وبمنتهى العمق، وقد قرأتُ الرواية أكثر من ست مرات، هذه الأجزاء الصغيرة التى أُعيد قراءتها أترك لها الوقت لتتطور فى عقلى، أحيانا أرى شخص حاتم الشناوى فى أشخاص كثيرين حولى، والتحدى الحقيقى هو أن الرواية منذ أن قرأتها للمرة الأولى أدركت أنها تصلح أن تتحول إلى فيلم روائى طويل، وكان خيارا صعبا أن تتحول إلى عرض راقص».
وعن وجود الشباب على الساحة الفنية يرى مناضل أن ثورة 25 يناير كانت فرصة لأبناء جيله، كما أن فنانى الصف الثانى -حسب رأيه- وجدوا فرصتهم فى الظهور، وهو ما لم يكن موجودا قبلها، لافتا إلى أن وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازى قال له إن فنانى الصف الثانى هم الأزمة الحقيقية فى مصر، و«أعتقد أن من تولوا المنصب بعده يدركون هذه المشكلة جيدا ويقدمون حلولا لها، وهو ما يعد شيئا جيدا لجيله الذى يعتبره يطرح أفكارا جديدة فى ما يتعلق بتناول الأعمال الفنية»، ويواصل: «الميزة التى نحظى بها حاليا هو وجود الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسا لدار الأوبرا المصرية، لأنه عندما يتولى فنان هذه المسؤولية يكون عنده المساحة والجرأة الكافيتين لأن يصدر الشباب فى الواجهة ويمنحهم فرصا للعمل، فهى مَن اختارتنى لأكون مديرا فنيا للفرقة التى تضم ستة أعضاء جدد، هذا هو عرضهم الأول، يملكون طاقة وحضورا ويريدون العمل، هذا هو المهم، فالتجديد وظهور الشباب دائما هو المطلوب»، وأضاف أن المشكلة فى الأجيال الجديدة التى لا تقرأ، على الرغم من حيازتهم مؤهلات علمية جامعية، مشيرا إلى أن حظه كان جيدا بوجود مكتبة ضخمة فى منزله بخلاف أن والده سيناريست ووالدته قاصَّة، لذلك كان يواظب على القراءة منذ أن كان فى المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى دراسته فى المعهد العالى للباليه، وتخصصه هو التصميم والإخراج.