عصام حجى: صوت الأغلبية خطوة للأمام فى وجود التعليم والوعى.. وهو ليس صوت الحق دائما «المصريون لم يعيشوا التجربة الديمقراطية حتى الآن فنحن صحيح قد مررنا بانتخابات وهذه الانتخابات كانت لها نتيجة، وبها شكوك وعدم اقتناع من أطراف كثيرة ويقابلها اقتناع أطراف أخرى، ولكن فى النهاية كانت النتيجة لصالح (مرسى)» عرض سريع لما حدث خلال العامين السابقين من الدكتور عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهورية، فى برنامج «90 دقيقة» الذى يعرض على شاشة قناة «المحور».
حجى أوضح أنه كان سعيد جدا مثله مثل كل الناس لأن لدينا رئيس منتخب وكان يعمل أستاذا فى الجامعة، ولم يكن لديه أى إحساس أن الأمور تسير فى طريق خاطئ ولكن الأمور تغيرت بعد هذا، وكل ما حدث وتغير هو ازدياد العنف الذى أصبح هو اللغة الوحيدة عند الاختلاف، وهذا أظهر أن هناك محاولة للهيمنة على الدولة من جانب الإخوان.
وقال «الشرعية ليست أسسا وقوانين فقط، وإنما تؤخذ الشرعية من الناس وعلى هذا الأساس فإنه غير متفق من الأساس على أن الانتخابات ستكون خطوة للأمام فى هذه المرحلة، لأن صوت الأغلبية خطوة للأمام فى حالة وجود تعليم ووعى، فنحن لدينا نسبة ما يقرب من 50٪ من أمية ونسبة الجهل عالية جدا، وهذا ليس عيبا، وكلنا نقتسم المسؤولية فلم يكن من المنطقى فى هذه الظروف أن يكون صوت الأغلبية هو الصحيح، فيجب أن نقوم بتوعية الناس ونقوم بتطوير التعليم، وبعد هذا نقوم بعمل استفتاءات وانتخابات لنعرف إلى أين نريد أن نذهب، وقبل أن نتفق على من يسوق العربة علينا أن نحدد إلى أين نريد أن نذهب لأن كل النقاشات منصبة على من سيحكمنا ولا ترتكز على الطريق الذى سنذهب إليه فعندما يتم استخدام الزيت والسكر للحصول على الأصوات فهذا يثبت أنها ليست الانتخابات».
حجى برر موقف العالم الخارجى المضاد لدور الجيش المصرى فى ثورة 30 يونيو، «لأن الجيش فى بلادهم يذكرهم بالحرب الأهلية التى مرت بها أمريكا والنزاع الموجود فى العراق والحرب فى فيتنام، فيرمز بالنسبة إليهم إما للحروب الداخلية وإما الفترة الاستعمارية، أما نحن فالأمر مختلف بالنسبة لنا لأننا كنا شعوبا مستعمرة فالجيش بالنسبة إلينا يرمز إلى الحرية واستغاثتنا بالجيش كانت طبيعية».
المستشار العلمى لرئيس الجمهورية أوضح أن الدور العلمى له بحكم وظيفته، ينحصر فى القضايا العلمية التى تخص مصر، وأهم ثلاث قضايا فى الفترة الانتقالية الحالية هى «قضية مياه النيل والتغير المناخى وقضية البيئة»، معتبرا أن تلك القضايا مترابطة بشكل تام، بالإضافة إلى قضايا كلاسيكية مثل التعليم والبحث العلمى وغيره وتلك القضايا لا تستطيع الانتظار.
بالنسبة لقضية نهر النيل، وهو عصب الحياة الاقتصادية والمصدر الأول للأمن الغذائى المصرى، علق عليها حجى قائلا «حينما يكون هذا المصدر مهددا فلا يعقل أن نبرر انتظارنا وعدم حل تلك المشكلة بسبب المشكلات السياسية، بالإضافة إلى قضية التغير المناخى، وأول من يعانى منها فى العالم هو المواطن المصرى بسبب مرور نهر النيل بأربع مناطق مناخية حتى يصل إلى مصر، وأما عن قضية البيئة فلا يخفى على أى إنسان أننا من أكثر دول العالم تلوثا، وهو ما يتسبب فى العديد من الأمراض، فمصر من أعلى الدول فى معدلات الإصابة بالأمراض الصدرية وفيروسات الكبد الوبائى، فكيف نبنى نهضة حديثة بشعب مريض وأمية بنسبة 50% وحتى أبسط مورد وهو النيل لا نضمن أن يظل موجودا».
الدكتور عصام حجى قال «إنه من أجل حل مشكلة النيل يجب أن نفهم ونحدد رقميا الآثار السلبية على وجود سد النهضة الإثيوبى، ولا يجب أن ننسى أن إثيوبيا وقفت بجانب مصر كثيرا فى العديد من المواقف، وكل ما نحتاجه هو فهم أبعاد تلك المشكلة سويا، وأن يكون هناك حوار علمى وتقنى فنى بجانب الحوار السياسى، فنحن نتشارك فى هذا النهر لا نتعادى عليه، ومصيرنا مصير واحد».
وأضاف «ليس هناك عصا سحرية لكن هناك نيات صادقة بجانب التطبيق على أرض الواقع بأقصى إمكانيات ممكنة وللأسف الإعلام ليس ملهما فى حالة تنظيف الشوارع مثلما تعطى برامجه الاهتمام الأكبر لمناقشة نزاع سياسى».
حجى وجه التهنئة إلى كل الطلاب بمناسبة بداية العام الدراسى الجديد وقال «يجب أن نحيى وزير التربية والتعليم بسبب القرار الذى اتخذه بعدم تأجيل العام الدراسى، لأنه لو انطبقت السماء على الأرض لن نؤخر مكافحة الجهل والأمية لحظة واحدة، فلن يعطلنا أى شىء عن معركتنا، والسنة الدراسية الجديدة تشهد نوعا من الإضافات الجديدة للمناهج عن البيئة والديمقراطية وأهمية التعليم وأهمية مكافحة التعليم وهناك شرح للطلاب لخارطة الطريق التى ستمر بها الدولة هذا العام، إذن هناك إشراك للطالب والأسرة فى ما يحدث فى مصر، ويجب أن نعتذر للمواطن المصرى عن السنين الطويلة التى تدهور خلالها التعليم إلى أن وصل إلى هذا المستوى، فأصبحنا فى ذيل قائمة الدول فى المستوى التعليمى، الذى كان بمنزلة خدمة للجمهور أكثر منه رؤية استراتيجية، بسبب وجود إنسان مشغول ببقائه فى السلطة وليس لديه الوقت للانشغال بمصالح الناس وأكبر ميزة فى الحكومة الانتقالية الموجودة اليوم أنها غير مشغولة بالبقاء، لأنها تعلم منذ اليوم الأول أنها مؤقتة، فهى تريد أن تسلم البلاد أفضل من الحالة التى تسلموها عليها».
كما أكد أهمية عزل وزير البحث العلمى ووزير التعليم العالى ووزير التربية والتعليم ووزير الصحة والبيئة ووزير التخطيط عن التقلبات السياسية الموجودة على الساحة، وعلق «من تقلدوا تلك المناصب لديهم العديد من الأفكار التقدمية الممتازة ورؤية للتطوير ممتازة، وبدأت بالفعل فى خطوات فعالة فلا نريد أن نعطلهم من أجل انتخابات جديدة أو تحركات سياسية أخرى ويجب أن نعلم أن الوطنى الحقيقى هو الذى يدعم التعليم».