أشاد الاتحاد الدولى لكرة القدم /الفيفا / بالمدير الفنى الامريكى لمنتخب مصر وجهازه المعاون .. وقال ان بوب برادلي إستلم تدريب المنتخب المصري في أسوأ الأوقات. كانت ثورة 2011 في أشهرها الأولى، ولم تكن كرة القدم وحدها، بل البلد بأسره يعيش حالة اضطراب وكان المستقبل غامضا جدا. وازدادت الأمور سوءا بعد أشهر عدة من توليه منصبه خلفا للمدرب المصرى حسن شحاتة، لأن المسؤولين عن الدوري المحلي أوقفوا البطولة بعد مأساة ملعب بورسعيد التي ذهب ضحيتها 72 شخصا. وأوضح مدرب منتخب الولاياتالمتحدة سابقا بوب برادلي والذي قد يخوض آخر مباراة له مدربا لمنتخب مصر بعد نهاية مباراة اياب الملحق الأفريقي المؤهل الى كأس العالم البرازيل 2014 المقررة غدا الثلاثاء ضد غانا والتي يسعى فيها فريقه الى قلب خسارته القاسية ذهابا 1-6، بأنه لم يقبل بالمهمة دون تفكير وقال في هذا الصدد "كنت مدركا تماما بانه تحد كبير، لكن التحدي لم يكن لي وحدي، كان تحديا اذا كنت سائق سيارة تاكسي وتسعى الى لقمة العيش، أو اإذا كنت موظفا في قطاع السياحة أو مجرد اب يريد اطعام أولاده. كنت مدركا بأن الأمور صعبة على جميع المصريين". وأضاف المدرب فى تصريح لموقع / الفيفا / بانه قرر عندما استلم المهمة ان يضع كل تركيزه وجهوده على اللاعبين لكي يفكروا بطريقة ايجابية وقال "لم أكن أريد التطلع الى السلبيات. مصر في الوقت الحالي وللأسف منقسمة وقلت للاعبين بانه يتعين علينا ان نكون خلاف ذلك. يتعين علينا ان نكون متضامنين مع بعضنا البعض. يجب ان نجد حلا ليس فقط من أجل ان نكون فريقا قويا بل ان نكون مثالا جيدا يحتذى فيه للجميع". وناشد برادلي الأندية بالسماح للاعبين بالإنضمام الى أندية خارجية وقال "عندما يبلغ اللاعبون الشبان مستوى معينا، يتعين عليهم ان يضعوا تحدي الإنتقال الى الأندية الأوروبية الكبرى نصب أعينهم. اذا أرادت مصر ان تتطور كدولة كروية، يجب ان تملك عددا أكبر من اللاعبين يدافعون عن ألوان اندية كبيرة. عندما تنظر الى المنتخبات التي حققت أكبر عدد من النجاحات في أفريقيا، فان جميع اللاعبين الكبار في هذه المنتخبات يلعبون في أوروبا وقد انضموا الى أنديتهم منذ فترة طويلة. انهم يلعبون لأندية كبيرة في أوروبا". ونوه الى انه لا يريد انتقاد الكرة المحلية في البلاد التي تحتفل بإحراز لقب دوري أبطال أفريقيا مرة جديدة عن طريق النادي الأهلي الأكثر ألقابا على الصعيد الأفريقي ويوضح "لكن اذا أرادت مصر ان تتطور وتنافس أفضل المنتخبات ليس فقط في أفريقيا بل في العالم، فان التحدي للاعبين الشبان هو الإنتقال الى عالم الإحتراف ومحاولة الدفع بهم للعب في أكبر الاندية". وتشكل مباراة العودة في القاهرة، المرة الأولى التي سيلعب فيها الفراعنة أمام جمهوره في عهد برادلي ويقول المدرب الامريكى "انه أمر مدهش. لقد أمضيت سنتين هنا على رأس الجهاز الفني ولم تسنح للمنتخب الوطني الفرصة لكي يلعب في القاهرة أمام جميع أنصار اللعبة الذين يرغبون في التواجد هنا. كرة القدم المصرية تملك تاريخا عريقا وقد أقيمت مباريات كبيرة عدة في القاهرة وبالتالي هذا الأمر يعني الكثير بالنسبة للاعبين. انهم يستحقون هذا الأمر، ونأمل الآن ان نشعر بشغف الجمهور ومساندته داخل الملعب بالإضافة الى جميع الذين لا يستطيعون القدوم الى الملعب". يدرك برادلي وجهازه الفني بان فريقه يحتاج الى معجزة حقيقية لقلب خسارة مباراة الذهاب 1-6 في كوماسي، وأوضح "قمنا بالدفاع عن ألوان مصر على مدى سنتين، وقمنا بذلك بقوة، بفخر وبطريقة جيدة. الدقائق التسعون في كوماسي لا تستطيع ان تمحو ذلك. نعم، كانت النتيجة سيئة ونحن نقبل بها. لكنها لن تغير الطريقة التي قام فيها اللاعبون والجهاز الفني بتمثيل مصر والبلاد في ظروف صعبة والتي أعتقد بان الرأي العام يقدَرها". أمضى المدرب البالغ من العمر 55 عاما وقتا طويلا يفكر ما يمكن القيام به لجعل مصر أقوى. وكشف "بغض النظر اذا تركت منصبي بعد مباراتي المقبلة أو بعد البرازيل، أفكر كثيرا بما يحتاجه المنتخب المصري ليقوم به من أجل تطوير مستواه. بالطبع، كنقطة انطلاق، الجميع يدرك بأنه خلال السنتين الأخيرتين ومع توقف الدوري ثم الإنطلاقة ثم التوقف مجددا، وكون اللاعبين لم ينالوا مستحقاتهم، ولا يدرون ما هو مستقبل مسيرتهم، كل هذه الأمور لم تساعد بطبيعة الحال". كانت السنتان رائعتان جدا بالنسبة إلينا ونشكر جميع المصريين على ذلك. عندما تدق ساعة الرحيل، سأشعر بأنني أرحل وكلي فخر وبأن مستقبل مصر سيكون قويا وإيجابيا. ولم يحسم برادلي قراره بالرحيل نهائيا بعد مباراة غانا لكنه أكد بانه وزوجته استمتعا في أوقاتهما في مصر بقوله "خلال هاتين السنتين، عشنا تجارب رائعة في مصر. لا أستطيع ان أحصي عدد الأشخاص الرائعين الذين تعرفنا عليهم، ولا أستطيع ان اشرح مدى تقديرنا للطريقة التي تم الترحيب بنا من قبل الشعب المصري. سنبقى ممتنين الى جميع المصريين لهذه الهدية. كانت السنتان رائعتان جدا بالنسبة إلينا ونشكر جميع المصريين على ذلك. عندما تدق ساعة الرحيل، سأشعر بأنني أرحل وكلي فخر وبأن مستقبل مصر سيكون قويا وإيجابيا".