جاء ترشيح جامعة القاهرة للعالم الكبير د.شريف مختار رائد طب الحالات الحرجة في مصر ومؤسس أكبر وأعرق مركز لرعاية الحالات الحرجة في مصر والشرق الأوسط لجائزة مبارك في مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة متأخرا بعض الشيء علي الرغم من أن العالم الكبير عاش حياته في عطاء متواصل دون أن ينتظر رد الجميل من أحد سوي مرضاة الله. د.شريف مختار قهر جميع التحديات في سبيل تحقيق هدفه بإنشاء مركز طبي هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط لعلاج الحالات الحرجة، ويتبع جامعة القاهرة التي ينتمي إليها ليستطيع من خلاله أداء رسالته النبيلة في علاج المرضي الفقراء الذين يعانون من توحش تكلفة العلاج وتعليم شباب الأطباء لخلق كوادر قادرة علي مواصلة العطاء. وبالفعل دارت عجلة العطاء ونجح مختار في إدارة الصرح العلمي بدقة متناهية لعقود متصلة ساهم المركز الذي يحمل اسمه خلالها في إنقاذ أرواح مئات الآلاف من المرضي وتخريج المئات من الأطباء الأكفاء النوابغ الذين ساهموا في تقدم الطب في مصر والعديد من الدول العربية والأجنبية. بالرغم من نبوغ العالم الجليل الذي تعدي المحلية إلا أنه فضل خدمة المواطن الفقير علي حسابات البيزنس ومنح عمره وعلمه في سبيل علاج الفقراء ولم يفكر ولو للحظة في قبول الإغراءات المادية التي تعدت حاجز الستة أصفار والتي عرضت عليه للعمل بالقطاع الخاص وترك موقعه في المركز الذي أسسه وظل يعمل فيه حتي بعد إنهاء خدمته الرسمية فلم يكن الثراء والمال في حساباته يومًا ما، وهو ما اتضح وقت أن حاولت يد الخصخصة الامتداد إلي مركزه لتحويله إلي أحد أوجهها القبيحة بتحميل المريض مصاريف علاجه وهو ما رآه العالم النبيل انقلابا علي المبادئ التي أرساها وظل يعمل بها لعقود طويلة في علاج الفقراء فترك موقعه في هدوء ولكن ذلك أثار ضجة في الأوساط الطبية والشعبية آنذاك وواجهت الحكومة وقتها مطالبات عديدة بتصحيح خطيئتها وإعادة الأمل في الغد للمرضي ولشباب الأطباء العاملين بالمركز ولأصحاب القلوب التي تنبض بعشقه.