ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رئيس جهاز المخابرات التركية حقان فيدان يعد القوة الدافعة الحقيقية وراء جهود تركيا لدعم قوات المعارضة السورية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت الصحيفة الأمريكية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/ - إلى أنه في أعقاب انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي، برز دور فيدان ، البالغ من العمر 45 عاما ، والذي لم يكن معروفا خارج منطقة الشرق الأوسط ، باعتباره العقل المدبر وراء استراتيجية الأمن الإقليمي التركي ،التي تميل لمصلحة حليفها واشنطن منذ فترة طويلة. ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق لدى كل من تركيا والعراق جيمس جيفري قوله "إن فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد، ونحن بحاجة للتعاون معه لأنه يستطيع إنجاز هذه المهمة ، مشيرة إلى أن حقان بوصفه واحد من بين ثلاثة رؤساء في وكالات استخباراتية، الإثنان الآخران هما : الأمير بندر بن سلطان آل سعود ، رئيس المخابرات السعودية و الإيراني اللواء قاسم سليماني ، تتصارع لمساعدة بلدانها لملء فراغ القيادة الذي أوجدته الاضطرابات والنهج الأمريكي المتردد في جزء كبير من المنطقة. ورأت أن صعود فيدان ليحتل مكانة بارزة تزامن مع وجود تآكل ملحوظ في نفوذ الولاياتالمتحدة على تركيا.. لافتة إلى أن واشنطن لطالما كان لديها علاقات وثيقة مع الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في منظمة حلف شمال الأطلسي، إلا أن القيادات العسكرية تحولت لتكون تابعة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومستشاريه المقربين ومنهم فيدان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذين يستخدمون الربيع العربي من أجل تحويل التركيز التركي تجاه توسعة نطاق ريادتها الإقليمية، وفقا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين. وأوضحت الصحيفة أن دور فيدان المتنامي قوبل بخليط من الشك والحذر والتذمر والاحترام في واشنطن ، حيث يراه المسؤولون كبديل موثوق لأردوغان في التعامل مع القضايا الإقليمية ، والتي من بينها مستقبل مصر وليبيا و سوريا ، والتي جلبها الربيع العربي إلى طاولة المحادثات الثنائية. ومضت تقول "وقد أثار فيدان مخاوف عدة قبل ثلاث سنوات ، وفقا لمسؤولين أمريكيين بارزين ، عندما اثار غضب حلفاء تركيا من خلال تقديم بعض المعلومات الحساسة، التي حصلت عليها واشنطن وإسرائيل، إلى المخابرات الإيرانية. وتابعت قولها "وفي الآونة الأخيرة ، يبدو أن النهج التركي بشأن سوريا والذي وضعه فيدان أضاف المزيد من التوتر على العلاقات الأمريكية التركية، فبرغم رغبة كلا الدولتين في الإطاحة بالأسد، إلا أن تركيا ترى محاولة التسليح الدولي "العدوانية" للمعارضة السورية باعتبارها أفضل وسيلة لوضع نهاية للنزاع السوري، بعكس الموقف الأمريكي الحذر الذي يضع على قائمة أولوياته عدم سقوط تلك الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية". ومع ذلك، تعتقد وكالات المخابرات الأمريكية أن فيدان لا يسعى لتقويض الولاياتالمتحدة ولكن لتعزيز مصالح أردوغان، إذ أنه وفي الأشهر الأخيرة ، وفي الوقت الذي توسعت فيه الجماعات الجهادية في شمال سوريا على الحدود التركية ، شرع المسؤولون الأتراك في إعادة تقويم سياستهم - ليست الخاصة بشأن الشكاوى الأمريكية ولكن الخاصة بتهديد الأمن التركي،وفقا لمسؤولين أمريكيين وأتراك.