قال كيرى ما قاله بأن الإخوان سرقوا الثورة المصرية. أما الخارجية الأمريكية وبعد نحو 48 ساعة فاكتفت بترديد ما قاله كيرى بشكل عام من أن الثورات العربية قامت لا بسبب دين أو أيديولوجية. ومن جانبها حرصت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية على تفادى الدخول فى مواجهات تفسير أو تبرير لما قاله الوزير كيرى وما تم فهمه فى مصر، والتعليق عليه تهليلا كان أم ذما سواء من جانب الإعلام أو من جانب الإخوان المسلمين. وفى المؤتمر الصحفى اليومى للخارجية الأمريكية أول من أمس الجمعة وردا على أسئلة طرحها «الدستور الأصلي» حول ما صرح به كيرى قالت ساكى:
«إن كثيرين منكم شاهد الوزير يتحدث مرارا عن مصر، وعن رأيه حول تاريخ الثورة، عندما تنظر للنص الكامل لكلمته كان ينقل موقف أمريكا بشكل عام ومنذ زمن طويل من الثورات فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبأنها كانت يحركها الشباب وهم الذين أشعلوا الشرارة، ولم تكن يحركها التطرف من أى نوع، وهذا هو ما حدث فى مصر».
ثم أضافت: «وكما نعلم فى الوقت نفسه فإن الإخوان المسلمين كانوا منظمين فى ذلك الوقت وهذا بالطبع قادهم إلى السلطة. إلا أن المضمون الكامل لكلمته أمر يتحدث عنه غالبا، وهو أن فى الحقيقة بائع للفاكهة هو الذى بدأ وضحى بنفسه وبدأ ثورة فى تونس، لم يكن دين ولا تطرف ولا أيديولوجيا وراءها. وكانت إرادة الشعب وقيادة الشعب وكثيرون من الشباب هم الذين يحركونها».
ثم سأل «الدستور الأصلي»: «عندما قال الوزير كلمة (سرقوا) هل كان هذا شيئا جديدا تبين له أخيرا أم كان يدركها من قبل ولكنه لم يتحدث عنه؟» فقالت المتحدثة باسم الخارجية: «حسنا لم يقصدها حرفيا.. وكان أسلوب حديث»
ثم أضافت: «فى إشارة إلى ما يقوله (كيرى) غالبا حول بداية الثورة. وفى الحقيقة كما قلتها لا دين ولا تطرف ولا أيديولوجيا كان وراء ذلك. وقد حركها الشباب وهكذا بدأت». ثم ردا على سؤال متابعة من «التحرير» عما كان يقصده كيرى بالضبط بدلا من ضياع المعنى فى الترجمات والتفسيرات قالت ساكى: «أنا أشجعك أنت وأى شخص بالطبع أن يقرأ النص الكامل الذى يوجد على موقعنا الإلكترونى».
وعندما سأل «الدستور الأصلي»عن رد فعل الخارجية حول ما نقل عن عمرو دراج القيادى الإخوانى البارز وأحد قيادات حزب الحرية والعدالة من انتقاد وتنديد بما قاله كيرى، ومن أن أمريكا تحاول إجهاض الربيع العربى. تفادت ساكى الرد واكتفت بالقول: «أعتقد أننى أعطيت الخطوط العريضة لما كان يعنيه الوزير بتعليقه. والحقيقة أنه قالها من قبل عدة مرات. وبالتأكيد لم يكن هذا قصده». وأوضح «الدستور الأصلي»أن الشخص الذى قال ذلك لم يكن معلقا أو مذيعا تليفزيونيا.. كان شخصية سياسية وهو كان على صلة مباشرة بالسفارة الأمريكية وبأشخاص فى هذا المبنى (الخارجية).
فقالت ساكى: «.. أفهم ذلك، وأعتقد أنه أحيانا لا تكون المشكلة بالضرورة الترجمة ولكن أحيانا يفهم الناس معنى الأشياء بشكل مختلف. وأنا أشجع أى شخص أن ينظر للمضمون الكامل لما قاله الوزير. إن موقفنا تجاه مصر وعلاقتنا معها لم يتغير».
وردا على سؤال آخر طرح عما يحدث فى مصر قالت ساكى: «من الواضح أننا رأينا خطوات قد تم اتخاذها. وهناك مزيد منها يجب أن يتم اتخاذها للتحرك قدما على خارطة الطريق، ولزيادة ضم الكل ولاحترام المبادئ الديمقراطية. ونحن نستمر فى تشجيعهم للقيام بذلك. وليس لدىّ أى جديد فى هذا الأمر».
وفى سياق متصل بالشأن المصرى تردد أخيرا فى العاصمة الأمريكية من أن فريقا من الخارجية الأمريكية سوف يتوجه قريبا إلى الإمارات والسعودية وذلك لتنسيق سبل دعم مصر واقتصادها فى المرحلة الحالية. وعندما سألت «التحرير» عن الفريق وتفاصيل عمله قالت ساكى «ليس لدىّ أى شىء يمكن قوله بهذا الخصوص».
وبما أن المتحدثة باسم الخارجية كررت أكثر من مرة ضرورة الرجوع إلى ما قاله كيرى عن مصر، كما أن بعضا من التقارير الإخبارية أضافت تصريحات أخرى لكيرى قيلت من قبل وأظهرتها كأنه قالها فى كلمته الأخيرة عن الثورات العربية، فإن ما ذكره كيرى منذ أيام كان التالى فى ما يخص مصر: «هؤلاء الشباب فى ميدان التحرير.
لم يحركهم أى دين أو أيديولوجية. إنهم تحركوا بما رأوه من خلال هذا العالم المترابط وكانوا يريدون جزءا من الفرصة وفرصة للحصول على تعليم ووظيفة، وأن يكون لهم مستقبل لا حكومة فاسدة تحرمهم من كل هذا والأكثر. وقاموا بتبادل التويتات والتواصل بالفيستايم ليقولوا ويتبادلوا الحديث وهذه هى التى دفعت بالثورة. ثم تمت سرقتها (الثورة) من جانب فصيل واحد الأكثر تنظيما فى الدولة وهو الإخوان».
وهذا هو النص لما قاله كيرى. وقد استخدم كلمة الإخوان تحديدا ولم يقل الجماعة أو الإخوان المسلمين. وبالمثل كان تعبير «تمت سرقتها». وقد أشار بعض المعلقين إلى أن كيرى فى كلمته ربما أخطأ فى استخدام كلمة «فيستايم» وكان يقصد «فيسبوك». ولا شك أن الحديث عما قاله كيرى بأن الإخوان سرقوا الثورة لن يتوقف.