بدأ الطيران فى مصر بعد موافقة انجلترا على ايفاد اربعة ضباط مصريين من خريجى المدرسة الحربية آن ذاك لتعلم الطيران عاد احدهم لاسباب صحية والثلاثة هم «عبد المنعم الميقاتى- احمد عبد الرازق- فؤاد حجاج». وتم انشاء اول مطار فى 27 مايو 1931 عندما اصدر مجلس الوزراء حينها قرارا باعتماد مبلغ خمسة آلاف جنيه كنواة لبناء المبانى والهناجر فى الماظة وانشاء مطار بها بالاضافة الى شراء خمس طائرات من طراز «دى هافيلاند جيس موس».
وقد أعلن عن انشاء سلاح الطيران المصرى فى 2 نوفمبر 1932 وباندلاع الحرب العالمية الثانية قامت بريطانيا بتزويد مصر بعدد من الطائرات الحديثة سواء للقتال او التدريب او للاغراض العامة والتى تم تشكيلها فى خمسة اسراب جوية.
وكان اول نشاط قتالى للقوات الجوية فى 15 مايو 1948 وهو اليوم التالى لنهاية الوصاية الانجليزية على فلسطين واعلان قيام دولة اسرائيل حيث فتحت صفحة جديدة فى طريق نضال القوات الجوية المصرية حيث قامت الطائرات المقاتلة من طراز «سبيت فاير» بمهاجمة تل ابيب، وفى حرب 1956 تفوقت مصر فى بداية الامر على القوات الاسرائيلية لكن مع تداخل القاذفات الانجليزية والفرنسية اضطرت مصر الى سحب قواتها الجوية الى مناطق نائية حفاظا عليها.
وفى الخامس من يونيو عام 1967 ومع فداحة خسائر القوات الجوية المصرية فى هذه المعركة فقد نجحت بعد 34 يوما فقط من انتهاء الحرب فى تضميد جراحها ونفذت معركة جوية ناجحة شرق القناة يومى 14 و15 يوليو حيث اغارت على مواقع العدو واضطر كثيرا من جنوده الى ترك مواقعهم والفرار الى العريش آن ذاك.
ومع بدء حرب الاستنزاف فى مارس 1969 قامت قواتنا الجوية بتنفيذ عدة هجمات جوية ضد اهداف فى عمق العدو وفقدت قواتنا الجوية حتى اغسطس 1970 حوالى 26 شهيدا من طياريها وملاحيها وفنييها الا ان القوات الجوية المصرية باتت تثق فى قدرتها على مواجهة العدو وايقنت اسرائيل ان بمصر رجالا لا يهابون الموت0
حرب أكتوبر:
وقد افتتحت القوات الجوية حرب اكتوبر المجيدة فى السادس من اكتوبر 1973 بالضربة الجوية الشاملة والتى اتاحت للقوات العبور بدون تدخل مؤثر من القوات الجوية الاسرائيلية حيث كان تأثير هذه المفاجأة غير عادى بالنسبة للعالم اجمع وخاصة اسرائيل التى اصبحت قواتها داخل سيناء فى حالة شلل كامل لعدة ايام دارت خلالها معارك جوية كانت خسائر اسرائيل فيها كبيرة جدا لدرجة ان كثير من الطائرات الاسرائيلية كانت تسقط بكامل حمولتها دون ان تتمكن من القاء هذه الحمولات للاشتباك مع مقاتلاتنا.. واستمرت قواتنا الجوية فى اداء دورها البطولى ايام المعركة دعما للقوات البرية ودفاعا عن سماء الوطن مما كان له اكبر الاثر فى الانتصار التاريخى.
وسجل المشير احمد اسماعيل على وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة فى مضبطة مجلس الشعب فى حفل تكريم رجال القوات المسلحة ان القوات الجوية قامت باداء مهامها كأروع واقوى ما يكون الاداء وانه لا ينسى ما قدمه طياروا مصر من تضحيات وجهد حتى بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض الطيارين سبع طلعات فى اليوم محطمين بذلك الرقم القياسى الذى وصل اليه اكفأ واقوى الطيارين فى العالم والذى بلغ اربع طلعات
وتطورت القوات الجوية بعد حرب اكتوبر 1973 انطلاقا من ادائها الرائع وحرصا على الارتقاء بهذا الاداء الى اعلى المعدلات حيث حصت القوات المسلحة على توفير الدعم لها بكل جديد استفادة من قرار تنويع مصادر السلاح الذى اتخذته مصر كسياسة لتنويع المصادر بالتعاون مع عدة دول على رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية ثم الصين وفرنسا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا والمانيا والبرازيل وكندا والتشيك وروسيا0
ثورة 25 يناير:
وقد ترتب على قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو ظهور متطلبات واحتياجات جديدة لتأمين الدولة داخليا وخارجيا ولدعم استقرار الحياة اليومية للمواطنيين حيث فرضت الاحداث مهاما للقوات الجوية اشتملت على طلعات لتأمين الحدود واحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات.. كما فرض الوضع الامنى الداخلى للدولة قيام القوات الجوية بنقل الاموال وامتحانات الطلاب وصناديق الانتخابات والقضاة المشرفين عليها الى المحافظات وذلك لصعوبة تأمينها على الطرق البرية.
وقامت طائرات الاسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع انحاء الجمهورية الى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.. كما ظهر دور القوات الجوية الفعال فى تأمين المظاهرات السلمية اثناء ثورة 30 يونيو ومواجهة العمليات ارهابية التى ظهرت بكثافة بعدها خاصة فى سيناء حيث قامت القوات الجوية بدور حاسم فى معاونة التشكيلات البرية للقضاء على الارهاب فى كافة ربوع مصر.
وبعد 81 عاما على اعلان انشاء سلاح الطيران المصرى اصبح هذا السلاح الذى اصبح اسمه بعد مرور السنيين القوات الجوية المصرية من اقوى اسلحة الجو فى المنطقة واحد افرع القوات المسلحة الرئيسية التى تعتمد عليها الدولة فى حماية اراضيها واجوائها ومؤسساتها الهامة.